ملاحظات حول كتاب «شرف المحاولة»

نشر في 01-10-2023
آخر تحديث 30-09-2023 | 20:29
 حسن العيسى

من كتاب بثينة العيسى «شرف المحاولة» تنتقد الكاتبة العمل السياسي بالكويت في مرحلة ما بعد حراك 2011، فتقرر في فقرة تقيم فيها واقع المعارضة الوطنية أنه «وقع الكثير من عناصر تلك القوى أسرى خطاب تجاوزته الأحداث، وبقي متعلقاً بنوستولجيات (الماضي الجميل). ظلت لغتهم متخشبة وعاجزة عن قراءة المعطيات الجديدة، ويمكن لبائعة الكتب الغرة أن تذهب في القول إلى أن أكثرهم (لا يقرؤون)» ص 94.

أما عن المعارضة الجديدة التي برزت في ذلك الزمن فهي تقول: «... مع ضمور المعارضة المدنية التقليدية، وتصدر المعارضة الجديدة للمشهد بعد حراك 2011، انحسر تداول كلمة (حريات) من الميدان العام، في مقابل طغيان لفظة (الفساد) وأصبحت المكتسبات الدستورية بما فيها الحريات المدنية، تقف وحيدة بظهر مكشوف، أمام اعتداءات التيارات المحافظة والحكومة...».

وتضيف الكاتبة: «... كان ما قام به رموز المعارضة الجدد - الآتون حديثاً من ساحة الإرادة – هو محاولة تدمير أرعن للبنية التحتية لحرية التعبير، أو ما بقي منها، بتصويتهم على قانون إعدام المسيء، وطرح تعديلات دستورية تمس المادة الثانية والمادة 79 من الدستور لتحويل الكويت إلى دولة دينية...».

مثال ذلك أنه في التصويت على قانون إعدام المسيء الذي رده الأمير الراحل لم يصوت ضده غير النواب الشيعة والنائب السابق محمد الصقر، وهذه تحسب للأخير، حين وقف وحيداً بشجاعة على عكس التيار العام، في الوقت الذي صوت معه من تصورنا أنهم مع الحريات والدولة المدنية.

نقد مر مؤلم من بثينة للمعارضة يجب التوقف عنده، فمن ناحية لا يمكن قصر نعت «الوطنية» على المعارضة التقدمية التقليدية، فالمعارضة المحافظة التي انطلقت بقوة بعد حراك 2011 يمكن القول إنها وبدورها كانت وطنية بطريقتها وحسب فهمها للواقع السياسي حين تنبش وترفع سقف النقد في الكثير من قضايا الفساد في الدولة، ومن ناحية أخرى كان هناك رفض شعبي جارف لفضيحتي التحويلات والإيداعات بعد أن وقف النائب السابق فيصل مسلم في المجلس وهو يلوح بصور الشيكات الفضيحة.

هل ننفي في هذا المقام الروح الوطنية عن النائب المحافظ فيصل مسلم أو النائب جمعان الحربش أو مسلم البراك وغيرهم، بعد أن دفعوا ثمناً باهظاً لمواقفهم في فضح قضايا الفساد، والتي لم تنته وظلت حتى وقت متأخر تلقي بظلالها على الدولة، فعلى سبيل المثال لا الحصر قضايا من شاكلة غسيل الأموال في الصندوق الماليزي أو صندوق الجيش، والله أعلم بما خفي عنا من صناديق غير مرئية في بلد «... من صادها عشى عياله».

back to top