طوفان الأقصى... ومسرح العرائس العربي والإسلامي

نشر في 18-10-2023
آخر تحديث 17-10-2023 | 20:05
 د. محمد المقاطع

طوفان الأقصى... هو جزء من المقاومة الوطنية في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعدوانه، وعمل مشروع وفقاً لكل قواعد القانون الدولي وأعرافه وكل الاتفاقيات التي وضعت دولياً لمجابهة جرائم الحرب والعدوان الدوليين.

وما قامت به كتائب القسام ومعهم كل الفصائل الفلسطينية من عمليات تدخل في إطار أعمال المقاومة المشروعة ‏,Legitimate Resistances وحرب تحرير Liberation War في مواجهة قوات محتلة Against Occupation Forces، فالعصابات الصهيونية ولزمن تجاوز الـ ٧٥ عاماً اغتصبت الأراضي الفلسطينية، وهجّرت أهلها بالقوة، وبارتكاب المجازر واحدة تلو الأخرى، كما دمرت قراهم وبيوتهم، وجلبت مزيداً من العصابات الصهيونية من أصقاع الأرض لتزرعهم وتوطنهم بالقوة في أرض وبلاد لا حق لهم بها، وهم يتصرفون كوحوش بشرية وعصابات متوحشة بشكل متواصل، عبر قتل وتدمير وتهجير أهل فلسطين لأخذ أراضيهم بالقوة.

واليوم، وقد شرع الصهاينة مع الغرب المتوحش والمتصهينين العرب ينفذون «صفقة القرن»، ومحاولة البدء بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، فإن المقاومة المسلحة وحرب التحرير تصبح أكثر شرعيةً وإلحاحاً وفقاً لقواعد القانون الدولي وأعرافه وقرارات الشرعية الدولية، ولا يغير في هذه الحقيقة القانونية والإنسانية الراسخة، أن يكون موقف المجتمع الدولي اليوم منحازاً ومتخاذلاً أو متفرجاً أو متآمراً، وأن يفشل مجلس الأمن في فرض هدنة لوقف الحرب، فالتاريخ وحوادثه يبرهنان على فشل النظام الدولي في مواجهة المستعمرين والمحتلين في معظم حالات العدوان والحروب والجرائم التي تمارسها قوات الاحتلال، لكن ما ينبغي تسجيله هنا هو سقوط الغرب بدوله العظمى وعدائه المتعمد في مواجهة فلسطين بصورة عامة وأهل غزة بصورة خاصة، وهو موقف ستكون له تداعياته وعواقبه الوخيمة على الأمن والسلم الدوليين، ولا يستبعد أن تشتعل المنطقة برمتها ونشهد حرباً واسعة ستكون بداية النهاية للكيان الصهيوني المحتل، بإذن الله، وما ذلك من الآن ببعيد.

ولعل الحديث عن موقف الدول العربية والإسلامية في هذا المشهد المؤلم لإبادة غزة عبر تجويعها وحجب المياه عنها ومنع الدواء من الوصول إليها مع استمرار غارات جوية مجرمة وعشوائية تستهدف محو غزة من الخريطة وإبادة مليوني فلسطيني من سكانها، بأعمال وجرائم حرب وعدوان مباشر ترتكب من العصابات الصهيونية، وهو الموقف الذي لم يتجاوز الشجب والاستنكار وعقد الاجتماعات والقمم والتباحث والتواصل والاتصالات، مما يمنح الكيان الصهيوني وعصاباته الوقت ليتم جريمته، يكشف السقوط الذريع لبعض الدول العربية والإسلامية التي أصبحت عرائس مسرح لا قيمة ولا حول لها إلا الحفاظ على كراسي حكامها، ويتم تحريك خيوط تلك العرائس من قبل الأميركيين وحلفائهم الغربيين.

ولا يزال في الوقت متسع لتثبت الدول العربية والإسلامية أو بعضها أنها ليست دمى وعرائس يتم تحريكها بإرادة خارجية، من خلال موقف حاسم وحازم يقوم بفك الحصار فوراً عن غزة عملياً ومنع الاجتياح البري، وتكون ترجمة ذلك بفتح معبر رفح رغم أنوف الكيان الصهيوني، وتتم معاقبته إذا حاول منع ذلك، والأهم إقامة الدولة الفلسطينية على تراب فلسطين وعاصمتها القدس الموحدة، وليست الشرقية فقط، ولتعد العصابات الصهيونية المستوطنة إلى حيث أتت، ففلسطين عربية وإسلامية ولا محل للصهاينة فيها.

فهل نرى أن طوفان الأقصى مغير للمعادلة، ويعيد الاعتبار للدول العربية والإسلامية لتغادر مسرح الدمى والعرائس؟

أما السلطة الفلسطينية، فقد دخلت حالة الموت السريري منذ عشرين عاماً، وعليها إعلان فشلها وعجزها، وترك السلطة لمن هم أقدر من أهل فلسطين.

back to top