د. محمد عبده يماني

نشر في 15-11-2022
آخر تحديث 14-11-2022 | 20:38
 د. نجم عبدالكريم تخصص د. محمد عبده يماني - رحمهُ الله - بالجيولوجيا، وعمل لسنواتٍ في الحقل الأكاديمي، وشغل العديد من المناصب المهمة إلى أن انتهى به المطاف وزيراً لإعلام المملكة العربية السعودية.

كان الرجل يُثري الصحف بالكتابات التاريخية الإسلامية، وتفرّد بكتابة أكثر من كتاب تناول فيه التركيز على آل بيت النبوّة، فأصدر كتاب «علّموا أولادكم محبة آل البيت»، وكتاباً آخر عن السيدة خديجة، رضي الله عنها، والكتاب الذي أنا بصددهِ اليوم عنوانه «إنها فاطمة الزهراء»، رضي الله عنها.

***

ففي 318 صفحة، تناول جوانب من حياة ابنة الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، منذ ولادتها إلى أن لقيت ربها، مُبيناً دورها في حياة أبيها - عليه الصلاة والسلام - بعد وفاة أمها، فأطلق عليها لقب «أم أبيها»، وكذلك تم تسليط الضوء على حياتها كزوجة وأمّ، مشيراً إلى حياتها المسترشدة فيها بتعاليم نبي الرحمة، صلى الله عليه وسلم.

ومنذ طفولتها الباكرة، أي منذ بدء نزول الوحي إلى أن جاد الصابر العظيم والمعلّم الكبير صلى الله عليه وسلّم بأنفاسهِ، ولحق بالرفيق الأعلى، فقد كانت معه وبجوارهِ لم تُفارقه حتى بعد زواجها وإنجابها أطفالاً.



*** في ذات يوم بمكة، خرج أبوها، صلى الله عليه وسلم، إلى الحرم، فتبعته ووقفت غير بعيدة عنه ترقبه وهو ساجد، فجاء عُقبة بن أبي مُعيط حاملاً ما يلقيه على ظهره الشريف، فهرولت وأخذت تُنظّف ظهر أبيها، صلى الله عليه وسلم، إلى أن انتهى من صلاته وانصرف إلى بيته بصحبة ابنته.

وذكر د. يماني حوادث كثيرة وقعت للسيدة فاطمة بمكة، وخصوصاً معاناتها بسبب الحصار الذي فرضتهُ قُريش على الهاشميين في شِعب أبي طالب... ثلاث سنين شددت فيها قُريش حصارها، مما اضطر بعض المحاصَرين إلى أكل أوراق الشجر، وكانت هي إلى جانب أمها شديدة الحرص على أبيها مخافة أن تغدر به قُريش، أو يُصاب بأيّ مكروه.

***كثيراً ما عانت وهي تعيش أحزان أبيها، صلى الله عليه وسلم، بعد موت أبي طالب، وموت والدتها، وقد استغل السفهاء - كما ذكر ابن إسحاق - تلك الحقبة فدخلوا إلى بيتهِ، عليه السلام، ونثروا على رأسه الشريف الترابَ، فقامت فاطمة فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي فيقول لها، صلى الله عليه وسلم: «لا تبكي يا بُنيّة، فإن الله مانعٌ أباك».

***وقد وصف كتاب «إنها فاطمة الزهراء» الهجرة إلى المدينة التي قالت هي عنها «إذا كنّا قد تركنا الديار، فقد وجدنا الأنصار».

وقد وصف الكتاب ما كانت السيدة فاطمة تتحلى به من صفات وسجايا، وتتفرد بها فيقول: لقد كانت - رضي الله عنها - موجودة في خضمّ المعارك، ففي معركة أحُد يروي البخاري عن سُهيل بن سعد «كانت فاطمة لمّا رأت الماء لا يوقف الجرح عن وجه أبيها، صلى الله عليه وسلم، أخذت قطعة من حصيرة فأحرقتها فألصقتها، فاستمسك الدم».

***رحلتي مع هذا الكتاب كانت شائقة، لأنّ الحديث عن سيدة نساء العالمين، رضي الله عنها، شائقٌ إلى أبعد الحدود.

back to top