خاص

المجلس الوطني يسلط الضوء على لغة الإشارة

• الحمدان لـ الجريدة•: نحتاج إلى الترجمة للتعامل مع 4471 أصم في الكويت

نشر في 03-10-2023
آخر تحديث 02-10-2023 | 19:20
استضافت المكتبة الوطنية 60 متدرباً ومتدربة على لغة الإشارة في ورشة لمدة يومين، لتعكس مدى الوعي المجتمعي والثقافي لتعلم تلك اللغة، التي يتحدثها 4471 أصم
في الكويت.

أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورشة تعلم لغة الإشارة للمبتدئين، بمناسبة اليوم العالمي للإشارة، بالتعاون مع مركز «توك- talk» الثقافي لتعلم اللغات، والتي قدمتها خبيرة لغة الإشارة مها الحمدان في مكتبة الكويت الوطنية أمس وأمس الأول.


رموز لغة الإشارة رموز لغة الإشارة
وقالت المدربة المعتمدة من البورد الأميركي وخبيرة لغة الإشارة مها الحمدان: «فخورة، لأني أول مترجمة رسمية بوزارة العدل لترجمة قضايا الصم والبكم، ونبع ذلك من حُبي الشديد لتلك الفئة، وشعوري الإنساني بأهمية التواصل معهم، كإحدى أهم اللغات العالمية، لذلك خضعت للكثير من التدريبات على لغة الإشارة، حتى صرت على مقدرة كبيرة في التواصل معهم وجدانياً ونفسياً قبل أن يكون على مستوى التخاطب».

الدول النامية

وأضافت الحمدان: «تنظيم ورشة التدريب على لغة الإشارة بالمكتبة الوطنية بالتعاون مع مركز (توك- talk)، وتحت رعاية (الوطني للثقافة) خطوة مهمة لتوعية المجتمع بمسؤوليته تجاه هذه الفئة، التي يقدَّر عددها في الكويت بـ 4471 وفقاً لإحصائية الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة عام 2022، فيما يبلغ إجمالي عددهم على مستوى العالم 72 مليون أصم. وللأسف، فإن 80 في المئة من هذا العدد العالمي من أبناء الدول النامية».

وتابعت: «من هنا نشعر بالواجب والمسؤولية المجتمعية تجاه تلك الفئة الكبيرة، التي تحتاج إلى تضافر جهود كل هيئات الدولة والمجتمع المدني، حيث يتوجب على الجميع تعلم مبادئ لغة الإشارة، لأن الهدف منها إنساني وتوعوي وثقافي تجاه دمج فئة الصم والبكم في المجتمع، وبدلاً من أن نطالبهم بالاندماج مع الأصحاء، يجب على الأصحاء الاندماج معهم، وفتح سبل التواصل والتفاهم والدعم لهم».

صدق وأمانة

وأكدت الحمدان أن تعلم لغة الإشارة ليس بالأمر الصعب، كما أن رموز تلك اللغة بسيطة، ويمكن التقاطها بسرعة، مشددة على أنه يجب على المترجم في لغة الإشارة أن يتصف بالصدق والأمانة، لأنه سيطلع على أسرار وخصوصيات الأصم، وعليه نقلها بحيادية من دون التدخل فيها، خصوصاً أمام الجهات الرسمية، وفي المحاكمات والقضايا، لاسيما أن الصم والبكم يخضعون لنفس عقوبات الأصحاء، لأنهم أصحاب أهلية، لذلك فإن عدم توافر الأمانة لدى المترجم ربما يعرض حياة ومستقبل الآخرين للخطر.

وأوضحت أن لغة الإشارة لديها بعض العلامات والمصطلحات الثابتة، والتي تعبِّر عن المشاعر، باعتبار المشاعر لغة عالمية يتفق عليها الإنسان، مهما كانت ثقافته، كالتعبير عن الفرح والحزن والحُب والكُره والجوع والعطش، لكن بعض التعبيرات تختلف من مجتمع لمجتمع، ومن لغة إلى لغة، ومن زمن إلى زمن آخر، لذلك فإن لغة الإشارة لغة حية متطورة تقبل التغير والتعديل من آن لآخر.

ثقافة الشعوب

من ناحيتها، قالت نوف المشعان، صاحب مركز «توك- talk» الثقافي لتعليم اللغات والثقافات لـ «الجريدة»، إن «تنظيم ورشة لغة الإشارة مجاناً يأتي كنوع من مسؤوليتنا الاجتماعية، بالتعاون مع المكتبة الوطنية، والمدربة المعتمدة مها الحمدان»، مؤكدة أن لغة الإشارة من اللغات الأساسية وأهمها للتواصل مع فئات المجتمع، وتم الاستعداد لها منذ اليوم العالمي للغة الإشارة، الذي وافق 23 سبتمبر، حيث تم فتح باب التسجيل للورشة، حتى وصل الراغبون إلى الحد الأعلى، وهو 60 مشاركاً تم تقسيمهم على يومين، لضمان أكبر استفادة للجميع.

وأضافت المشعان أن مركز «توك- talk» يحرص على القيام بمسؤوليته المجتمعية، من خلال تقديم أنشطة ثقافية مجانية كل شهر، حيث يتم تنظيم احتفالات بالأعياد الوطنية لبلدان العالم بحضور السفراء، لزيادة الوعي والثقافة في المجتمع، لأن تعليم اللغة مرتبط بثقافة البلد، لذلك جاءت ورشة لغة الإشارة في إطار تثقيفي حول عدد الصم والبكم في الكويت والعالم، وأهمية التواصل معهم، وكيفية تعلم لغة التواصل، مؤكدة أن الإقبال على الورشة كان كبيراً، ويعكس وعي المجتمع وتقبله لتعلم لغة الإشارة.

back to top