«مأساة الحمدانية».. أكثر من 100 قتيل في حريق بحفل زفاف

إشعال ألعاب نارية خلال الاحتفال تسبب في اندلاع حريق في السقف

نشر في 27-09-2023 | 08:41
آخر تحديث 27-09-2023 | 18:14
العراق: وفاة أكثر من 100 شخص في حريق بقاعة للأعراس
العراق: وفاة أكثر من 100 شخص في حريق بقاعة للأعراس
شب حريق في قاعة زفاف مكتظة في شمال العراق مساء أمس الثلاثاء مما أسفر عن مقتل مئة شخص على الأقل في بلدة مسيحية عانت من احتلال تنظيم داعش، وأعلنت السلطات فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.

وظل رجال الإطفاء يبحثون وسط حطام المبنى المتفحم في بلدة قراقوش، مركز قضاء الحمدانية، حتى صباح الأربعاء، وتجمع الأقارب المكلومون أمام مشرحة في مدينة الموصل القريبة.

وقالت مريم خضر «لم يكن هذا زفافاً، كان جحيماً»، وجلست تبكي وتلطم خديها في انتظار خروج جثامين ابنتها رنا يعقوب (27 عاماً) وأحفادها الثلاثة الذين لا يتجاوز عمر أصغرهم ثمانية أشهر.

وذكر ناجون أن المئات كانوا حاضرين حفل الزفاف الذي أقيم بعد قداس في الكنيسة، وبدأ الحريق بعد نحو ساعة على بدء الحفل عندما شبت النيران في ديكور السقف بينما كان العريس والعروس يرقصان.

وقال نائب محافظ نينوى، حسن العلاف، لرويترز إنه تأكد مقتل 113 شخصاً.

وقال رئيس فرع الهلال الأحمر في المحافظة إن حصيلة الضحايا غير نهائية بعد لكنها تتجاوز «مئات الجرحى وعشرات القتلى».

وقال وزير الداخلية عبدالأمير الشمري، إن الحريق اندلع في قاعة كبيرة للمناسبات في الحمدانية بعد إشعال ألعاب نارية خلال الاحتفال، مما تسبب في اندلاع حريق في السقف.

وأظهر مقطع مصور للحادث، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتسن لرويترز التحقق منه، اشتعال النار فجأة في ديكور السقف المضيء الذي أتت عليه النيران، وسرعان ما تحولت بهجة العرس إلى ذعر.

وأظهر مقطع آخر لم تتحقق رويترز من صحته بعد عروسين يرقصان معاً بملابس الزفاف عندما بدأت مواد مشتعلة تسقط من السقف على الأرض.

حطام متفحم

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزارة الداخلية قولها إنها أصدرت أربعة أوامر ضبط لملاك قاعة الزفاف، وطالب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد بفتح تحقيق.

وقال عماد يوحنا (34 عاماً) بعد أن فر من الحريق «شفنا النار.. تعبر حتى القاعة، اللي طلعوا طلعوا.. واللي ضلوا ضلوا.. حتى اللي طلعوا ادمروا».

وأظهر مقطع مصور من مراسل رويترز في الموقع رجال الإطفاء وهم يبحثون عن ناجين وسط الحطام المتفحم للمبنى.



وقالت وسائل إعلام رسمية إن المعلومات الأولية تُشير إلى أن المبنى مصنوع من مواد بناء قابلة للاشتعال بسرعة مما ساهم في انهياره على نحو سريع.

وقال شهود في مكان الحادث إن الحريق بدأ في حوالي الساعة 1045 مساءً بالتوقيت المحلي (1945 بتوقيت غرينتش).

وقالت امرأة تقف أمام المشرحة «فقدت ابنتي وزوجها وطفلهما البالغ من العمر ثلاثة أعوام، احترقوا جميعاً، قلبي يحترق».

وسُجيت الجثث في أكياس بينما تتوافد سيارات نقل الموتي لأخذ من تم التعرف عليهم.

وذكر رجل يدعى يوسف كان يقف على مقربة وقد غطت الحروق يديه ووجهه أنه لم يستطع رؤية أي شيء عندما بدأ الحريق نظراً لانقطاع الكهرباء، لكنه نجح في انتشال حفيده (ثلاثة أعوام) والفرار.

لكن زوجته بشرى منصور وهي في الخمسينيات من العمر لم تتمكن من النجاة وسقطت وسط الفوضى وتوفيت.

أقلية مسيحية

قال ثلاثة أشخاص حضروا حفل الزفاف إن القاعة لم تكن مجهزة لمواجهة الكارثة فيما يبدو، فلم يعثروا فيها على طفايات حريق وعدد المخارج فيها كان قليلاً، كما أنها كانت مكسوة بمواد قابلة للاشتعال، وأضافوا أن رجال الإطفاء وصلوا بعد 30 دقيقة من بدء اندلاع الحريق.

وفر معظم سكان بلدة قراقوش، وغالبيتهم من المسيحيين وإن كانت موطناً لبعض أفراد الأقلية الأيزيدية في العراق، من المدينة بعد أن استولى عليها تنظيم داعش عام 2014، لكنهم عادوا بعد الإطاحة بالتنظيم المتشدد عام 2017.

وفي كنيسة مار يوحنا التي أقيمت فيها مراسم الزواج قبل الحفل في المساء، قال الشماس هاني الكسموسة إن صلاة الجنازة ستقام في المقابر لعدم قدرة الكنيسة على استيعاب عدد كبير من المشيعين.

وأضاف الكمسوسة، والنعوش الجديدة مكدسة على طول زقاق قرب الكنيسة، «امبارح زواج وفرحة وهلأ (الآن) نحضر دفنتهم».

وحين زار البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بلدة قراقوش عام 2021، خرج السكان إلى الشوارع بملابس زاهية الألوان وبأيديهم أغصان الزيتون وصدحت التراتيل السريانية من مكبرات الصوت احتفالاً بعودة السكان بعد سنوات من احتلال المتشددين لها.

ولم يبق في العراق إلا نحو 300 ألف مسيحي بعد أن فر الغالبية من 1.5 مليون مسيحي كانوا يعيشون في البلاد خلال الفوضى التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، وهو خروج جماعي تفاقم بعد سيطرة تنظيم داعش على بلدات في سهل نينوى عام 2014.

لكن اليوم الأربعاء، أصبحت زيارة البابا فرنسيس ذكرى من الماضي السحيق أمام مشهد تناثر الأحذية والسترات الأنيقة ولعب الأطفال على الأرض حول حطام قاعة الزفاف ومع ارتداء معظم الناس في أنحاء البلدة ملابس حداد سوداء.

back to top