شريم وحكومة يا دهينة

نشر في 08-09-2023
آخر تحديث 07-09-2023 | 20:11
 حسن العيسى

خائفة، مترددة، محتارة، لا تملك نقطة من الخيال، مفلسة من أي تصورات مالية واقتصادية، هي هذه الحكومة التي تتقدم خطوة وبلمح البصر تتراجع عشرين خطوة للخلف، ويا خوفنا من غد مجهول ترسمه هذه الحكومة التي ليست مجرد نماذج حكومات سابقة وإنما تمثل أردأ صور من سبقها.

في اختبار بسيط يؤكد حقيقة حكومة «يا دهينة لا تنكتين»، قدم لنا وزير المالية الجديد نموذجاً حياً لنهج هذه الحكومة، بفرض أنها تملك نهجاً وبرنامج عمل للمستقبل، فالوزير تراجع ونفى بتردد ما نشرته هذه الجريدة عن «طلب وزارة المالية استعجال قوانين الدين والضريبة المضافة والضريبة الانتقائية...» حين وصف خبرها بأنه غير دقيق، وردت عليه «الجريدة» (عدد أمس) بنشر صور من مصادرها الموثوقة.

انهالت على الوزير الجديد، بعد نشر نفيه المخجل، عبارات الشكر والتمجيد من نواب فصيلة «اليوم لي... وغداً بعلم الغيب»، وكأن هذا الوزير حقق معجزة اقتصادية...!

هل كان تصريح وزارة المالية السابق عن قوانين الدين العام والضريبة يشكل جريمة وفضيحة حتى يسارع الوزير الحصيف إلى نفيه! الجريمة في حق هذا البلد فقدان السلطة قدرة المبادرة، وعجزها عن المواجهة وغياب مطلق للشفافية هي الجريمة الأبدية مع تلك الشاكلة من الحكومات الاسترضائية، لماذا لم يقف هذا الوزير ومعه كبار حكومة «يا دهينة» ويواجهوا انتقاد النواب أو اعتراضهم بالحجة العقلانية وبكشف حقيقة أوضاع البلد المالية وعجزها المتنامي؟

ليس الحديث عن الضريبة بكل صورها يمثل خطأ جسيماً، فلا يوجد اقتصاد حقيقي بدول العالم دون الضرائب التي هي أداة السلطة لإدارة الاقتصاد وتحقيق أهداف الدولة المختلفة إلا في دول الريع المريضة مثل حال هذه الدولة، لكن ما العمل مع هذا الواقع المزيف والمريض والذي تصر السلطة على استمراره...؟ ما العمل غير ترديد عبارة «انفخ يا شريم» دون كلل...؟

back to top