الانقلابات البيضاء في القارة السمراء

نشر في 08-09-2023
آخر تحديث 07-09-2023 | 18:22
 نايف صنيهيت شرار

لطالما شهدت وتيرة الانقلابات العسكرية في إفريقيا تراجعا نسبياً خلال العقود الأخيرة، مما شكل بيئة مناسبة نوعاً ما لتحقيق نوع من الاستقرار الملحوظ، إلا أن انتهاء «الحرب الباردة» أوائل تسعينيات القرن الماضي، ربما جعل المناخ قد أصبح مهيأً سياسياً وعسكرياً لتطفو الظاهرة في «القارة السمراء» على السطح من جديد.

فقد شهدت هذه القارة منذ عام 2012 أكثر من 41 انقلابا أو «محاولة»، والقاسم المشترك في الانقلابات الأخيرة أن قادتها شباب ذوو رتب عسكرية صغيرة أحيانا، كما أنها لم تكن «دموية» كما كان يحدث سابقاً.

واللافت أيضاً في خضم تلك الاضطرابات أنه لم يتمخض عنها اغتيالات، ولا تبنى الانقلابيون خطاباً حاداً مناهضاً للغرب، خصوصاً فرنسا، حيث لا تعد هذه الانقلابات العسكرية خروجاً عن مسار ديموقراطي أو خروجاً عن العباءة الغربية، إنما تعد داعمة لمحاولة إخراج الدول الفرانكوفونية في إفريقيا عن التبعية الفرنسية بما لها وما عليها، وطردها من «القارة السمراء» كليا.

وفي المقابل، وعلى الجبهة الغربية والفرنسية بصفة خاصة، التي لها نفوذ كبير في إفريقيا فما زالت تراقب الأوضاع غير المستقرة في عدد من البلدان الإفريقية التي تؤثر على مصالحها، محاولة التفكير في الطريقة الأنسب للتدخل لحماية مصالحها في تلك الدول، مؤكدة أن السياسة كانت وستبقى «لغة» أو «لعبة المصالح» كما يحلو للبعض أن يسميها.

back to top