أرض السافلين

نشر في 12-09-2023
آخر تحديث 11-09-2023 | 19:50
 د. نجم عبدالكريم

هذه الرواية كان علي أن أتجلد بالصبر لأتم قراءة 388 صفحة أدخلني فيها كاتبها أحمد خالد مصطفى دهاليز متاهات عوالمِ حافلة بخيالاتٍ جنونية يراها منتشرة في عالمنا العربي، وبالذات في القضايا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والفنية، فجعل من كل هذه الحقول إنما هي تدور في أفلاك السفالة، وضرب الأمثلة عبر الاستشهاد بأحداث الرواية، ففي سطورهِ الأولى يخاطب القارئ قائلاً:

***

أرض السافلين التي تُهدر فيها كل القيم، ويبيع فيها الإنسان شرفه ووطنه، ويخون زوجته، فكل القوانين في عُرف السفلة لا يؤخذ بها، فالإنسان السافل لا يُبالي بشيء... ثم يتوجه المؤلف بالخطاب إلى القارئ ليقول:

* ألقِ بهمومك في القُمامة التي بجانبك، فإنني سوف آخذك إلى أرضٍ ليست كأي أرض، أرض السفلة، سُكانها سفلة، أرض هي أسفل قدميك، القتل فيها مسموح، والاغتصاب، والسرقة، والمخدرات، والدعارة... والاختطاف، وأكل لحم البشر وسلخهم أحياء، والكذب، والإرهاب، فكل هذا مسموح به في عالم السفلة.

***

ليس هذا عالماً افتراضياً تجود به قريحتي المريضة - كمؤلف - بل عالم حقيقي موجود... وسأعلمكم - في هذه الرواية - كيف تدخلون إلى هذا العالم في لحظات، وكيف تخرجون منه في لحظات... ثم سأترك كل واحد منكم لضميره، فإما أن يُصبح سافلاً مع السافلين، وإما أن يكون راشداً مع الراشدين... ولستُ مسؤولاً عنك أو عن أي مريضٍ نفسي سيكونه بعد زيارة هذا العالم.

***

وعالم السافلين الذي يقصده مؤلف الرواية لخصه بـ «ديب ويب» وطرح سؤال: هل أضاء هذا الاسم في مخيلتك شيئاً؟!

* إنهم يسمونه - إنترنت - فهل هناك سفالة في هذا العصر أكثر سفالةً من الإنترنت؟!

***

انتهيت من قراءة هذه الرواية، وهي كما أرى ليست خاضعة لحرفة الرواية، وإنما هي خليط من الأحداث، والأبحاث، والتاريخ، والمقال وكلها تصب في تأكيد العنوان الذي اختاره المؤلف.

back to top