صورة المتقاعد!

نشر في 17-09-2023
آخر تحديث 16-09-2023 | 18:29
الحديث عن «المتقاعد» في المجتمع دائماً ما يذهب نحو «العطف» على هذه الشريحة التي يتم تصويرها على أنها معوزة، ومحتاجة، ويجب الاهتمام بها صحياً ونفسياً وكأنها من مخلفات حرب عالمية، وعلى جانب آخر يتكالب أعضاء في البرلمان على تقديم مقترحات لزيادة رواتبهم في دعاية انتخابية مكشوفة.
 مظفّر عبدالله

أول العمود:

إعلان جمعية طلبة كلية الحقوق نيتها رفع دعوى قضائية مستعجلة أمام المحكمة الإدارية لوقف تنفيذ قرار إلغاء الشعب المشتركة في جامعة الكويت تصرف صحيح لتصويب قرار وزير التربية غير المنطقي.

***

عدد المتقاعدين الكويتيين حتى نهاية عام 2022 يفوق الـ162 ألف فرد بقليل، بالطبع ليس كل متقاعد تنطبق عليه هذه الصفة، إذ جرت في السنوات الأخيرة مجزرة الإجبار على التقاعد لآلاف من الموظفين الأكفاء وإسكاتهم عبر منحهم مكافآت مالية لـ(إقالتهم فعلياً) بحجة أن هناك حاجة لتوظيف راغبين جدد في العمل!! وهي الحجة التي تكشف عجز الإدارة العامة عن توفير فرص وظيفية حقيقية وبناء قطاعات تشغيل جديدة سارعت الدول المجاورة لخلقها ونحن نتفرج على (فُرص) ديوان الخدمة المدنية في جهاز إداري متخم بالبطالة!

الشاهد أن الحديث عن «المتقاعد» في المجتمع دائماً ما يذهب نحو «العطف» على هذه الشريحة التي يتم تصويرها على أنها معوزة، ومحتاجة، ويجب الاهتمام بها صحياً ونفسياً وكأنها من مخلفات حرب عالمية، وعلى جانب آخر يتكالب أعضاء في البرلمان على تقديم مقترحات لزيادة رواتبهم في دعاية انتخابية مكشوفة.

لو اطلع وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان على تجارب دول راقية ومتحضرة في كيفية تعاملها مع المتقاعدين لصمتوا عن حديث (الطرارة) السائد تجاه المتقاعدين، فهناك هيئة الخبراء المسنين في ألمانيا، وجامعة المتقاعدين في اليابان، وهيئة الأرشيف الوطني وبرنامج (المُرافق الكبير) في أميركا وغيرها الكثير التي تشكل نماذج رائعة في استمرارية إدخال المتقاعد في عملية الإنتاج والعمل واستغلال الخبرات.

المتقاعد ليس (شحاذاً) بل هو فرد عادي وطبيعي كالموظف يستطيع العمل والتفكير والإنتاج، وسياسة الغَرف من المال العام وصرفها بشكل مُذل بين فترة وأخرى، والاقتراحات غير المحسوبة التي تدور حول المال العام هي التي تسيء فعلاً إلى هذه الشريحة.

ومن نتيجة المذبحة التي تجري في تصفية الموظفين جلوس المئات منهم في المقاهي صباحاً ومساءً بلا (شغلة ولا مشغلة) بعد إخراجهم من الوظيفة في سن مبكرة، ويكمل ذلك انتشار الأمراض بينهم بسبب الفراغ وانعدام المسؤولية الحقيقية تجاههم وعدم النظر لهم كطاقات منتجة، ولا أملك دليلاً على أن حالات الجلطة التي أعلنها وزير الصحة قبل أيام، وأصابت 12475 فرداً عام 2021 بينهم شريحة معتبرة من المتقاعدين.

من المؤكد أنك ستواجه أيضاً مقولة: المتقاعد محظوظ لأن الحكومة تمنحه وسام (عافية) للعلاج المجاني!

back to top