الدهلوي شاعر هندي يكتب باللغة العربية

• العرب لم يعيروه اهتماماً ولم يذكروه في مؤلفاتهم

نشر في 13-09-2023
آخر تحديث 13-09-2023 | 18:26
غلاف الإصدار
غلاف الإصدار

يضيء أكاديميان كويتيان على اللامية الهندية للشاعرعبد المقتدر الدهلوي الذي خصصها في مدح الرسول الكريم، ويقدمان نموذجاً من شعراء الهند يكتب باللغة العربية ليكون متاحاً للراغبين في البحث أو الدراسة.

ويقدم الأكاديميان، وهما الأستاذة بكلية الآداب بجامعة الكويت. د.نسيمة الـغيث، والأستاذ في كلية الآداب بجامعة الكويت د. عبدالله القتم، دراسة موضوعية وفنية خلال إصدارهما «عبدالمقتدر الدهلوي وقصيدته اللامية الهندية في مدح خير البرية».

وفي الإصدار، قدم الغيث والقتم نبذة عن الشاعر الدهلوي وعصره ومدى الاهتمام بالعربية وآدابها، وذكرا أنه:» ولد في بلدة تهانيسر على بعد حوالي 160 كلومتراً من دلهي (العاصمة الهندية) سنة 701 هـ الموافق سنة 1301م، وهو شاعر هندي عظيم تغنى بشعره الهنود، وأحبوه ووقروه، وتجاهله العرب، ولم يذكروه، كان همه لغة العرب وشعرهم وقادته عاطفته الدينية إلى التغني بأمجادهم، غير أن العرب لم يعيروه اهتماماً، ولم يذكروه في مؤلفاتهم، فغاب ذكره عنهم ولم يطلع معظمهم على شعره، ومكانته الشعرية في أوساط شعراء العرب غائبة، وبينما كنا نبحث عن شعر الهند المكتوب بالعربية وجدت اسمه ضمن شعرائها، فأردت التعرف عليه، وعلى ما نظم من قصائد، فكانت هذه القصيدة الجليلة من أبدع ما نظمه. يعد القاضي الشيخ العالم الشاعر عبد المقتدر الدهلوي بن القاضي محمود بن القاضي سليمان الشريحي الكندي، من سلالته».

شعراء الهند

وفي الإصدار، يذكر الباحثان أن الدهلوي، لم يكن معروفاً عند مؤرخي الأدب العربي، وقصيدته التي أسماها «لامية الهند» هي في مدح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهذا البحث يبرز شاعر اللامية هذه، ونقدمه للوطن العربي، لكي ينتبه النقاد إلى شعراء الهند الآخرين لمعرفة إنتاجهم، وأساليب النظم عندهم. يحتوي هذا البحث على أهمية كبيرة لنقاد الأدب، وتاريخ الشعر العربي، حيث إنه يبرز اهتمام الشعوب غير العربية باللغة العربية وثقافتها، ولدى تلك الشعوب اهتمام خاص باللغة العربية، وإسهام بعض العلماء غير العرب في تطور ثقافات اللغة العربية، وخاصة تلك البلاد البعيدة عن الوطن العربي.

توجد في الهند مجموعة من الشعراء الذين نظموا قصائدهم باللغة العربية، ولكنهم عاشوا مغمورين لم يصل إنتاجهم للبلاد العربية، ومن هؤلاء الشعراء عبدالمقتدر الدهلوي، الذي عاش في القرن الثامن الهجري، وله قصيدة طويلة مكونة من واحد وتسعين بيتاً تسمى بلامية الهند، وهي من أجود قصائده، يتشبه فيها بشعراء العرب في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

الجمال الأدبي والبحث الفني

وعن تفاصيل الدراسة، يوضح المؤلفان: «ينقسم هذا البحث إلى قسمين، أولهما: نص القصيدة الكاملة، والثاني شرح كل بيت من أبياتها شرحاً لغوياً مع ذكر المعلومات الهامشية، بالإضافة إلى ملامحها الفنية وما فيها من نواحي الجمال الأدبي والبحث الفني، ومحاكاة لبعض شعراء العرب في بعض الجوانب الفنية، ونأمل أن يتنبه نقاد العرب، ومؤرخوهم إلى شعراء العربية وأدبائها من خارج الوطن العربي».

وفي خاتمة البحث، يكتب المؤلفان عن إصدارهما المشترك، أنها هذه محاولة جادة لفهم هذا الشاعر الدهلوي، مع وجود مآثره الأدبية المحمودة التي بذلها الشاعر الدهلوي في إثراء الشعر العربي وتحبيب الثقافة العربية إلى المعمورة، على نهج الأقدمين من الشعراء العرب، وهذه القصيدة من أهم ما نظمه القاضي عبد المقتدر الدهلوي، ومن أطول ما نظمه هذا الشاعر الهندي العظيم، الذي أوجد في ربوع الهند بيئة عربية مولعة بالشعر والأدب، تتذوق بهما، وتنير الدرب لمن أتى بعده من الشعراء الهنود، الذين نظموا كما نظم، ولكن شاء القدر أن نبرز هذا الشاعر المجد، ونقدمه للعالم العربي، ونضع أمام النقاد شيئاً من أثر الهند.

back to top