خارج السرب: تبـّاً لغزة!!

نشر في 25-10-2023
آخر تحديث 24-10-2023 | 19:27
 فالح بن حجري

غزة مجرمة، نعم مجرمة لأنها احتلت بليل بهيمٍ كل عناوين الأخبار، وصفحات الجرائد الأولى، وقنوات العاجل، وكل محتل مجرم يجب أن يدان، هكذا علمتنا عدالة النظام الدولي، وعند جهنم مجلس الأمن الخبر اليقين، وأطفال غزة ليسوا ضحايا أبداً فلا يخدعنّك المخادعون، فكاذب الإعلام العالمي خير من صادق القلب.

أطفال غزة هم من زاحم صواريخ الطائرات على مسارها أثناء لعبهم بحجارة قبور أجدادهم فدهسوا بالخطأ، ليسوا ضحايا بل مجرد آثار جانبية لحادث طريق مؤسف، والخطأ على آبائهم الذين لم يعلموهم قواعد المرور قبل أن يحشوا رؤوسهم بقواعد الوطن والولاء والتضحيات، آباؤهم مقصرون، فعلى الأقل لو أعطوهم طاقية الإخفاء ليختفوا من وجه اللهب المؤدب القادم من السماء، وهذا خطأ لا يغتفر وإهمال جسيم وانتهاك لحقوق الطفولة، خاصة أن طاقية الإخفاء متوافرة، وتحتاج عبوراً لمعبر نحو المجهول فقط أو توقيعاً على تنازل عن ماضي الجدود ومستقبل الأحفاد، وبعدها سينعم الطفل بالعدم، ولكن لا تقلقوا فالنظام العالمي قام بالواجب، وساعد الطفل الذي حرم من طاقية الإخفاء، فأخفاه من أجل مصلحته رغم أنه أصر وعاند كثيراً كي لا يختفي أبداً عن الوجود... تبّاً له من طفل يكره العدم!

إجرام غزة لا حدود له، كحال الضحية البريئة التي قتلته وهدمت بيته تماماً، والتي أرادت استعارة أرضه لبضعة قرون فقط، تمسك غزة بالحياة جريمة وأي جريمة، فالقانون الدولي لا يحمي المتمسكين والثابتين، والاعتراف بالاحتلال سيد أدلة البراءة من الكرامة، وغزة وكذلك فلسطين لم تفعل هذا متعمدة مع سبق الإصرار والترصد، هكذا يقول قانون العالم والعوالم أيضا، ودقي يا مزيكا ميثاق حقوق الإنسان.

فقد صدر الحكم ورفعت الجلسة وتحققت عدالة الوحش اللطيف مع الحملان الهمجية، وهبطت المطرقة الناعمة على أشلاء إرادة المجرمين الصلبة في غزة، هؤلاء الذين قالوا: لا ولا ولا في وجه ألف (نعم) تدعوهم وهي وترميهم بباقات ورود الصواريخ والمدفعية والرصاص للقدوم نحو ابتسامة السكين الحادة والقبول بالسلام العدمي داخل قبورهم... تبّاً للهارب من الذبح باسم القيم العالمية وتباً للمتهم المدان بالكرامة والذي لن تثبت يوما براءته ما دام محباً لأرضه وعاشقاً لزيتونه وعطر زهر بيسانه.

إذا كنت تعتقد أن كاتب ما أعلاه مجنون، فكل ما عليك هو مشاهدة ما يحدث في غزة، وستعرف بعدها أن كل ما كتب لا يساوي 1٪ من جنون العالم وإعلامه هذه الأيام... وتبّاً للعقل المهادن إذا كان يخدم حثالة الجنون، ويمسح متذللاً حذاء هرائها كل يوم.

back to top