بالعربي المشرمح: «طوفان الأقصى» تكشف عيوب التطبيع لأبعد مدى!!

نشر في 13-10-2023
آخر تحديث 12-10-2023 | 20:48
 محمد الرويحل

قضية فلسطين لم تمت ولن تموت حتى لو أراد العالم كله ذلك، هذا هو الواقع والمنطق والعقل، فمنذ 80 عاما مضت وهي حية تبعث من جديد، وكأن كل علماء السياسة الذين حقنوها بفيروساتهم المميتة عجزوا عن تدمير خلايا وجينات هذا الشعب الصامد والمقاوم.

«طوفان الأقصى» كان إحدى أعظم العمليات النوعية على مدى الصراع الصهيوني العربي، وكشف مدى هشاشة وضعف المحتل وارتباكه، وقوة المقاومة وإصرارها على الاستمرار في انتزاع حقه في أرضه وسيادته رغم الحصار الظالم على غزة التي تعدّ سجناً كبيراً لمليوني فلسطيني تقريباً لا يكاد الماء وفتات الغذاء يصلهم ليعيشوا رغم أن الأرض أرضهم والسماء سماؤهم.

فالشعب الفلسطيني يعلم أن هذه العملية ستجلب له الويلات، لكنه يعلم أيضاً أنها ستجلب له مع الوقت سيادته على وطنه المغتصب، فالصمت سينسيه وأجياله والعالم عدالة قضيته، فأبناؤه يعلمون أن مقاومة المحتل هي الخيار الحتمي والوحيد لتحقيق حلمهم واستعادة حقوقهم.

منذ مؤتمر أوسلو والعرب يقدمون تنازلات من أجل السلام إلا أن الغطرسة الصهيونبة ترفض وتفرض شروطها لتستولي على المزيد من الأراضي والمستوطنات ومقدرات الشعب، ورغم تطبيع عدة دول عربية مع هذا الكيان المتغطرس والإرهابي فإنه لا جديد على مساعي السلام المنشودة التي يتشدق بها بعضهم، ورغم كل هذه التنازلات لم تتوقف إسرائيل عن القتل والتدمير والتجويع للشعب المحاصر في غزة، وتكرار اعتداءاتها على القدس والمسلمين في المسجد الأقصى.

والعملية النوعية التي قامت بها الفصائل الفلسطينية المقاومة للاحتلال قدمت للساعين إلى السلام طبقاً من ذهب ليتحركوا ويفرضوه على هذا الكيان، وإلا فلن تهدأ المنطقة وستستمر المقاومة، وتزداد المآسي والمحن، فالشعب الفلسطيني المقاوم هو المعني بأرضه ودماء شهدائه، وأثبت للعالم أنه شعب لا يموت ولا يستسلم لو اجتمع العالم بأسره عليه.

يعني بالعربي المشرمح:

عملية «طوفان الأقصى» كشفت هشاشة التطبيع وأن الهدف الإسرائيلي لم يكن السلام بل ابتلاع فلسطين بأكملها، ولا يريد من العرب سوى عزلهم عن هذه القضية العادلة، لذلك وجب على العرب التحرك لفرض السلام على هذا الكيان الظالم، على الأقل دبلوماسياً، وإقناع العالم بأن إسرائيل لا تبحث عن السلام، بل تستفز الفلسطينيين بحصارها لهم وتوطين المهاجرين في أراضيهم، وبالتالي يجب وقف جميع أنواع التطبيع والعمل على إفشال المخطط الصهيوني الذي كشفت عملية الطوفان هشاشته، فهل يتحرك العرب لنصرة المظلوم والضغط على هذا الكيان المغتصب لفرض السلام العادل؟

back to top