تعاون استراتيجي بين قردة البابون
تتمتع قردة البابون، مثل البشر، بقدرة على التعاون مع أي فرد آخر من نوعها من أجل المصلحة العامة، أو حتى معاقبته في حال لم تحصل على المعاملة المطلوبة منه.
ويتناقش العلماء منذ فترة طويلة فيما إذا كانت الحيوانات قادرة على هذا التفاعل المتبادل المعقد المعروف باسم «التعاون الاستراتيجي».
ولمعرفة ما إذا كانت البابون، وهي قردة تتمتع بحس اجتماعي خاص، قادرة على هذا المستوى من التطور، أجرى الباحثون تجربة في مركز رئيسيات فرنسي.
وقالت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة ساينس أندفانسز، ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إن العلماء جمعوا 18 من قردة البابون الغينية في أزواج، ووُضعت في مواجهة بعضها، يفصل بينها حاجز شفاف، وكان لكل قرد بابون شاشة لمس خاصة به، كانت هذه الحيوانات قد اعتادت عليها من أبحاث سابقة في المركز، ثم عُرضت على أحد قرود البابون صور عدة على شاشته التي تعمل باللمس. ومن شأن الضغط على صورة معينة أن يمنح القرد بضع حبات من القمح ليتلذذ بها بمفرده.
لكن الضغط على صورة أخرى من شأنه أن يمنح القردين مكافأة لذيذة، وهو قرار يمكن أن يراه الشريك الموجود على الجانب الآخر من الشاشة.
وقال أنتوني فورمو، الخبير في علم نفس الحيوان والمُعد الرئيسي للدراسة، إنه في جميع التفاعلات تقريباً، اختارت قردة البابون «الصورة التي توفر مكافأة مشتركة» للحيوانين الشريكين.
وذكر فورمو أن قردة البابون اتخذت القرار «من منطلق المصلحة العامة».
وزاد الباحثون من صعوبة الاختبار، مع إعطاء قرود البابون خيارين: أحدهما يعطي مكافأة للقرد الموجود على الجانب الآخر من الشاشة، فيما لم يفعل الآخر شيئاً.
وكانت قردة البابون التي قدمت المكافآت اللذيذة لشركائها أكثر عُرضة لتلقي هذه المكافآت لاحقاً في المقابل.
لكن إذا اتخذ قرد البابون خياراً «أنانياً» بعدم مكافأة شريكه، فسيعاقبه الشريك لاحقاً، ربما من خلال البحث عن قرد آخر على شاشة مختلفة.
وقال فورمو إن قردة البابون كانت تطبق العقاب في بعض الأحيان «كتذكير بسيط للسيطرة على الشريك، من أجل تعزيز التعاون».