صورة لها تاريخ: عبدالواحد عقيل حصل على بعثة لأميركا عام 1957 وعاد بشهادة جامعية في تخصص الرياضيات عام 1963

نشر في 20-10-2023
آخر تحديث 19-10-2023 | 19:53
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني

شخصية طلابية أخرى من الطلبة الكويتيين الأوائل الذين درسوا المرحلة الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، نتحدث عنها اليوم ضمن سلسلة المقالات التي بدأتها قبل شهرين تقريباً. كنّا قد تحدثنا عن أول طالب كويتي في أميركا؛ الذي سافر إليها عام 1947، ثم تحدثنا عن طلبة آخرين غادروا في بداية مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي على نفقة عائلاتهم.

بعد ذلك، تحدثنا عن بداية البعثات الحكومية إلى أميركا، كما أشرنا إلى بعض التفاصيل التي تتعلق بكيفية الإشراف على الطلبة في وقت لم تتوافر سفارة كويتية أو ملحقية ثقافية في أميركا.

شخصيتنا الطلابية اليوم هو الأستاذ عبدالواحد محمد عقيل، الذي سافر إلى أميركا لدراسة الهندسة المدنية عام 1957، وقد أخبرني عبدالواحد في رده المكتوب على أسئلتي التي وجّهتها له قبل سنوات طويلة، واحتفظت بها مع مجموعة من الصور، أنه كان من ضمن بعثة ضمت عبدالله الدخيل الرشيد، وفوزي مساعد الصالح، وعبدالعزيز سلطان العيسى، ومحمد عبدالرحيم تقي، وأحمد عبدالمحسن المطير، وعبدالرحمن خالد الغنيم، وعبدالله محمد علي، وعبدالرزاق ملا حسين، ثم لحق بهم عبدالرحمن إبراهيم الحوطي، وطارق محمد البراك.

يقول عبدالواحد: «انطلقنا إلى أميركا بتاريخ 26/ 7/ 1957 من مطار النزهة في الكويت وحطّت الطائرة في بيروت، ثم لندن، عن طريق ميونيخ، ثم مطار شانون في أيرلندا، ثم وصلنا إلى نيوفاوندلاند في كندا، ثم إلى نيويورك، ومنها إلى مطار دالاس في تكساس، ومنها وصلنا إلى سان فرانسيسكو بكاليفورنيا في 28/ 7/ 1957. وكان سبب كثرة التوقف هو لزوم التزود بالوقود، حيث إن الطائرات لا تستطيع التحليق لمسافات بعيدة».


صورة بالطائرة في مطار النزهة في الكويت بتاريخ 26/7/1957 عند المغادرة إلى أميركا ويبدو عبدالواحد محمد عقيل في الخلف وأمامه محمد عبدالرحيم تقي وفوزي مساعد الصالح. هذه الصورة التقطها عبدالله محمد علي الذي كان من ضمن البعثة في ذلك العام صورة بالطائرة في مطار النزهة في الكويت بتاريخ 26/7/1957 عند المغادرة إلى أميركا ويبدو عبدالواحد محمد عقيل في الخلف وأمامه محمد عبدالرحيم تقي وفوزي مساعد الصالح. هذه الصورة التقطها عبدالله محمد علي الذي كان من ضمن البعثة في ذلك العام

وكما هو المعتاد، فقد بدأ أفراد البعثة الطلابية الكويتية دراسة اللغة الإنكليزية في البداية، وتم ذلك بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وبعدها تم توزيعهم على جامعات متفرقة، وكان نصيب عبدالواحد أن التحق بجامعة ميشيغان عام 1959، حيث تخرّج فيها بتخصص الرياضيات عام 1963.

ومن ذكرياته التي لا ينساها عبدالواحد بأميركا في تلك الفترة، أن التمييز العنصري المرتبط باللون كان ما زال يُمارَس في واقع المجتمع هناك، فيقول: «أذكر أنه في الخمسينيات كانت العنصرية تمارَس بشدة، ففي أغسطس 1957 قمت أنا ومدير المعهد العربي للتخطيط سابقاً، صديقي عبدالله محمد علي، باستئجار سيارة تاكسي لزيارة معالم سان فرانسيسكو، واصطحبنا زميلاً من الحبشة كان أسود اللون، وكلما توقفنا عند مطعم كان يُقال لنا إن جميع الأماكن محجوزة، فتعجّبنا من الأمر، وبعد مدة أبلغنا السائق أن نأتي في المرة القادمة بدون الشخص الأسود، لأنه السبب في عدم إدخالنا إلى المطاعم».

عمل عبدالواحد بعد عودته إلى الكويت مدرساً بـ «ثانوية الشويخ» في السنة الدراسية 1963/ 1964 لمادة الرياضيات، ثم انتقل إلى مجلس التخطيط عام 1964 كنائب المدير العام للإدارة المركزية للإحصاء، وفي الوقت نفسه مديراً للمركز الإلكتروني، وكان مراقباً عاماً لمنطقة العاصمة عند إجراء تعداد السكان عام 1965.

وبعد عدة سنوات عُيّن عضواً في مجلس إدارة شركة الصناعات البترولية من عام 1971 إلى 1976، ووصل إلى درجة وكيل مساعد لشؤون المركز الإلكتروني عام 1976، ثم قدّم استقالته عام 1980 للعمل في القطاع الخاص، وأسس الشركة العربية لخدمات الكمبيوتر عام 1980 بالشراكة مع السيد أنور عبدالله النوري.

يقول عبدالواحد إنه كان أول من أدخل استخدام الكمبيوتر في الكويت، وكان من ضمن الفريق الأول الذي عمل إحصاء عام 1965 بالكويت، إضافة إلى مشاركته في عمل أول بحث لميزانية الأسرة عام 1965، وإصدار أول نشرة شهرية للتجارة الخارجية عام 1965، كما أسهم في تأسيس أول نظم مالية ومحاسبية في بعض أجهزة الحكومة، كعمل حسابات فواتير الكهرباء، وحسابات وزارة المواصلات عام 1968، وعمل رواتب وزارة التربية عام 1970 والنظام العام للخدمة المدنية عام 1972.

back to top