بايدن أقوى في الداخل والخارج بعد احتفاظه بـ «الشيوخ»

الرئيس الأميركي يعتزم تحديد «الخطوط الحمر» لبكين في أول لقاء له مع شي جينبينغ

نشر في 14-11-2022
آخر تحديث 13-11-2022 | 20:02
حديث ضاحك بين بايدن ونظيره الكوري الجنوبي على هامش قمة «آسيان» في بنوم بنه أمس (د ب أ)
حديث ضاحك بين بايدن ونظيره الكوري الجنوبي على هامش قمة «آسيان» في بنوم بنه أمس (د ب أ)
فاز الحزب الديموقراطي بالمقعد الذي كان يحتاج إليه للاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، وهو نصر حاسم لاستمرارية رئاسة جو بايدن، الذي بات بذلك «أقوى» في الداخل والخارج، مؤكداً في الوقت نفسه أنه ينوي تحديد «الخطوط الحمر» لبكين في أول لقاء له مع رئيسها شي جينبينغ، في مروحة واسعة من الملفات التي تتراوح بين حقوق الإنسان ووضعية تايوان.
عزّزت سيطرة الديموقراطيين مجدّداً على مجلس الشيوخ، حضور الرئيس الأميركي جو بايدن السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وفي هذا السياق، قال بايدن إنه «مسرور جدا» بنتيجة انتخابات التجديد النصفي التي أظهرت أن الحزب الديموقراطي تمكّن من المحافظة على سيطرته بمجلس الشيوخ، في حين قلص الفارق بينه وبين الجمهوريين بمجلس النواب.

وأضاف في حديثه إلى الصحافيين بالعاصمة الكمبودية بنوم بنه، حيث التقى عددًا من الزعماء في إطار قمّة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تتألف من 10 دول، أن تركيزه ينصبّ على انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا، حيث توقّع مركز إديسون ريسيرش احتفاظ الديموقراطيين بسيطرتهم العام المقبل، مما سيمنح بايدن انتصاراً حاسماً فيما تبقى من ولايته الرئاسية التي تنتهي عام 2024.

وصرّح الرئيس الأميركي بأنّه بات في موقع «أقوى»، مضيفا: «أشعر أنّني بحال جيّدة، وأتطلّع إلى العامين المقبلين».

وكان بايدن قد أكد في وقت سابق أن الجمهوريين لم يتمكنوا من تحقيق «موجة حمراء»، في إشارة إلى اللون الذي يميّز حزبهم، لكنّه أعرب عن استعداده للتعاون معهم بغضّ النظر عن النتائج النهائية للانتخابات.

وكان الحزب الديموقراطي قد فاز، أمس الأول، بالمقعد الذي كان يحتاج إليه للاحتفاظ بسيطرته على مجلس الشيوخ، بينما قلّص الديموقراطيون الفارق بينهم وبين الجمهوريين في نتائج انتخابات مجلس النواب بحصولهم حتى الساعة على 204 مقابل 211.

وبعد 4 أيام على انتخابات منتصف الولاية التي خيّبت آمال الجمهوريين، أعلِن فوز السيناتورة الديموقراطية كاثرين ماستو في ولاية نيفادا على آدم لاكسالت المرشح المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبإعادة انتخاب ماستو، يرتفع عدد الديموقراطيين المنتخبين في مجلس الشيوخ إلى 50 من أصل 100، مما يسمح لحزب بايدن بإبقاء سيطرته على هذا المجلس، باعتبار أن الصوت المُرجِّح يعود إلى نائبته كامالا هاريس.

ولا يزال بإمكان الديموقراطيين الفوز بمقعد آخر في ولاية جورجيا، حيث ستُنظم جولة ثانية في 6 ديسمبر المقبل.

وفي حال فوز السيناتور الديموقراطي رافائيل وارنوك في انتخابات الإعادة بهذه الولاية ضد منافسه الجمهوري هيرشل والكر، فإن ذلك سيزيد غالبية الديموقراطيين إلى 51 مقابل 49 للجمهوريين.

وهذا بدوره سيعطي الديموقراطيين ميزة إضافية في إقرار عدد محدود من مشاريع القوانين المثيرة للجدل التي يُسمح بإجازتها بغالبية بسيطة من الأصوات، بدلا من الأصوات الـ60 اللازمة لمعظم القوانين.





أما في نتائج مجلس النواب، فلا يزال الجمهوريون متقدمين مع استمرار فرز الأصوات، وإن كان الأمر قد يتطلب بضعة أيام أخرى لمعرفة لمن ستكون الغلبة في المجلس المؤلف من 435 مقعدا.

وحسب آخر النتائج التي نشرتها وكالة أسوشيتد برس، فإن الجمهوريين فازوا بـ 211 مقعدا مقابل 204 للديموقراطيين.

وتجرى انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة على جميع مقاعد مجلس النواب و35 مقعدا فقط في مجلس الشيوخ.

وفيما يتعلّق بلقائه نظيره الصيني شي جينبينغ، اليوم، قبل قمة مجموعة العشرين التي تنعقد غدا وبعد غد، في بالي بإندونيسيا، أشار بايدن إلى أن النتائج الحالية للانتخابات النصفية عزّزت وضعه السياسي قبل لقائه شي في إندونيسيا، في وقت تراجعت علاقات القوتين العظميين لأدنى مستوى لها منذ عقود.



وقال: «أعرف شي، وهو يعرفني»، مضيفًا أنهما دائمًا ما كانا يُجريان «محادثات صريحة».

ويعرف الزعيمان بعضهما منذ أكثر من عقد من الزمن، منذ أن كان بايدن نائبًا للرئيس باراك أوباما، لكنّ الاثنين سيتقابلان وجهًا لوجه للمرّة الأولى منذ تسلّم بايدن منصب الرئاسة.

وتابع بايدن: «لدينا القليل جدا من سوء الفهم. علينا فقط تحديد ما هي الخطوط الحُمر».

وأمل الرئيس الأميركي بإيجاد مجالات للتعاون مع نظيره الصيني بشأن «قضايا جوهرية».

وفي ختام القمة الأولى من بين 3 يشارك فيها زعماء عالميون هذا الأسبوع، علّق بايدن خلال كلمة القاها في قمة رابطة «آسيان»، على العلاقة بين بلاده والصين، مؤكدا أن «الولايات المتحدة ستتنافس بنشاط مع الصين، وستتناول وتتحدث أيضا عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان، مع إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، ومع ضمان عدم تحوّل المنافسة إلى صراع».

كما شدد على أهمية المحافظة على «السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي». إضافة إلى ذلك، ندد بايدن بالغزو الروسي «الوحشي والغاشم» لأوكرانيا.

وقبل اجتماع ثلاثي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، دان الرئيس الأميركي سلوك كوريا الشمالية «الاستفزازي»، كما وصف اليابان وكوريا الجنوبية بـ «الحليفين المهمين للولايات المتحدة».

وتعهّد الزعماء الثلاثة بردّ «قوي وحازم» على أي اختبار نووي سابع محتمل لبيونغ يانغ.

كما انتقد كيشيدا الصين، بسبب تصعيدها التصرفات التي تنتهك سيادة اليابان في بحر الصين الشرقي.

ولاحقاً، وصل بايدن أمس الى بالي للمشاركة في قمة «العشرين»، حيث من المتوقّع أن تتصدر الحرب في أوكرانيا المناقشات، وكذلك في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) الذي ينعقد في بانكوك نهاية الأسبوع.

من ناحية أخرى، أخفقت روسيا والولايات المتحدة في الاتفاق على صيغة لبيان مشترك بعد انعقاد قمة كمبوديا، مما يجعل من غير المرجح أن تتوصل مجموعة العشرين لإجماع.

وحمّل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي يمثّل الرئيس فلاديمير بوتين في القمم الثلاث، الولايات المتحدة وحلفاءها مسؤولية عدم التوصل لاتفاق، وقال: «أصرّوا على صيغة غير مقبولة إطلاقا بشأن الوضع في أوكرانيا». وأضاف أن أميركا نجحت في تقسيم رابطة دول جنوب شرقي آسيا، كما اتهم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتكثيف نشاطه في المنطقة.

وقال لافروف: «هناك توجّه واضح لعسكرة المنطقة عبر تنسيق جهود الحلفاء المحليين لأميركا، مثل استراليا ونيوزيلندا واليابان من خلال توسيع الناتو لتقويض المصالح الصينية والروسية في هذه المنطقة المهمة من العالم».

وأضاف أن استراتيجية بايدن لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، التي سعى للترويج لها بقوة خلال الاجتماع، هي محاولة لتجاوز «الهياكل الشاملة» للتعاون الإقليمي.

ووصل لافروف، أمس، الى بالي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين.

وكان «الكرملين» قد أعلن في وقت سابق غياب الرئيس الروسي عن مجموعة العشرين بسبب قيود جدول الأعمال، لكن يُنظر إلى هذا الغياب على أنه علامة على العزلة في خضمّ التدخّل العسكري في أوكرانيا.

ودعت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «مجموعة العشرين» إلى التركيز على القضايا الاقتصادية التي أسست من أجلها هذه الصيغة التي تجمع الاقتصادات الرئيسية في العالم، بدلاً من القضايا الأمنية التي تقع ضمن اختصاص الأمم المتحدة.

back to top