مونديال ألمانيا الغربية 1974... الطائر والقيصر

نشر في 10-11-2022
آخر تحديث 09-11-2022 | 19:13
تتويج منتخب ألمانيا الغربية بمونديال 1974
تتويج منتخب ألمانيا الغربية بمونديال 1974
بعدما خلع بيليه قميص البرازيل نهائيا، خلت الساحة في مونديال 1974 أمام كرة شاملة بطلها الهولندي الطائر يوهان كرويف، لكن ألمانيا الغربية المضيفة والمتخوفة أمنيا، بعد أحداث أولمبياد ميونيخ، أخمدت ثورة الطواحين البرتقالية، رافعة لقبها الثاني بقيادة القيصر فرانتس بكنباور.

وأولت ألمانيا الغربية الأمن اهتماما خاصا، خصوصا بعد حوادث 1972 الدامية، وزاد الاهتمام لأنها وقعت مع ألمانيا الشرقية بمجموعة واحدة، وتنقلت المنتخبات بحماية الشرطة، وزُنّرت بعض مقراتها بأسلاك شائكة، وانتشر قناصة على الأسطح في بعض المباريات الحساسة، على غرار مواجهة الألمانيتين، وخصصت سبع طوافات لمراقبة النهائي.

هامبورغ 74

وستبقى مواجهة الألمانيتين تاريخية، وزاد من شهرتها فوز الشرقيين بهدف المهندس الميكانيكي يورغن شبارفاسر، أمام نحو ألفين من أنصارهم تمكنوا من عبور جدار برلين.

وتفادت ألمانيا الغربية هولندا القوية والبرازيل حاملة اللقب في الدور الثاني، ورغم ذلك قال قائدها بكنباور: «هدف شبارفاسر أيقظنا من سباتنا، لولاه لما أصبحنا أبطال العالم».

في التصفيات، ودّعت إنكلترا بطلة 1966 على يد بولندا وحارسها يان توماشيفسكي، مُبعد ركلتي جزاء ضد السويد وألمانيا الغربية في الدور الثاني، في طريقها نحو المركز الثالث على حساب البرازيل، والتي شهدت تتويج صانع الأقفال غرزيغورز لاتو هدافا (7).

وارتأى الاتحاد الدولي تغيير نظام البطولة، فألغى ربع النهائي ونصف النهائي، لصالح مجموعتين في الدور الثاني.



وبلغ معدل المتفرجين 48 ألفا، وكان ميونيخ الأولمبي درة الملاعب بتصميمه الحديث، فيما عكّر الشتاء في عزّ الصيف بعض المباريات. وشهدت هذه النسخة أول حالة طرد بالانذارات للتشيلي كارلوس كاسيلي ضد ألمانيا الغربية.

وفشلت البرازيل «العجوزة» في تكرار ملاحم 58 و62 و70، فخيّب ريفيلينو وجايرزينيو الآمال في غياب بيليه.


ملصق مونديال 1974 ملصق مونديال 1974
ملصق مونديال 1974


فوتبول توتال

في هذا الوقت كانت هولندا العائدة إلى المونديال بعد غياب منذ 1938 تفرض معادلة جديدة: «الكرة الشاملة».

مع المدرّب والملهم رينوس ميخلس، ابتكر يوهان كرويف مفهوم الـ «فوتبول توتال»، وهو نظام لعب مرن يعتمد على الضغط المكثف، حشد الهجمات وتبادل في المراكز.

وكانت هولندا على وشك الخروج من التصفيات أمام بلجيكا، لولا إلغاء هدف صحيح لجارتها في الدقيقة قبل الاخيرة في أمستردام. هدّد لاعبوها بالانسحاب لعدم تسديدات مكافآت التأهل، لكنها اصبحت لاحقاً أفضل فريق لم يحرز كأس العالم.

وبات اسم كرويف رديفاً للكرة الشاملة: طويل ونحيف، يملك مهارة خارقة بالمراوغات المتعرّجة، تسارعاً رهيباً ومخيّلة واسعة.

لقنت هولندا خصومها دروساً قاسية، فراح ضحية كرويف ويوهان نيسكنس وجوني ريب ورود كرول وآري هان وروب رنسنبرينك منتخبات عريقة مثل الاوروغواي (2-0)، الأرجنتين (4-0) والبرازيل (2-0)، الا ان القيصر بيكنباور وألمانيا الغربية حرموا المنتخب البرتقالي من المجد العالمي.

back to top