بالعربي المشرمح: مظاهراتنا غير!!

نشر في 03-11-2023
آخر تحديث 02-11-2023 | 19:17
 محمد الرويحل

شاهدنا الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في مختلف عواصم ومدن العالم حتى الدول الداعمة للكيان الصهيوني خرجت شعوبهم بمسيرات مليونية تندد بقصف أطفال غزة ومعظم تلك الاحتجاجات كانت تحمل أعلام فلسطين ولوحات تندد بقتل الأبرياء والأطفال، ولم نسمع بأحدهم سب حكومات أخرى أو طالبها بالتدخل سوى البعض الذي طالب حكومته بالعمل على وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة وعدم دعم الصهاينة.

مظاهراتنا مختلفة عما شاهدناه بمختلف دول العالم، فرغم تأييدي لمثل هذه التظاهرات دعماً للقضية الفلسطينية وإيمانا بعدالتها لكن البعض أخرجها من مظاهرة داعمة للحق الفلسطيني ومستنكرة للعدوان الإرهابي الصهيوني على أطفال غزة ونسائها الى تظاهرة للطعن بالدول والحكومات والأحزاب الأخرى والى تكسب سياسي وانتخابي وإثارة الفتنة بعيدا عن الهدف الرئيس الذي خرجت الجماهير من أجله ليعتلي المنابر بعض الساسة العبثيين ليتحدثوا فقط حتى يكونوا مادةً للحديث بدلاً من المادة الرئيسة، وهي دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الهمجي الصهيوني، التي خرج الناس من أجلها. لقد أثبت الشعب الكويتي بكل مكوناته أنه من أعظم الشعوب الداعمه للقضايا العربية بشكل خاص والقضايا الإنسانية بوجه عام، وحرص على دعم القضية الفلسطينية منذ نشأتها حتى يومنا هذا بكل ما يملك دون أن يلتفت لأي ألم تسبب فيه بعض الساسة الفلسطينيين وبعض العرب لإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية وحقها في الدفاع عن نفسها ومقاومة المحتل الغاصب لأرضها، فالعدوان الإرهابي الذي يشنه الصهاينة فاق أي تصور ليحصد أرواح الأبرياء خصوصا الأطفال والنساء ودمر المنازل والمستشفيات والمدارس والمعابد الأمر الذي كشف للعالم الوجه الحقيقي لهذا الكيان الصهيونى وكل من يدعمه.

عشنا فترةً من الزمن في تيه سياسي وتصدر المشهد الكثير من مراهقي العمل السياسي الذين يخلطون بين السياسة والتكسب الانتخابي، لذلك لا نستغرب استغلال أي حدث كان محليا أو إقليميا أو حتى عالميا من قبلهم ليتصدروا المشهد، وإن كان ذلك يضر بمصلحة الوطن العليا، ولا يخدم القضية التي تظاهرت الجماهير لنصرتها، لذلك نشاهد تظاهرات حاشدة وكبيرة في العديد من مدن العالم تهتف وتناصر القضية الفلسطينية، وتستنكر ما يقوم به الصهاينة من مجازر ووحشية ضد الشعب الفلسطيني، ويطالبون بوقفها فوراً، وهي هتافات أجمع عليها معظم الجماهير بمختلف لغاتهم وأعراقهم ودياناتهم بينما اجتمع بعضنا للإساءة لدول وحكومات وأحزاب لا يمكن أن نكون قد ناصرنا بها قضية نؤمن لعدالتها ودعمنا شعبا مضطهدا، ويقتل بهمجية وعنف كما نرى ما يحدث في غزة.

يعني بالعربي المشرمح: نفخر بمظاهراتنا ودعمنا للقضية الفلسطينية لإيماننا بعدالتها لكنها مختلفة عن بقية المظاهرات الداعمة للقضية، فالجماهير التي تحتشد في عواصم العالم ومدنها تهتف لوقف المجزرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة في حين استغل بعض ساستنا الجماهير المحتشدة للإساءة لدول أخرى نختلف مع سياستها في هذه القضية، ولكن علينا أن نركز على ما نحن مؤمنين به من عدالة القضية التي خرجنا لدعمها، ورفضنا للعربدة وإرهاب الصهاينة وما يفعلونه بالشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال، فلا تخلطوا حالة العبث السياسي بعدالة القضية التي خرجنا من أجلها!

back to top