«إبراهام يخدع إبراهيم»

نشر في 26-09-2023
آخر تحديث 25-09-2023 | 20:01
 د. نجم عبدالكريم

بعد أن تأكد لقادة الكيان الصهيوني فشل تطبيع كيانهم، الذي تم مع أنور السادات منذ عقود - وليس مع شعب مصر - لجأوا لتطبيعٍ جديد في وادي عربة، فلقي عدم ترحيبٍ من شعب الأردن هو الآخر، وهكذا دواليك تعاملت الشعوب مع كل التطبيعات التي أبرموها، فهي لم تتم مع شعوب، بل مع قادة سياسيين... والمعروف أن القرارات السياسية عرضة للتقلبات، لأنها غير ثابتة، وقد تصل في كثيرٍ من الأحيان إلى خلافاتٍ قد تُنهي كل ما تم الاتفاق عليه، والتاريخ حدثنا عن علاقات سياسية شبه اندماجية قد تم تفكيكها بين عشيةٍ وضُحاها.

***

ولهذا فقد تفتق ذهن عباقرة الصهاينة عن فكرة التطبيع القائم على أساس ديني، بعد أن فشلوا في تطبيعاتهم السياسية فاختاروا شعاراً يحتوي على اسم الجد الأكبر للجميع (إبراهام)، ليكون رمزاً لتطبيعاتهم الجديدة... ومادام جدنا واحداً فنحن- إذن- شركاء في كل شيء، فإلى جانب الأرض، التي هي من أول النيل إلى آخر الفرات، نحن شركاء في كل شيء... النفط، والغاز، وكل الخيرات... ألسنا أبناء جد واحد؟!

***ولكن الصهاينة - كعادتهم - لا يريدون التفريق بين إبراهام التوراة، وإبراهيم القرآن، فلو أنهم قد قرأوا حقيقة إبراهيم القرآن - عليه السلام - لما تمسكوا بما هم عليه من دينٍ أباحوا لأنفسهم فيه سرقة الأرض، وقتل الأطفال في مذابح دير ياسين، وقتل وتشريد شعب بأكمله من وطنهِ، ليغدو مشرداً في بقاع الدنيا، ولا كانت سجونهم تغص بالسجناء الفلسطينيين.

***فإبراهام الذي تسمى باسمه حركة التطبيع الجديدة، والذي انتشر في العالم، إنما يقوم بعملية خداعٍ لأبي الأنبياء، إبراهيم الخليل عليه السلام.

• لكنّ إبراهام قد يتم التعامل معه من قبل السياسيين، إنما الشعوب التي تصلي كل يوم على إبراهيم وآل إبراهيم، كما تصلي على نبيها الكريم - عليه السلام - لا يمكن أن تصلي يوماً على إبراهام.

back to top