هل تغيّر ذخائر اليورانيوم الأميركية مسار حرب أوكرانيا؟

• زيلينسكي يتجه لإعلان تعبئة جديدة ويلوّح بضرب أهداف على بُعد 1500 كلم داخل روسيا

نشر في 03-09-2023
آخر تحديث 02-09-2023 | 19:36
قيادة محطة خميلنيتسكي النووية تشرف على دورة تدريب يوم الخميس (أ ف ب)
قيادة محطة خميلنيتسكي النووية تشرف على دورة تدريب يوم الخميس (أ ف ب)
وسط آمال بتحقيق تغيّر جذري لمسار الحرب الدائرة على أراضيها منذ أكثر من 19 شهراً، حصلت أوكرانيا على الضوء الأخضر لتلقي أولى شحنات ذخائر اليورانيوم المستنفد من الولايات المتحدة، على غرار بريطانيا، التي أرسلت هذا النوع من السلاح المشعّ المثير للجدل في وقت سابق هذا العام.

في خضمّ التساؤلات عن فاعلية الكم الهائل من المساعدات العسكرية الغربية في تحقيق اختراق جدي يُجبر روسيا على التراجع واللجوء إلى التفاوض، قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لأول مرّة إرسال ذخائر خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا، التي أكدت قدرتها على ضرب أهداف روسية على بعد 1500 كيلومتر.

وأشارت وثيقة اطّلعت عليها «رويترز»، وأكد محتواها مسؤولان أميركيان بشكل منفصل، إلى أن إدارة بايدن سترسل هذه القذائف، التي يمكنها تدمير الدبابات الروسية، خلال أسابيع، كجزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة من المقرر الكشف عنها الأسبوع المقبل.

وقال المسؤولان الأميركيان، إن قيمة المساعدات الجديدة لكييف ومحتوى الحزمة، التي من المرجح أن تثير الجدل، لم تتحدد بشكل نهائي بعد، لكنها ستتراوح بين 240 و375 مليون دولار.

وعلى الرغم من أن بريطانيا أرسلت قذائف اليورانيوم المستنفد في وقت سابق هذا العام، فإن هذه ستكون أول شحنة ترسلها الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب قرار سابق لإدارة بايدن بمد أوكرانيا بقذائف عنقودية، على الرغم من المخاوف من تأثير هذه الأسلحة على المدنيين.

ويثير استخدام قذائف اليورانيوم المستنفد جدلاً كبيراً، إذ يقول المعارضون، مثل التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم، إن هناك مخاطر صحية جسيمة من ابتلاع أو استنشاق غبار اليورانيوم المستنفد تشمل السرطان وتشوّه المواليد.

حرب الخليج

واليورانيوم المستنفد هو ناتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم، ويستخدم في القذائف، لأن كثافته الشديدة تمنح القذائف القدرة على اختراق طبقات الدروع بسهولة والاشتعال الذاتي، مثيرة سحابة حارقة من الغبار والمعادن.

واستخدمت الولايات المتحدة اليورانيوم المستنفد بكميات ضخمة في 1990 و2003 خلال حربَي الخليج والعراق وأثناء قصف حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا السابقة عام 1999.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الدراسات التي أجريت في يوغوسلافيا السابقة والكويت والعراق ولبنان «تشير إلى أن وجود بقايا يورانيوم مستنفد منتشرة في البيئة لا يشكّل خطراً إشعاعياً على سكان المناطق المتضررة».

ومع ذلك قد يزيد وجود المواد المشعّة من صعوبة مهمة تنظيف أراضي أوكرانيا بعد الحرب. وتتناثر في أجزاء من البلاد بالفعل قذائف غير منفجرة من القنابل العنقودية وغيرها من الذخائر ومئات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد.

ضربات وتعبئة

إلى ذلك، أكد سكرتير مجلس الأمن والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، قدرة الجيش الآن على الوصول إلى أهداف في الأراضي الروسية، تبعد 1500 كلم، باستخدام أسلحة لديه بالفعل.

وقال دانيلوف، إن مثل هذه الأهداف البعيدة لم تعد تمثّل صعوبة، نظراً إلى أن أوكرانيا تطور برنامجها للصواريخ والطائرات المسيّرة منذ بعض الوقت. وأضاف أن الصواريخ المستخدمة في الأراضي الروسية من أصل أوكراني.

وأشار إلى البرنامج الصاروخي، الذي يتم تطبيقه منذ عام 2020، وأيضاً حقيقة أن الكثير من الشركات تشارك في إنتاج طائرات مسيّرة و«كل هذا سيحقق نتائج».

موسكو تجازف بتقسيم قواتها... وهجمات الزوارق والمسيّرات لا تتوقف بالقرم وبيلغورود

وفي حين أطلع متحدث الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان على احتياجات مواصلة القتال وتشكيل «فرق عمل لتطبيق صيغة كييف للسلام»، تحدثت صحيفة Asia Times عن تقارير تفيد بأن «كييف ستتخذ الشهر الجاري محاولة لإجراء تعبئة كبيرة في سبتمبر الجاري»، مرجّحة أن «تأتي بنتائج عكسية على الرئيس فلاديمير زيلينسكي، لأنها ستضم طلاباً جامعيين».

وأكدت الصحيفة أن أوكرانيا قد استخدمت كل وحداتها الاستراتيجية الاحتياطية تقريباً، وتقوم الآن بتجديد صفوف جيشها بعسكريين أقل استعداداً للقتال تم تجنيدهم في مدينة لفوف، ويتم إرسالهم إلى منطقة كوبيانسك.

تقسيم القوات

في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأنه في حين أن القوات الروسية تحاول أن تصدّ بشكل متزامن الهجوم الأوكراني المضاد في جنوب أوكرانيا، كما تهاجم في الجهة الشرقية، فإنها معرّضة لخطر تقسيم قواتها.

وقالت الوزارة البريطانية، في بيان، إن روسيا تواصل التقدم في كوبيانسك وتحاول إجبار كييف على تقسيم وحداتها بين الجنوب والشرق، مضيفة: «بالوضع في الاعتبار المكاسب المتواضعة التي حققتها روسيا بالقرب كوبيانسك منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد في يونيو، فإنها تسعى على الأرجح إلى الاستفادة من هذا بمواصلة توفير الموارد للمحور». غير أن روسيا نفسها قد تكون مجبرة بهذا على تقسيم قواتها للحيلولة دون حدوث تقدّم أوكراني بالجنوب في محور أوريخيف.

ووفقا للتحليل، وصلت القوات الأوكرانية إلى أول خط دفاعي روسي رئيسي رغم جهود القوات الروسية الجوية وجيش الأسلحة المشتركة الروسي الـ 58 لوقفها.

مسيّرات وزوارق

وعلى الأرض، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إنها أسقطت 3 طائرات مسيّرة أوكرانية فوق منطقة بيلغورود، وذلك غداة اعتراضها هجوماً مماثلاً على المقاطعة ذاتها.

كما أعلنت «الدفاع» الروسية التصدي، فجر أمس، لعملية مزدوجة لاستهدف جسر القرم بواسطة زورقين مسيّرين في مياه البحر الأسود.

وأفاد حاكم مقاطعة بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف، بأن الدفاعات الروسية تصدت لمسيّرتين في منطقتي كوروتشانس وياكوفليفس الحضريتين، وأسقطتهما على الفور، مؤكداً مقتل مدني بضربة صاروخية أوكرانية على قرية حدودية.

وقال حاكما منطقتي بريانسك وكورسك المجاورتين إن مجموعة من القرى على الحدود تعرّضت لهجوم أوكراني، وأصيبت امرأة في منطقة كورسك.

بدورها، اتهمت مقاطعة دونيتسك الجيش الأوكراني، أمس، بقصفت أحياء ماكسيميليانوفكا، وغاليتسينوفكا، وبتروفسكي وكويبيشيفسكي وكيروفسكي، في المدينة وبلدة غورلوفكا المجاورة. بقذائف عنقودية من عيار 155 مم، تسلمتها من الولايات المتحدة أخيراً.

وقالت السلطات المعيّنة من روسيا في الجزء الخاضع لسيطرتها بمنطقة خيرسون إن كييف شنت هجوماً بطائرة مسيّرة على قرية ماسليفكا، مما أدى إلى إصابة مدني.

back to top