لحظة: في بيتنا مراهق

نشر في 10-11-2023
آخر تحديث 09-11-2023 | 18:50
 محمد اللاهوم المري

تعدّ فترة المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان بحياته، وهي فترة البلوغ لدى الشباب من الجنسين، ويرافقها تغيرات فسيولوجية وهرمونية وتغيرات بالتعامل مع الآخرين بشكل عام، وهي فترة بناء جسميا واجتماعيا!!

كيف ذلك؟!

التغيرات الجسمية واضحة للعيان، علاوة على ذلك تتغير بعض الملامح، أما الاجتماعية فهي علاقة الفرد بمن حوله اجتماعيا، وهي غالباً إثبات للذات في هذا النسيج الاجتماعي، فتجد المراهق يبني صداقات مع أقرانه لإثبات الوجود، مركزاً على أن يكون له شخصية ودور فعال من خلال الهوايات والإبداع فيها ككرة القدم مع أصدقائه في (الفريج) أو مع زملائه بالمدرسة وغير ذلك، وأن يكون له دور بالعائلة.

أما علاقة هذا المراهق بأهله فتجده عندما يريد شيئا يطلبه من والديه بكل ثقة، متوقعاً أنه سيحصل عليه! وإن لم يحصله يبدأ العصيان والتمرد كنوع من ردة الفعل على عدم الرضا، وينعكس ذلك على الدراسة وعلاقته بأهله، ويكثر خروجه من المنزل والرجوع متأخراً بشكل يومي، وهنا يكون تعامل والديه مختلفاً من شخص لآخر، فبعضهم يوبخه وآخر يضربه وغيره يحرمه من الخروج، وهذه غالباً تكون سلبية ولا جدوى منها، بل تكون عكسية على سلوك هذا المراهق وتزيد سلبياته.

لكنني أرى منظوراً خاصاً في التعامل مع هذا المراهق بشكل عام، وهو الليونة، والمؤاخاة، وإعطاء الثقة، والحث على الصلاة، وطاعة الوالدين، والتشجيع الدراسي، والأدب مع الآخرين، واحترام من هم أكبر منه سناً.

وللتوضيح أكثر يجب ألا تكون معاملته بردود فعل سريعة وقاسية، بل باستخدام مبدأ السماح لأول مرة، وإعطاء فرصة لتصحيح الخطأ، وأن تكون هناك صداقة أو شبه صداقه بين الوالد والولد، وهنا تكون العلاقة بينهما إيجابية وواضحة وقوية، ويجب إعطاؤه الثقة من خلال تكليفه بأمور تخصه وتخص أفراد الأسرة أو بعضهم، كما يجب الصبر عليه واحتواؤه بشكل عام، والسؤال عن أصدقائه والاتصال به عند الغياب من المنزل لمعرفة أخباره!

ولابد من استخدام مبدأ التحفيز والعقاب والثواب، ونسأل الله الهداية والتوفيق لمراهقينا.

back to top