حسين يفكر: محاولة اغتيال جميل السلطان سنة 1999!
في مشهدٍ مرعبٍ قد تراهُ للوهلة الأولى، تتعرض شخصيةٌ مرموقةٌ في الكويت لمحاولة اغتيالٍ فاشلة في سردابٍ مظلمٍ في وضح النهار! من هي؟ وما تفاصيل الحادثة الصادمة التي أثارت وسائل الإعلام؟ إليك التفاصيل:
جميل سلطان العيسى، رجلُ أعمالٍ كويتي، اشتُهر في العقد الماضي ببصماته الوطنية الخالدة، تعلم في أرقى الجامعات الأميركية وعاد إلى الأراضي الكويتية حاملاً أفكاراً استثمارية مبتكرة تجمع بين حداثة الغرب وأصالة المشرق، فافتتح أول متجرٍ حديثٍ عام 1980 واستقطب أنظار التجار، فلقبوه بـ«رائد التسويق الحديث الكويتي».
ومع شهرته الكبيرة لم يكن للسلطان أيّ عدو، فقد كان يعيش حياةً هادئةً مع أسرته، لتكون المفاجأة الكبرى في 2 فبراير 1999، حيث كان العيسى صاحب الـ49 عاماً خارجاً من مكتبه ينوي العودة إلى منزله لكن حصل ما لم يتوقعه! شابان أحدهما يغطي وجهه والآخر بجواره ينتظرانه تحديداً في سرداب سيارات، على حين غفلة يشعر جميل عيسى بفوهة مسدس ملاصقة لظهره، وبأحداثٍ متسارعة قام أحدهما بغلق فمه والآخر يهدده بإطلاق النار، وبسرعةٍ صادمة يقابلهم فيدفعهم أرضاً ويصعد السيارة ويعود أدراجه صادماً إياهم في ثوانٍ معدودة ثم يندفع مخترقاً بوابة السرداب لتنهمر على مركبته 4 رصاصاتٍ طائشة كمحاولةٍ أخيرة للاغتيال ومهرولاً إلى حارس المجمع ليغلق البوابة.
اندفعت دوريات الشرطة إلى جوف السرداب على الفور لكن لا أحد! فقد خرجا من المدخل، وعاد جميل إلى منزله وبدأت سلسلة التحقيقات اللا متناهية، لكن بفضل دقة ملاحظته ومهارة الرسام الجنائي تم القبض على الجانيين بعد عدة أسابيع.
وفي 2010 أصيب جميل السلطان بالسرطان وتفرغ لهوايته الزراعية، وتوفي في 14 مارس 2017 خاتماً مسيرته بإنشاء متاجر الأغذية الصحية التي كانت خير ميراث لخير رجل أعمالٍ مكللٍ بالوقار.
قبل الوداع، العمل الطيب لا يزول عبقه بزوال صاحبه، فقد أكمل أبناء السلطان مسيرته وأنشأوا مشاريع متتالية تحيي ذكرى رجل الأعمال المحبوب جميل سلطان العيسى.