رحيل ياس خضر وكريم العراقي يشعل مواقع التواصل
• بدر نوري: رحل وذكراه في قلوبنا
• غيابهما شكّل صدمة لمحبيهما وخسارة للأغنية العراقية
توفي المطرب العراقي الكبير ياس خضر والشاعر كريم العراقي، أمس الأول، وبرحيلهما تفقد الأغنية العراقية الكثير من ألقها، حيث قدما للساحة الغنائية الكثير من الأغنيات الجميلة.
وأعلنت نقابة الفنانين العراقيين، في بيان، أمس الأول، وفاة الفنان العراقي ياس خضر عن عمر ناهز الـ85 عاما، مضيفة: «رحيل صوت الأرض الفنان ياس خضر الذي وافته المنية مساء هذا اليوم في بغداد بسبب مرض عضال سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون».
ويعد ياس، وهو من مواليد مدينة النجف عام 1938، أحد أبرز مطربي جيل السبعينيات في العراق، حيث بدأ مسيرته الفنية عندما التقى لأول مرة بالملحن محمد جواد أموري، وكان هذا اللقاء ثمرة إنتاج أغنية «الهدل»، التي حققت نجاحاً كبيراً لدرجة أنه في ذلك الوقت أطلق عليه «مطرب الهدل»، وأصبح الاسم الجديد لياس، وغنى بعد ذلك «أبو زركة»، لكن هذه الأغنية لم تشتهر مثل «الهدل».
وعقب ذلك التقى خضر الملحن كمال السيد، وقدما معا أغنية المكير، من كلمات الشاعر زامل سعيد فتاح، وظل ياس ينتقل من ملحن إلى آخر فتعاون مع الملحن نامق أديب ليلحن له أغنية تايبين، التي لاقت نجاحا كبيرا، ثم تتالت النجاحات عبر أغنيات كثيرة راسخة في أذهان محبيه.
ولم ينته مشوار ياس خضر في العراق فقط، بل امتد إلى أستراليا ولندن وأميركا، بعدما صارت له جماهيرية كبيرة ومعجبون ومحبون في جميع دول الخليج العربي، مما جعله أحد نجوم الغناء العراقي، وقدم العديد من الألبومات الغنائية الناجحة، وكان آخر ألبوماته «ليل الوداع» عام 2010، ومن أشهر أغنيات الراحل: الهدل، أبو زركة، مجروحين، إعزاز، لا يا ولدي، مرينا بيكم حمد، تايبين، البنفسج، أه يا ليل، يا حسافة، مسافرين.
وخلف الراحل ياس خضر تأثيرا كبيرا في الأوساط الغنائية العربية، حيث ترك إرثا غنائيا كبيرا ومتنوعا، ونظرا لهذه المكانة الكبيرة رثاه الكثير من المطربين والفنانين والشعراء والإعلاميين، مستذكرين أجمل أغنياته.
وفاة العراقي في أبوظبي
وتوفي الشاعر الغنائي كريم العراقي، أحد أبرز كُتاب القصيدة الشعبية الغنائية العراقية، أمس الأول، عن 68 عاماً، في مستشفى بالعاصمة الإماراتية (أبوظبي)، إثر معاناة مع المرض.
وكان العراقي يمضي أوقاتاً طويلة بالمستشفى في السنوات الأخيرة، لتلقي العلاج، بسبب إصابته بالسرطان.
وقد عُرف العراقي، المولود في بغداد عام 1955 لعائلة تنحدر من جنوب البلاد، بتنوع اهتماماته الأدبية والفنية والصحافية. وكان من أهم كُتاب الأوبريت الغنائي والقصيدة الوطنية والعاطفية.
وكتب العراقي، الحاصل على شهادة في علم النفس وموسيقى الأطفال، خلال مسيرته الطويلة مئات الأغنيات التي أداها عدد كبير من مشاهير الغناء العرب.
لكن اسمه ارتبط خصوصاً لدى الجمهور العربي بتعاونه الطويل مع المغني العراقي كاظم الساهر، الذي وضع صوته على عشرات الأعمال الغنائية التي ألّف كلماتها كريم العراقي، بينها: «ها حبيبي»، و«نزلت للبحر»، و«المستبدة».
وعبَّر الساهر عن حزنه لرحيل العراقي. وكتب عبر «إكس» (تويتر سابقاً): «الصديق ورفيق الدرب... في ذمة الله، رحم الله الفقيد، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان».
وارتبط اسم الشاعر الراحل أيضاً بأشهر المطربين العراقيين، عبر قصائد غنائية حققت شهرة بأصواتهم، من بينهم: سعدون جابر، وياس خضر، ورضا الخياط.
وكتب العراقي، الذي عُرف بقربه من الطبقة الفقيرة، قصائد وطنية مغناة، من أبرزها: «الشمس شمسي والعراق عراقي» بصوت الملحن الغنائي العراقي جعفر الخفاف، و«عراق الكرامة» بصوت المغنية المغربية سميرة سعيد.
وغادر العراقي، الذي اشتُهر أيضاً بقصائده الحماسية الموجهة إلى المقاتلين العراقيين إبان معارك الحرب العراقية- الإيرانية، البلاد في تسعينيات القرن الماضي، متنقلاً بين دول عربية عدة، قبل أن يستقر بنهاية المطاف في الإمارات.
كما يُعد العراقي، الذي بدأ مسيرته الفنية بكتابة أغاني الأطفال مطلع السبعينيات، واحداً من أهم كُتاب أدب الأطفال بالعراق في مجال السيناريو والقصص والمسرحيات المخصصة للأطفال. وفي رصيده أيضاً عدد من الدواوين والألبومات الصوتية.
ونشر معجبون بالشاعر الراحل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبارات النعي، تعبيراً عن الحزن لوفاة العراقي.
وأعرب المطرب بدر نوري عن حزنه لوفاة المطرب العراقي الكبير ياس خضر، الذي وافته المنية أمس الأول، بعد صراع مع المرض، وشيع جثمانه أمس عن 85 عاما.
ونشر نوري، عبر حسابه في «إنستغرام»، ملصق وفاة الفنان الكبير الملقب بـ «صوت الأرض وليل البنفسج»، مؤكدا حزنه الشديد لفقدان الساحة الفنية واحدا من أهم الأصوات العربية.
وأكد أن خضر رحل بجسده، إلا أن أعماله باقية وخالدة في قلوبنا والذاكرة لا يمحوها النسيان، مستذكرا بعضا من أشهر أغنياته مثل تایبین، والبنفسج، ومرينا بيكم حمد وإعزاز، ولو تزعل وچذاب، وحن وآنا حن، ومجروحين، وغيرها الكثير.
وقال نوري: «إنا لله وإنا اليه راجعون، رحمة الله عليك الأستاذ ياس خضر، الله يرحمك ويغفر لك».
موقع عبدالحسين ينعى خضر
أبّن موقع الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا الفنان ياس خضر، وكتب على موقعه في «إنستغرام»: بالأمس كان ينعى صديقه الراحل عبدالحسين عبدالرضا، واليوم ينعى فراقه أهله ومحبوه وجمهوره في الوطن العربي.
عظّم الله أجركم وأجر العراق خصوصاً بوفاة خضر، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، دعواتكم له بالرحمة والمغفرة.
وكان الراحلان عبدالرضا وخضر تجمعهما صداقة منذ زمن طويل، وحرص الأخير عقب وفاة عبدالرضا على تقديم واجب العزاء لأسرته الكريمة، وزيارة قبره آنذاك.