بالعربي المشرمح: القيادة والإدارة!

نشر في 08-09-2023
آخر تحديث 07-09-2023 | 18:19
 محمد الرويحل

القيادة ليست منصباً أو وظيفة فقط، بل هي صفة للشخص المبادر ذي الفكر والعقل الناضج الذي يستطيع اتخاذ قرارات حاسمة وحكيمة، ويرسم السياسات المناسبة، ويحمل رؤية تجعل الآخرين يقتدون به ويسعون لاتباعه لتحقيق الأهداف، بعكس الإداري أو المدير الذي ينتهج الموجود في منصبه من نظام وفقاً لصلاحيات وظيفته، دون أن يحدث تغييراً أو تطويراً، وإن أحدث فلا يتعدى ذلك حدود صلاحياته.

وعادة ما يكون القيادي صانع قرار، ويمتلك الأفكار والرؤى، ومؤثراً على فريق عمله، ومتعاوناً معهم وحاسماً لا يتردد في المضي قدماً ليحقق الأهداف المرجوة، ويسعى ليكون مميزاً في أدائه، وهو الأمر الذي نفقده منذ زمن، وما زلنا نعانيه في إدارة الدولة ومؤسساتها.

لدينا موظفون كبار، وعملياً يصح أن نصفهم بالمديرين الذين يتبوءون المنصب وفق النهج والنظام الموجود لديهم، لا يملكون حق التطوير، وليس لديهم رؤية جديدة تجعلم مميزين عمن سبقهم، ويتأثرون بردود الأفعال، وسرعان ما يتراجعون عن قراراتهم، لذلك افتقدنا القيادة والمبادرة والرؤية المستقبلية، وثبتنا على النهج القديم ذاته، وسرنا على النظام السابق نفسه رغم كل التغيرات العالمية والإقليمية التي حدثت حولنا.

القائد في أي عمل يجاهد ليميز نفسه عمن سبقه، فيصنع الأفكار والمبادرات التي تناسب فترته، ويكون حازماً في قراراته التي يؤمن بضرورة تطبيقها لتحقق رؤيته، وهو أمر لم يعد موجوداً في واقعنا، خصوصاً بعد فترة ليست ببسيطة من حقبة سادها العبث السياسي، وتسيدها الصراع على النفوذ والمال، فخلقت لنا مديرين كباراً يتبعون سياسات عقيمة ومتخلفة، بلا جدوى سوى إرضاء هذا الطرف أو ذاك.

يعني بالعربي المشرمح:

نحن بحاجة إلى قادة لديهم الأفكار والرؤى، ويملكون القرار والحسم في تنفيذ برنامجهم، وفقاً للعصر الذي نعيشه وتعيشه بقية الدول التي كانت تنظر لنا في السابق كقدوة لها، واليوم سبقتنا بمسافات طويلة وعميقة يصعب اللحاق بها، ونحن ما زلنا على نهجنا السابق في التعيينات لإدارة الدولة ومؤسساتها فقط لنرضي أطرافاً كانت سبباً فيما نعيشه من تخلف في كل الميادين، فهل سنجد القائد الذي يخرجنا من هذا النفق لنبدأ مسيرة التقدم والازدهار ونلحق بركب بقية محيطنا على الأقل؟

back to top