انفخوا يا ناس

أعلم وأهتم، وأيضاً أهل السلطة يعلمون لكنهم لا يبدو أنهم يهتمون. الزميل أحمد باقر كتب مقالاً مثيراً في معلوماته عند نهاية الشهر الماضي، بعنوان «كلامك أنت والسعدون طلع غلط»، وفيه يرد الزميل على رأي في جلسة ديوانية قال فيها المتحدث «تبين أن كلامك وجاسم السعدون بشأن الميزانية والعجز غير صحيح فالرواتب ماشية... والحالة ممتازة... إلى آخره من أحاديث مغيبة عن الواقع».

ويرد الزميل أحمد بعدة نقاط قاطعة، مثل أنه صدر قانون أوقف تحويل نسبة 10 في المئة من الإيرادات المالية إلى احتياطي الأجيال... ويضيف الزميل: «أن سعر التعادل للميزانية 93 دولاراً للبرميل بسبب تضخمها، وأن انخفاضاً لهذا السعر سيؤدي إلى عجز...»، ويسرد الزميل: «هل تعلم أنه لتمويل عجز الميزانية تم سحب مليارين ونصف المليار من احتياطي الأجيال؟ وهل تعلم أن الحكومة اقترضت منذ عام 2016 الملايين من السوق العالمي ولم تستغلها لأي إصلاح اقتصادي؟ وهل تعلم أنها (الحكومة) تقدمت باقتراح قانون لسحب 20 ملياراً من احتياطي الأجيال لتمويل الميزانية؟ وأنها تقدمت بمشروع للدين العام...».

كلام مهم عرضه الزميل بالمقال، ومؤكد أن محدثه بالديوانية ومعظم شعب «ترى إحنا ما نتغير ويارب لا تغير علينا» لا يعلمونه، وإذا علموا به فهم لا يكترثون له، ولن يستوعبوا خطورته على أسرهم وأجيالهم المفلسة بفعل الآباء المستهلكين، وإذا تفاعلوا معه فماذا يمكنهم أن يصنعوا أمام هذا الكم الهائل من اللامبالاة والغرق في الحاضر ومغرياته ونسيان الغد، فالكبار غارقون في صراعاتهم الداخلية، صراعات قصر لا يصح أن يكون لها مكان اليوم مع التحديات الاقتصادية الداخلية والأوضاع الإقليمية الملتهبة.

زهدنا التصريحات والوعود، سئمنا صوراً زاهية في الإعلام لبشوت ثمينة وابتسامات دبلوماسية فارغة لا توحي بغير التسويف والتأجيل وترويج الأحلام بعودة «عروس الخليج»... والإصلاح الموعود... غيروا صورة الشعار من البوم إلى صورة برطم مشقوق... وانفخوا يا ناس.