بالعربي المشرمح: الحرب على الإنسانية!!

نشر في 10-11-2023
آخر تحديث 09-11-2023 | 18:43
 محمد الرويحل

ماذا يمكنني أن أكتب؟ وماذا يمكنني أن أقول؟ وماذا يمكنني أن أعبر عما أشاهده ويشاهده العالم أجمع في غزة منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم وما زال مستمراً؟

لقد سمعنا عن الحرب على الإرهاب لكننا اليوم شاهدنا الإرهاب الحقيقي برعاية الدول التي رفعت شعار الحرب على الإرهاب، وتبرر الحرب على الإنسان والأطفال والنساء والأبرياء في غزة، تلك الدول التي تتحدث دائماً عن القانون الدولي وحقوق الإنسان والديموقراطية والحريات، وتقارب الأديان والحضارات، وإذا بها تخرق القانون وتتجاوزه وتنتهك حقوق الإنسان، وتبرر قتل الأطفال والنساء والأبرياء من المدنيين العزل الذين تسحقهم يومياً، ومنذ أكثر من شهر الآلة العسكرية الصهيونبة دون أي اكتراث للمنظمات الحقوقية والإنسانية والمظاهرات الغفيرة لشعوب العالم التي تطالب بوقف العدوان على غزة.

لم نعرف أن الدول الداعمة للكيان الصهيوني تقف ضد الاحتلال وتعتبر مقاومته إرهاباً وهمجية، وتبرر للمحتل خرقه للقوانين الدولية والإنسانية، وبلغ بها الأمر أنها تمد الكيان الصهيوني بالأسلحة والخبرات وتجوب العالم للضغط على الحكومات الأخرى حتى لا تتدخل أو تندد بهذا العدوان الهمجي البربري الذي يحصد أرواح الأبرياء ويهدم مساكنهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومعابدهم ويمنع المساعدات الإنسانية للوصول لهم، وكأن من يقتل ليسوا ببشر، وما يهدم ليس بمأوى، وما يحرق ليس بشجر، وأن العالم أصبح غابة بلا قوانين تحكمها ولا ضمائر تردعها.

«طوفان الأقصى» أثبتت للعالم أنه عالم متوحش وداعم للإرهاب المنظم، وأن الدول الديموقراطية لا تكترث حكوماتها لشعوبها، وأن شعاراتها زائفة لا تمتّ لواقعها بشيء، وأن إسرائيل ليست إلا بذرة شيطانية لهذه الأنظمة تم زرعها في أرض ترفضها منذ أكثر من سبعين عامًا، ولم تثمر لهم سوى أسوأ الثمار المسمومة التي تدر عليهم المزيد من الكراهية§ والحقد وعدم التعايش.

يعني بالعربي المشرمح:

الحرب على غزة أثبتت بما لا شك فيه أنها حرب على الإنسان والأطفال والنساء والأبرياء، وحرب على القانون الدولي وعلى حقوق الإنسان، وعلى التعايش السلمي بين الشعوب والأديان والحضارات، وحرب على السلام والحريات والديموقراطية، وحرب همجية بربرية إرهابية لا نظير لها سوى حرب التتار على بغداد.

back to top