أحمد عبدالمحسن المطير درس «هندسة البترول» في أميركا وتخرَّج عام 1963‏

نشر في 27-10-2023
آخر تحديث 26-10-2023 | 20:54
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني

نتناول اليوم في مقالنا طالباً آخر من طلبة الكويت الذين سافروا مبكراً للدراسة في ‏الولايات المتحدة الأميركية وعادوا إلى الكويت ومعهم شهادات جامعية ساعدتهم ‏على المساهمة الفعَّالة في تطوير البلد بجميع المجالات.

المهندس أحمد ‏عبدالمحسن المطير، رحمه الله تعالى، وُلد في فريج شاوي اظبية بالحي القبلي ‏بمدينة الكويت عام 1940. درس في المدرسة القبلية، وأنهى جميع مراحلها، ثم ‏درس في المدرسة المباركية، وانتقل بعدها إلى ثانوية الشويخ، وتخرج فيها عام ‏‏1957. بعدها تقدَّم بطلب إلى دائرة المعارف (وزارة التربية حالياً) للدراسة في ‏أميركا، وفعلاً تم قبوله في البعثة لدراسة الهندسة.

أخبرني، رحمه الله، في لقاء معه بديوان أسرة الحوطي بالشامية بتاريخ 11 يناير 2011 أن البعثة تكوَّنت من ‏عدة طلبة، هم: عبدالرزاق محمد ملا حسين، وفوزي مساعد الصالح، وعبدالعزيز ‏سلطان بن عيسى، وعبدالله الدخيل الرشيد، وعبدالواحد محمد عقيل، وعبدالرحمن ‏خالد الغنيم، وعبدالله محمد علي. وفي أغسطس 1957، سافر هؤلاء ‏الطلبة معاً بالطائرة من الكويت إلى بيروت، ثم إلى لندن، ثم نيويورك، ثم إلى ‏سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.

وقال لي إن السيد بول غيل (Paul Gill‏) ‏استقبلهم في المطار، ورافقهم إلى مدينة بيركلي، التي تبعُد ساعة من مطار سان ‏فرانسيسكو. وفي تلك المدينة، درس الطلبة الكويتيون اللغة الإنكليزية لمدة شهرين ‏فقط، ثم تفرَّقوا في مجموعات، كل مجموعة من طالبين، وتوجهت كل مجموعة إلى ‏جامعة مختلفة. وكان نصيب المهندس أحمد المطير أن يكون مع زميله عبدالرزاق ‏ملا حسين ويدرسا في كلية بيكرزفيلد كوليج في كاليفورنيا.

انتقل المطير بعد ‏مُضيّ سنتين إلى جامعة تالسا ‏(University of Tulsa‏) بولاية أوكلاهوما، وأكمل ‏دراسته فيها، حتى تخرَّج بتخصص هندسة البترول عام 1963.



وفي الكويت، ‏انخرط المهندس الكويتي في العمل بمجال النفط، الذي قضى فيه أكثر من 35 ‏عاماً، حيث بدأ كمهندس بترول بشركة نفط الكويت، ثم انتقل إلى مكتب شؤون ‏النفط، وهو مكتب حكومي كان موقعه في مدينة الأحمدي، ومسؤوليته الإشراف على ‏العمليات النفطية في البلاد. وبعد ضم قطاع النفط إلى وزارة المالية، عُيِّن مراقباً ‏للشؤون الاقتصادية بقطاع النفط في وزارة المالية، وتم اختياره عضواً في مجلس ‏إدارة شركة البترول الوطنية. وفي بداية عام 1972، تم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة ‏شركة البترول، خلفاً للدكتور محمد الشمالي، ومن قبله السيد أحمد عمر عاصم، وقد ‏استمر في وظيفته هذه إلى عام 1998 عندما تقاعد في أغسطس.

أخبرني، ‏رحمه الله، بأن شركة البترول الوطنية كانت في بدايتها شركة مشتركة بين القطاع ‏الخاص (40 في المئة)، والقطاع الحكومي، وأن أعضاء مجلس الإدارة، وعددهم 10، ‏كان 6 منهم تعينهم الحكومة، و4 ينتخبون من قِبل مجلس الإدارة.

توفي، رحمه ‏الله تعالى، في ديسمبر 2020، وقالت عنه جريدة القبس في رثائها له: «ودَّعت ‏الكويت أحد أبرز القياديين النفطيين في تاريخها، العم أحمد عبدالمحسن المطير، ‏الذي كان أحد مؤسسي شركة البترول الوطنية ورئيس مجلس إدارتها، حيث ‏شهدت هذه الفترة قفزات في مجال تطوير الصناعات النفطية، وجرى تطوير ‏مصافي الشعيبة والأحمدي وتوسّع إنتاجها أكثر من 3 أضعاف عن السابق، ‏بفضل سياسته ومتابعته وإشرافه المباشر»‏.

back to top