روسيا لن تُطلق يد إيران في سورية وتطلب زوارق مسيّرة

«الحرس الثوري» يكشف عن صاروخ بالستي فرط صوتي محلي الصنع

نشر في 11-11-2022
آخر تحديث 10-11-2022 | 21:18
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مجتمعاً بالأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي في طهران أمس الأول
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مجتمعاً بالأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي في طهران أمس الأول
تمسكت موسكو بسياستها الحذرة تجاه إطلاق يد إيران في مواجهة ضربات إسرائيل بسورية، رغم سعيها للحصول على المزيد من الأسلحة والمقاتلين الموالين لطهران لسد حاجات المجهود الحربي بأوكرانيا، في حين كشف «الحرس الثوري» عن صاروخ فرط صوتي، وتحدثت منصة إيرانية عن «رسالة تخريب قرب ديمونا».
أكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ«الجريدة» أن الأمين العام للمجلس علي شمخاني طلب من نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، خلال وجوده في طهران، أمس الأول، أن تطلق روسيا يد الجمهورية الإسلامية في سورية للرد على الهجمات الإسرائيلية لكن المسؤول الروسي أبلغه أن الأمر يحتاج إلى قرار مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين وأنه لا يستطيع إعطاء وعد بهذا الشأن.

وذكر المصدر أن باتروشيف قال لشمخاني إن موسكو يمكن أن تغير موقفها المتحفظ والرامي لتفادي توسيع دائرة المواجهات الإقليمية بسورية، إذا ما قامت الدولة العبرية بتزويد أوكرانيا بأسلحة فقط.

وأشار المصدر إلى أن شمخاني سلم نظيره الروسي ملفات استخباراتية تزعم أن 20000 مقاتل وخبير عسكري إسرائيلي منخرطون في العمليات العسكرية الدائرة بأوكرانيا إلى جانب كييف إضافة إلى عدد من مقاتلي المعارضة السورية تم نقلهم للقتال إلى جانب الأوكرانيين ضد الروس وان هذا يكفي لكي تفكر موسكو في الرد على الإسرائيليين عبر إعطاء الضوء الأخضر لحلفاء طهران بالرد على ضربات الدولة العبرية.

وذكر أن باتروشيف أشار إلى أن بلاده لديها معلومات متطابقة مع ما ذكره شمخاني إضافة إلى أنباء عن تواجد عناصر إيرانية معارضة تقاتل لمصلحة كييف.

وأوضح المسؤول الروسي أن أوكرانيا والإسرائيليين أكدوا لموسكو أن المقاتلين الإسرائيليين تطوعوا بشكل شخصي.

تطوع أفغاني

ولفت باتروشيف إلى أن بلاده طلبت من طهران السماح للأفغان من «لواء فاطميون» للتطوع للقتال بجانب الروسي على جبهات أوكرانيا لما يتمتعون به من خبرات في معارك المدن وقتال الشوارع. أوضح شمخاني أنه يمكن السماح لتلك العناصر بالذهاب إلى روسيا «لمدة قصيرة» شرط أن يعودوا إلى إيران فور الحاجة إليهم.

وبحسب المصدر فإن عدد هؤلاء المقاتلين يصل إلى 80000 مقاتل تم تدريبهم من قبل «الحرس الثوري».

وأشار المصدر إلى أن العديد من المهاجرين الأفغان العاديين يتطوعون حالياً للقتال مع الروس لقاء قبول انتقالهم إلى روسيا مع عائلاتهم.

الأسلحة الرخيصة

من جانب آخر، تناول الاجتماع بين شمخاني ونظيره الروسي ما توصلت إليه إيران من قدرات لتصنيع أسلحة رخيصة يمكنها مواجهة الأسلحة الغربية المتطورة.



كما تحدث المصدر عن اتفاق لمنح وزارة الدفاع الإيرانية منشآت على الأراضي الروسية تقوم من خلالها كوادر إيرانية بتصنيع ما تحتاجه موسكو من أسلحة لكي تتفادى طهران الضغوط الغربية التي تتوعدها في حال امدادها روسيا بأسلحة تستخدم ضد أوكرانيا.

وذكر أن موسكو جددت مطالبها بالحصول على أسلحة جاهزة، تتضمن زوارق مسيرة عن بعد، من الترسانة الإيرانية. ورد شمخاني بالتأكيد على عدم رغبة بلاده في الانخراط بالصراع بشكل مباشر، إلا أنه لم يمانع في مد موسكو بأسلحة يمكن إجراء تعديلات عليها بحيث لا تدين طهران. واتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة لمواجهة ومنع «الهجمات الإعلامية التي تتم ضد روسيا في إيران»

وساطة روسية

من جهة ثانية، قال المصدر إن باتروشيف طرح على الإيرانيين استعداد روسيا للوساطة بين طهران والرياض لحل خلافهما وإنهاء الحرب في اليمن.

وأعرب المسؤول الروسي للإيرانيين عن متابعة بلاده بقلق للأنباء التي تتحدث عن احتمال حدوث تصعيد بين إيران والسعودية بسبب «الحراك الشعبي» المناهض لنظام الجمهورية الإسلامية، مشيراً إلى توطيد موسكو لعلاقتها مع دول الخليج ومنظمة «أوبك +» وأنها لا تستطيع تقبل أي اعتداء تجاه الرياض.

اجتماعنا الأخير مع إيران لم يأتِ بجديد «الطاقة الذريّة»

وأشار المصدر إلى أن شمخاني شدد على أن إيران لديها وثائق عن دعم بعض الدول الخليجية للمعارضة الإيرانية وتأجيج الاحتجاجات، المتواصلة منذ منتصف سبتمبر الماضي، مؤكداً أن بلده لن تسكت وتسرد حتى لو أدى ذلك إلى انزعاج أصدقاء إيران، ولافتاً إلى أن الصينيين ابلغوهم بموقف مشابه.

وبشأن ملف النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، قدم شمخاني وثائق للروس تتهم باكو بأنها تعمل خلف الكواليس لفتح الأبواب أمام الدول الغربية، محذراً من أنه إذا لم تتصرف موسكو فإن مشكلة مشابهة لأوكرانيا سوف تواجههم في القوقاز، وقال المصدر، إن باتروشيف أكد لشمخاني أن روسيا تراقب الوضع بحذر ولن تسمح بتكرار السيناريو الأوكراني «لكن الإسرائيليين يريدون جر إيران لفخ عبر اشعال حرب مع أذربيجان».

فرط صوتي

وفي حين، صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأن إيران لم تقدم أي جديد خلال اجتماع عُقد في الآونة الأخيرة في فيينا بشأن برنامجها النووي، أعلن قائد القوّة الجو فضائية التابعة لـ«الحرس الثوري» أمير ​حاجي زادة، أنّ «إيران صنعت صاروخاً بالستياً فرط صوتي، هايبرسونيك، لمواجهة منظومات الدفاع الجوي».

وزعم أن الصاروخ الجديد، الذي يعد الأول من نوعه الذي تصنعه إيران، بإمكانه اختراق جميع منظومات الدفاع الصاروخي، مرجحاً أنه لن يتم العثور على تكنولوجيا قادرة على مواجهته لعقود مقبلة.

اعتقال

إلى ذلك، قالت وكالة فارس شبه الرسمية الإيرانية للأنباء إن القوات المسلحة الإيرانية اعتقلت موظفة بمحطة إيران إنترناشونال التلفزيونية المعارضة أثناء فرارها من البلاد.

ووصف وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب الثلاثاء القناة التي تتخذ من لندن مقرا لها بأنها منظمة «إرهابية». وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن المعتقلة هي إلهام أفكاري.

back to top