شوشرة: غزة الفيصل

نشر في 10-11-2023
آخر تحديث 09-11-2023 | 18:46
 د. مبارك العبدالهادي

سجل مشرف:

في كل يوم تسجل السياسة الخارجية الكويتية موقفا مشرفا ومدرسة لا تعرفها العديد من الدول باتخاذ إجراءات حازمة ومواقف صلبة لا تخفى على أحد، لأنها تعمل في الشمس وأمام الجميع بشفافية، ولعل موقفها الذي سيسجل في التاريخ تجاه الكيان الصهيوني والتصدي لحملاته المغرضة وتشويهه لحقيقة مجازره الوحشية في غزة العزة، والكويت الصغيرة بحجمها الكبيرة في مواقفها بلد الإنسانية دائما تعمل بكل جهدها وطاقتها وتوفر كل السبل لنصرة الأشقاء، وتسجل التمسك بالقضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني بشهادة ناصعة البياض بعدما امتلأت سجلات من يدعم الصهاينة بكل الوسائل بوصمة العار والسواد.

الخبثاء: كشفت الأحداث المأساوية والمجازر الوحشية في غزة عن العديد من أصحاب الأقنعة الذين يرتدونها حسب المزاج العام، ووفقا لأهوائهم وسموم أفكارهم ومساحة لحاهم المدججة بالخبث، فهل هؤلاء من يحددون كيفية دعمنا لأهلنا في غزة أو كيفية التعبير عن تعاطفنا؟ وهل هؤلاء يحملون قلوباً لا تعرف الرحمة؟ وهل ديدنهم حمل معايير مختلفة وازدواجية في أفكار لا تحددها سوى معتقداتهم التي لا نعرف منها إلا أشكالا تتشكل حسب منظور مصالحهم لأنهم يعتدون أنفسهم الأصل في تحديد مسارنا، لكنهم لا يعون أننا نعيش في عالم مفتوح ومكشوف وعمليات رصد المواقف مستمرة؟

تحية:

نرفع القبعة والتحية لكل الشرفاء الذين فرضوا على دولهم الخانعة أن تتخذ موقفا صارما تجاه ما يحدث في غزة العزة، ولا عزاء للذين لايزالون يبررون ويتحججون ويوهمون أنفسهم قبل الآخرين بخزيهم ووصمة العار التي ستلاحقهم، وستكون سجلا أسود في تاريخهم، فهل يعقل هذا الصمت من شعوب يفترض أنها عربية وإسلامية؟!

رسالة:

إلى من يرفضون المقاطعة ويهاجمون الشرفاء الذين اتخذوا موقفا لا يجرؤ عليه الخونة، أنتم حددتم هويتكم ومساركم وهذا شأنكم، ومواقفكم المخزية لا تمثل أي التفاتة، لأنكم لا تشكلون أهمية سوى أنكم تحاولون لفت الانتباه بعد أن تجردتم من الحياء، ومن يحمل لواء الكلمة إما أن ينطق خيراً دون أن يحلل على مزاج عقليته المسمومة لتشويه الحقيقة، وإما أن يصمت وهو الأفضل لأن المساحات امتلأت بقذارتهم.

هجوم:

هل أصبحت مواقف الشعوب الحرة الداعمة لإخواننا في فلسطين للتكسب؟ هذا ما يروج له بعض المندسين الذين هم مطية الأنطمة الفاسدة التي لا تستطيع مواجهة المجتمعات إلا عبر هؤلاء المأجورين الذين يقتاتون على الأزمات، ولا يخرجون إلا في هذه الأوقات ليفوح من أبواقهم النتنة عفن عشعش في أفواههم، فتلك الأنظمة تضخم الأموال لهم حتى يدافعوا عنهم لأن الجبناء يتخفون خلف الستار، ولا تعمل سوى أدواتهم القذرة، لكن الشعوب الحية تعرف كيف تلجمهم وتحجمهم وتتصدى لحملاتهم المناصرة للصهاينة.

آخر السطر:

التاريخ حافل ويحمل في طياته سجلات الشرف والخزي والعار، ففي أي مقعد ستحجز لنفسك؟

back to top