«البنتاغون» تترقب هجوماً إيرانياً على منشآت طاقة سعودية

• ماكرون يصف احتجاجات الإيرانيين بـ «ثورة»... وشولتس يتوعد قامعيها بعقوبات رادعة

نشر في 13-11-2022
آخر تحديث 12-11-2022 | 22:03
صورة نشرتها سنتكوم لقاذفة بي 52 خلال تحليقها بمنطقة الشرق الأوسط الخميس الماضي
صورة نشرتها سنتكوم لقاذفة بي 52 خلال تحليقها بمنطقة الشرق الأوسط الخميس الماضي
توقّع مسؤول أميركي في «البنتاغون» شن إيران هجوماً على البنية التحتية للطاقة في السعودية، كاشفاً عن تحليق قاذفتين من طراز بي52 فوق المنطقة كرسالة لطهران، في حين استمرت احتجاجات إيران غرب البلاد وجنوبها، خصوصاً إقليمي سيستان وبلوشستان، وتوعدت ألمانيا بفرض المزيد من العقوبات على قامعي التظاهرات المطالبة بالتغيير.,توقّع مسؤول أميركي في «البنتاغون» شن إيران هجوماً على البنية التحتية للطاقة في السعودية، كاشفاً عن تحليق قاذفتين من طراز بي52 فوق المنطقة كرسالة لطهران، في حين استمرت احتجاجات إيران غرب البلاد وجنوبها، خصوصاً إقليمي سيستان وبلوشستان، وتوعدت ألمانيا بفرض المزيد من العقوبات على قامعي التظاهرات المطالبة بالتغيير.
بالتزامن مع تأكيد مصدر إيراني مطلع لـ«الجريدة» أن «الحرس الثوري» يدفع باتجاه استهداف إحدى دول الخليج وسط إصراره على اتهام جهات خارجية بتدبير وتأجيج احتجاجات الحراك الشعبي المتواصلة منذ منتصف سبتمبر الماضي، صرح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بأن إيران تخطط لشن هجوم على البنية التحتية للطاقة في المملكة العربية السعودية.

ونقل موقع «بوليتيكو» عن المسؤول الأميركي قوله، إن بلاده تراقب مع السعودية تهديداً إيرانياً متزايداً للعراق، معتبراً أن الهدف من تحليق قاذفتين أميركيتين من طراز «بي52» في الشرق الأوسط الخميس الماضي كان بمنزلة رسالة استعراض قوة للجمهورية الإسلامية.

وأعرب المسؤول الأميركي عن قلق البيت الأبيض إزاء «تحركات إيران في المنطقة، بما في ذلك نقل طائرات مسيرة إلى روسيا».

في وقت سابق من الأسبوع الماضي، كشفت تقارير أميركية، أن «القيادة الوسطى الأميركية المتمركزة في البحرين أطلقت مقاتلات في منطقة الخليج باتجاه إيران، كجزء من حالة التأهب الشاملة للقوات الأميركية والسعودية».

والخميس الماضي، كشف الجيش الإسرائيلي، أن مقاتلتين إسرائيليتين من طراز «إف 35» رافقتا القاذفتين الأميركيتين خلال تحليقهما فوق إسرائيل.

وذكر أن الخطوة التي تعد الأولى من نوعها جاءات في إطار زيادة التعاون مع الجيش الأميركي وكانت جزءاً من مناورة وبرنامج تدريبي مشترك بين القوات المسلحة في البلدين لتحسين القدرات العملياتية وزيادة «الاستعداد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات».

وجاءت الخطوة الأميركية في حين واصلت طهران الحديث عن تطور قدرات صواريخها، معلنة تصنيعها لأول صاروخ باليستي فرط صوتي «هايبرسونيك»، الخميس الماضي.

كما تزامن الترقب الأميركي للتصعيد الإيراني المحتمل، مع تهديد يحيى السريع المتحدث العسكري باسم جماعة «أنصار الله» الحوثية، المدعومة من طهران، بشن ما وصفه بـ«حرب بحرية شديدة» ضد «تحالف دعم الشرعية» بقيادة السعودية. وتأتي تلك التطورات في وقت تتزايد التلميحات الإسرائيلية والأميركية بإمكانية اعتماد «حل عسكري» لمعالجة البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً بعد فوز اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو بأغلبية مقاعد «الكنيست»، ووسط الجمود الذي تشهده مفاوضات الاتفاق النووي بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

احتجاجات وضغوط

إلى ذلك، تواصلت الاحتجاجات الليلية في عدة مدن إيرانية ليل الجمعة ـ السبت في غرب البلاد، وجنوبها وخصوصاً إقليمي سيستان وبلوشستان اللذين شهدا بعضاً من أسوأ الاضطربات، فيما نفى قائد بـ«الحرس الثوري» الإيراني وجود «نزعات انفصالية» بهما.

وقالت منظمة «هنغاو» الكردية الإيرانية لحقوق الإنسان، أمس الأول، إنها تلقت تسجيلات مصورة تظهر استمرار الاحتجاجات في غرب البلاد، بمدن سنندج، وسقز، بمحافظة كردستان، ومهاباد، وبوكان، في أذربيجان الغربية غربي البلاد.



وأفاد تلفزيون «إيران إنترناشيونال»، أمس، بأن طلاب جامعة «بهشتي» شمالي العاصمة طهران نظموا وقفة احتجاجية للتنديد بما وصفه بـ«اعتقال الطلاب».

طهران تبدأ محاكمة 11 بتهمة قتل رجل أمن... و«محافظو الذرية» يبحثون ملفها النووي

وذكر «إيران انترناشيونال»، أن مراسم تشييع وذكرى الأربعين، التي أقيمت الجمعة لتأبين عدد من الضحايا الذين سقطوا خلال الاحتجاجات، تحولت إلى ساحات للتجمع الاحتجاجي شهدت ترديد عبارات مناهضة للنظام الإيراني، وهو ما ردت عليه قوات الأمن بإطلاق النار.

وفي جنوب شرقي البلاد، خرج آلاف الإيرانيين احتجاجاً على حملة قمع نفذتها قوات الأمن في 30 سبتمبر وعرفت باسم «الجمعة الدامية»، في وقت يستمر فيه حكام البلاد في مقاومة اضطرابات مستمرة في أنحاء البلاد.

في المقابل، برر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي في لقاء مع طلاب حوزة مشهد الدينية استخدام بعض المسؤولي الحكومة لمواقع التواصل الاجتماعي بالقول: «وسائل إعلامنا الرسمية ضعفت بشدة، لذا يتعين على الحكومة أحياناً أن تلعب في أراضي العدو، على سبيل المثال تستخدم تويتر».

وفي وقت وجّه القضاء الإيراني إلى 11 موقوفاً بينهم امرأة، تهما تصل عقوبة بعضها إلى الاعدام، لضلوعهم في قتل عنصر أمن قرب طهران هذا الشهر، أكد رئيس السلطة القضائية، غلام حسين اجئي، أنه سيتم التعامل بحزم مع الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم وتسببوا في مقتل الكثير من أفراد قوى الأمن الداخلي، وسيعاقبون بشدة.

وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ان 25 امرأة و43 طفلا من بين ضحايا القمع في إيران، بينما ارتفع عدد الموقوفين الفرنسيين في إيران الى 7 .

وغداة تنديد بريطانيا وفرنسا في بيان مشترك، أمس الأول، بـ«قمع إيران العنيف للاحتجاجات السلمية المشروعة»، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمة له، خلال لقائه بالناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد وناشطات إيرانيات في مجال حقوق الإنسان، انتفاضة الشعب الإيراني بأنها «ثورة».

وفي إشارة إلى لقائه مع الناشطات الإيرانيات، قال ماكرون في كلمته بمنتدى باريس للسلام: «أؤكد احترامي وثنائي على الثورة التي يقدنها». في المقابل، أشارت علي نجاد المقيمة منذ سنوات في الولايات المتحدة، إلى أنها قالت للرئيس الفرنسي، إن «فرنسا أرسلت الخميني إلى إيران وآن الأوان أن تسترده».

في موازاة ذلك، أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن الاتحاد الأوروبي أعد حزمة عقوبات متعددة على النظام الإيراني، وستتم المصادقة على العقوبات الجديدة الأسبوع المقبل، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف الضغط على «الحرس الثوري» والقيادة السياسية والضالعين في قمع الاحتجاجات.

في غضون ذلك، يستعد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لعقد جلسة خاصة حول إيران، وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأول أن مجلس محافظيها سيناقش الأربعاء المقبل عدة ملفات أبرزها برنامج ايران النووي.

وبينما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية أمس أنّ اسرائيل باتت تخشى الطائرات المسيرة الإيرانية في أيدي «حزب الله» وحلفاء طهران في سورية والعراق واليمن، ولا سيما بعد استخدامها من قبل روسيا في أوكرانيا، شهدت دمشق امس اجتماعا موسعا للفصائل الفلسطينية مع وفد من مجلس الشورى الايراني برئاسة السيد ابطحي الذي اعتبر في تصريح ان زوال إسرائيل لم يعد أمرا بعيداً.

back to top