مونديال إيطاليا 1990... ملل كروي وثالثة ألمانية ثابتة

نشر في 14-11-2022
آخر تحديث 13-11-2022 | 21:07
المنتخب الألماني الفائز بمونديال 1990
المنتخب الألماني الفائز بمونديال 1990
على وقع موسيقى الأوبرا، وتنظيم باهر في ملاعب أنيقة، استضافت إيطاليا مونديال 1990 لكنه شهد مللاً فنياً غير مسبوق، فأحرزت ألمانيا الغربية لقبها العالمي الثالث، وثأرت من أرجنتين مارادونا، بعد خسارة نهائيين توالياً.

كانت ملاعبها قمة في الروعة والحداثة، فجدّدت عشرة أبرزها «ستاديو اولمبيكو» في روما مضيف النهائي، و«سان سيرو» في ميلانو، حيث جرت المباراة الافتتاحية.

وامتلكت إيطاليا آنذاك أقوى دوري في العالم، تمتعت ببنية تحتية مميزة وكان النقل التلفزيوني عالي الدقة للمرة الأولى، فيما أصبحت «نيسّون دورما» للتينور لوتشانو بافاروتي الموسيقى التصويرية للبطولة.

لعب سلبي

لكن معدل التسجيل جاء ضعيفاً وبلغ 2.21 في المباراة في مملكة اللعب الدفاعي، طُرد 16 لاعباً وحَسمت ركلات الترجيح أربع مباريات بينها مباراتا نصف النهائي.

مللٌ أدى إلى منع الاتحاد الدولي لاحقاً حراس المرمى بالتقاط كرة معادة من الدفاع ومنح الفريق الفائز ثلاث نقاط بدلا من اثنتين. في مباراة مصر وايرلندا، نال حارس مصر أحمد شوبير على نسبة استحواذ عالية، فقال جاك تشارلتون المدير الفني لايرلندا «لم يأتوا لخوض مباراة».

كان النهائي بين ألمانيا الغربية والأرجنتين (1-0)، الأول يعجز فيه أحد الفريقين عن التسجيل، وقد حُسم بركلة جزاء متأخرة وطُرد لاعبان للفريق الخاسر.

«ماذا احتسب؟ لقد احتسب ركلة جزاء! لقد، احتسب، ركلة جزاء!» كلمات الدهشة للمعلق الألماني غيرد روبنباور، بعد احتساب الحكم المكسيكي إدغاردو كوديسال منديس ركلة جزاء جدلية لمصلحة رودي فولر في الدقيقة 85، رغم اعتراضات الارجنتينيين.

بعد خسارتها نهائيي 82 و86، أحرزت ألمانيا الغربية لقباً ثالثاً بعد 54 و74، معادلة رقم البرازيل، بقيادة فرانتس بكنباور الذي أصبح أول قائد منتخب ومدرب يحرز اللقب. ختم المعلق الألماني روبنباور «القيصر حصل على التاج».

نابولي إيطالية



سعت إيطاليا لتقريب الشمال الغني من الجنوب الفقير. ولسخرية القدر، تواجهت في نصف النهائي مع الأرجنتين ونجمها دييغو مارادونا في مدينة نابولي الجنوبية التي وضعها الولد الذهبي على الخارطة العالمية.

دعا مارادونا أهل نابولي للوقوف معه ضد إيطاليا «مدة 364 يوما يعاملونكم كالقذارة، ثم يطالبونكم بتشجيعهم». رغم سطوته على المدينة، وقفت الجماهير مع أبناء جلدتها.

وبعد تحطيمه رقماً قياسياً بالحفاظ على نظافة شباكه 517 دقيقة، ارتكب حارس إيطاليا والتر زينغا خطأ سمح لكلاوديو كانيجيا بالتعديل 1-1 قبل العبور في ركلات الترجيح.

لكن كانيجيا، صاحب الشعر الأشقر الطويل وبطل اقصاء البرازيل (1-0) في الدور الثاني، غاب عن النهائي بداعي الإيقاف مع ثلاثة من زملائه.

سداسية توتو

قدّمت إيطاليا هداف البطولة سلفاتوري سكيلاتشي (6)، رغم خوضه مباراة دولية وحيدة قبل المونديال.

ودخل «توتو» من مقاعد البدلاء وفرض نفسه تدريجاً، قبل أن يفقد موقعه بعد المونديال «مجرد استدعائي كان رائعاً. كنت ساكتفي لو جلست طوال الوقت على مقاعد البدلاء». لكن بعد الإقصاء مع الأرجنتين بركلات الترجيح، تحدّث عن شعوره «بقيت أكثر من ساعتين في غرف الملابس أدخن وأبكي».

مغامرة الكاميرون

كانت الأرجنتين ضحية مفاجأة كبيرة افتتاحاً بسقوطها أمام الكاميرون 0-1.

ولم تنته مغامرة «الأسود غير المروّضة» عند هذا الحد، فكانت أول منتخب إفريقي يبلغ ربع النهائي، حيث خسرت بصعوبة أمام انكلترا 2-3 بعد التمديد عندما كانت الطرف الأفضل.

عن عمر 38 عاماً، سجّل لها روجيه ميلا 4 أهداف. أمام كولومبيا في الدور الثاني (2-1)، انتزع الكرة من بين قدمي الحارس رينيه إيغيتا المتحاذق، فسجّل في المرمى الخالي محتفلاً برقصة شهيرة.
ملصق البطولة ملصق البطولة


back to top