ثلاثة نواب فقط!

نشر في 21-09-2023
آخر تحديث 20-09-2023 | 20:09
 حسن العيسى

في لقاء صحافي للروائي الإسباني خافير مارياس (Javier Marias) بجريدة نيويورك تايمز في أغسطس 2019 وجه ذلك الروائي نقده للسياسيين الذين يصمتون عن تغول الجماهير في مشاعر الفاشية، لا لشيء غير لكسب المزيد من الشعبية والصوت الانتخابي في مجالس النواب.

بالغ خافير في نقده المر للجماهير حين تسيطر عليها أوهام اعتقادية متطرفة وتتصور أنها تملك الحقيقة المطلقة وكل ما عداها باطل، فالدنيا عندها إما أسود أو أبيض فلا لون رمادي ولا رؤية جدلية للواقع.

وقال إن هذه الجماهير أصبحوا جبناء سطحيين غير قابلين للنقد، وهم أضحوا كالملوك المستبدين، فهم يصوتون لمن يبقى صامتاً (بمعنى ساكت عن الجهر برأي مستقل وحر في قضايا سياسية) ولهم امتيازات مطلقة في ترجيح كفة أي سياسي يظل مخلصاً لتطلعاتهم وليس هناك بالتالي محاسبة أو مسؤولية عليها.

لندع الروائي مارياس وشأنه ونسأل عن نهج الأغلبية من نوابنا في قضية فرض الوصاية الأخلاقية على الناس، وحشر القوى الدينية المحافظة أنفها في قضايا التعليم الجامعي وكل شؤون الحياة، من أكبر الأمور حتى الاستعراض والمزايدة في عوالم التقوى، كوضع الملصقات والمواعظ الدينية على أبواب وجدران ونوافذ المراكز الطبية بصورة فجة بائسة.

ثلاثة نواب تقدموا باقتراح لإلغاء نص منع التعليم الجامعي المشترك، كما شرع عام 96، هم عبدالوهاب العيسى وجنان بوشهري وداود معرفي، من دون بقية نواب الصمت والبصم الذين نعلم أنهم سكتوا ليس عن قناعة برؤية النائب محمد هايف للتعليم، وإنما آثروا سكة السلامة والرياء للأكثرية الشعبية التي تم تضليلها بواقع كاذب وأجوف عبر عدة عقود من حكم الامتيازات السلطوية للقوى الدينية المحافظة.

هل بمثل هذا المجلس المرائي، وتلك الحكومة المتخاذلة المتواطئة مع المحافظين الشعبويين يمكن أن نرى بصيصاً من أمل في التغيير؟! يستحيل.

back to top