شارب حليب السباع

نشر في 08-11-2023
آخر تحديث 07-11-2023 | 20:02
 حسن العيسى

بارك الله في شيوخ الديرة، هم يختارون ويقررون وينفذون، والناس تلتزم بخياراتهم وقراراتهم وتنفذها دون مراجعة، ولا خيار لهم سوى السمع والطاعة، أما الكلام عن «الميلس» وسين جيم النواب، والاستجواب، فكل هذا كلام في كلام لا يقدم ولا يؤخر، فشيوخنا، بارك الله فيهم، يملكون كل خيوط اللعبة وحدهم، ولذلك دائماً علينا أن نردد كل صباح: يا شيوخنا أنتم أبخص، أنتم أبخص فيما تختارون، أنتم أبخص فيما تملون، أنتم أبخص في انتقاء القياديين، أنتم عرفتم بالتجربة والدليل العلمي القاطع نوعية الوزراء – مثلاً- الذين اخترتموهم وفرضتموهم على البلد وأبناء وبنات البلد ومستقبل البلد وضياع البلد.

السؤال البسيط الآن والذي يكرر دائماً في صحافة «للكلام حدود» ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنتظرها أحكام السجون، هو: ما معايير اختياراتكم للقياديين والوزراء بصفة عامة؟ هل لديكم ــ بارك الله فيكم ــ مقاييس علمية وشروط للمنصب ولّا أنتم كالعادة سماري على البركة! فهذا نعرفه ولد فلان، وهذا رشحه الشيخ الفلاني أو محسوب عليه أو محسوب على جماعة المصالح النافذة الذين لا يرد لهم طلب؟

وزير التعليم العالي د. عادل المانع «شارب حليب السباع» ضرب عرض الحائط بكل التوصيات السابقة التي جاءت من وزارة الصحة وكتبها بتدني المستوى العلمي والإكلينيكي لخريجي كليات الطب والفم والأسنان من جامعات في دول عربية، كما وردت توصية من جهاز الاعتماد بمعهد الكويت للاختصاصات الطبية بوقف البعثات الدراسية لتلك الجامعات التي «تخرّج بعض الأطباء الكويتيين بعد بلوغ أدائهم عشرين ساعة تدريب عملياً أسبوعياً، رغم وجودهم بدولة الكويت»... بكلام آخر، علينا تقبل العلاج من أطباء توارد الخواطر، الذين تلقوا تدريبهم الأكاديمي بالإيحاء الروحي.

كان على وزير التعليم العالي الذي تراجع عن موقفه السابق الرافض لما يطلبه النواب الذين يشرعون وفق الأهواء الشعبية أن يكون أكثر شجاعة ولا «يرقع» موقفه المتخاذل بالتراجع عن قرار من سبقه بأن هذا القرار الرديء جاء بناء على رغبة تلك المجموعة من النواب وبعد طلب شيخ أو شيوخ في السلطة، دون أن يتعذر بقضية العدالة والمساواة التي أساء فهمها واستغلها في غير مكانها. كان أفضل لك يا صاحب المعالي أن تردد معنا وأنت ترتدي البشت الوزاري، بينما نحن بلا بشوت وليس لدينا غير عباءات المرض واليأس الأزلي معكم: الشيوخ أبخص، واسألوهم لا تسألوني.

back to top