جرائم الصهاينة

نشر في 22-10-2023
آخر تحديث 21-10-2023 | 19:49
 هيفاء أحمد السقاف

حملتهم السفن أفواجاً أفواجاً إلى شواطئ فلسطين، وبلغت الذروة أيام الاحتلال البريطاني للبلاد، قدموا من كل حدب وصوب بتشجيع ودعم من صهاينة الغرب، وبدأوا بتنفيذ ما جاءوا من أجله، وهو التهام الدولة الفلسطينية وطرد شعبها منها!!

ثم بدأ الساسة الإنكليز بتزويدهم بالسلاح ليبدؤوا مجازرهم ضد الأهالي العزل، ومن منا لا يعرف ما حدث في مجزرة دير ياسين عام 1948 التي تجاوزت كل الحدود الإنسانية من بشاعتها ووحشيتها لدرجة بقر بطون النساء الحوامل والتمثيل بالجثث والاغتصاب وذبح الأطفال!!! كل هذا لأن الأهالي رفضوا مغادرة بيوتهم، وحاولوا مقاومتهم، وكان مناحيم بيغن هو قائد العصابات اليهودية المجرمة، وهو الذي اقتسم جائزة نوبل للسلام مع السادات!!!

طبعاً هناك العديد من المجازر الوحشية، وليبحث من يريد عن أماكنهم وتواريخهم والقائمة طويلة، والمجرمون باقون منذ أن أعلنوا قيام دولتهم بعد أشهر من مجزرة دير ياسين، وكان أول من اعترف بهم وبعد دقائق فقط هي الولايات المتحدة الأميركية، تلتها طبعاً بريطانيا وغيرها من الدول، وظلت هذه الإرهابية المحتلة تلتهم الأراضي الفلسطينية والعربية وتطرد سكانها ليعيشوا في مخيمات منكوبة، وتنتشي بانتصاراتها المدعومة بأحدث الأسلحة وأخطرها من أميركا، ونحن نشجب ونناشد وندعو لقمم عربية مضحكة!!

نحن نسلمهم رقابنا ثم لا نجرؤ على أي تصرف بطولي يعيد لنا بعضاً من كرامتنا المسحوقة، أموالنا واستثماراتنا عندهم، ولا أستثني حتى القيادات الفلسطينية الذين لهف بعضهم الملايين من أموال المساعدات، وتفاخر أولادهم وبناتهم في باريس ولندن بما يملكونه!!! وكلما حاول بعض الحكماء من القادة العرب توحيدهم في جبهة واحدة كانوا يعدونهم ويأخذون المساعدات المالية الضخمة، ثم ينكثون وعودهم، ويعود الشقاق والقتال بينهم، ويدفع الثمن غالياً الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره!!

العرب بحاجة لرجال دولة شرفاء بكل معنى الكلمة، رجال يهابهم اللصوص والمعتدون ويحترمهم أعداؤهم رغماً عن أنوفهم لأنهم فوق الشبهات، ولا شيء يدينهم في ذممهم أو يشكك في إخلاصهم لأوطانهم وشعوبهم.

على كل حال بدأت بعض الأصوات تعلو في الغرب ضد ممارسات الصهاينة في الأراضي المحتلة، وبدأ ضوء الحق الخافت يتسلل في ظلام هذا الواقع المرير، وسيأتي اليوم الذي ترتد فيه سهامهم المسمومة إلى نحورهم ليتخلص العالم من عنصريتهم وجرائمهم إلى الأبد، وإن غداً لناظره قريب.

back to top