«ظل الغائب»... رحلة فنية في أعمال إسلام زاهر

نشر في 27-10-2023
آخر تحديث 26-10-2023 | 18:01
إسلام زاهر
إسلام زاهر

يحتضن «غاليري مصر» في ضاحية الزمالك بالقاهرة، معرضًا جديدًا للفنان التشكيلي المصري إسلام زاهر، تحت عنوان «ظل الغائب»، الذي افتتح أخيرًا بحضور لفيف من الفنانين والجمهور، ويستمر حتى مطلع نوفمبر المقبل.

لوحات المعرض بمنزلة رحلة في عالم الفنان إسلام زاهر، الذي تخرّج في كلية الفنون الجميلة (قسم تصوير) بجامعة حلوان عام 1994، وأقام العديد من المعارض الفردية أبرزها «سعادة منتظرة» (2010)، و»مبني للمجهول» (2020)، بخلاف المعارض الجماعية والمهرجانات التشكيلية الكبرى.


ملصق المعرض ملصق المعرض

ويقول الكاتب والناقد الفني المغربي، فريد الزاهي: «في معرضه الحالي يزج بنا الفنان إسلام زاهر، إلى (سرديات) يشكلها بتوتر ضربات الفرشاة ووهْج الألوان وتداخل الخطوُط، وبقدر ما تبدو لطخات الفرشات حادة وقاسية وحركية، بقدر ما يتشكل الموضوع وجهًا أو جسدًا بطريقة متراكبة، تستظهر الملامح بالمقدار ذاته الذي يواريها. هكذا تبحث عيوننا عن المعنى من غير أن تمسك به تمامًا، لأنه وهو يتشكَّل، يحوّل تفاصيل الحكاية إلى نبرات إنشادية تشدُّ العين وتدخلها في حالة وجْد».


لوحة أخرى لوحة أخرى

ويؤكد الزاهي أن «الفنان يتلاعب بكائناته ووجوهه، سواء كانت نابعة من اليومي أو من خيال الأسطورة. تغيب ملامحها أو تكاد، وأطرافها تغدو غير متحدّدة وامتدادًا هلاميًا لجسدها الغريب... إنها فقط انبثاقات غامضة لكتلتها المتشرنقة المتماوجة بإيقاع اللطخات الحادة. هكذا تغدو الغرابة سمة الكائن، وبصمة للوجه الغائر في هُجْنة ملامحه. لا هويّة هنا للمرئي، فالجسد كيان يشبه خشونة الأرض، والوجه يكفّ عن أن يكون مجالًا لتحدّد الهوية، ليتحوَّل إلى جغرافيا تنطبع فيها تضاريس الأرض بكامل تحولاتها، وهكذا يُضحي الجسد كما الوجه أشبه بتجاعيد غريبة لكينونة محمولة على أُجاج بواطنهما».


من لوحات الفنان في المعرض من لوحات الفنان في المعرض

ويتابع: «يختار إسلام زاهر أن يطلّ على الهُنا والآن كما على بواطن الذات وسراديب الفكر من خلال استعادته للآثار والذاكرة البصرية. ألم يقل مارتن هايدغر إن الهُنا والآن انفتاح لامتناهٍ على تاريخ وذاكرة يكون في الحاضر جُماع ما يناظره، خارج جدلية التوالي الزمني المعروف؟ فزمن الحاضر هذا بوابة مشرعة تمتص من الذاكرة ما يقرّبها منها من غير أي مسافة زمنية. الماضي التليد أقرب إلينا من حبل الوريد، ولا قطيعة تفصله عن آنيتنا الحاضرة. إنه، وهو يلقي بنظره بِحُريَّة، هنا وهناك في التاريخ كما في فضاءات الذاكرة الفنية والأسطورية والتاريخية، يستعيد تلك الآثار ليحييها من جديد، لا بهدف بعثها بوصفها أصولًا، وإنما بقصد تأويلها وتحويلها وتحويرها وتملُّكها في اللحظة الحاضرة. وفي هذا يتبدّى ما أسميه فكر الصورة أو الصورة المفكّرة، تلك التي لا تنغمس في الحاضر واليومي إلا بقدر ما تجعل منه ذريعة ومنفتحًا، مُضمِّخةً المرئي بما لا يُحصى ولا يُقدّر من الإحالات اللولبية».

back to top