ليست قطر لوحدها فكلنا مستهدفون

نشر في 10-11-2022
آخر تحديث 09-11-2022 | 18:45
 وليد عبدالله الغانم اشتدت خلال الأسابيع القليلة الماضية الهجمة الإعلامية ضد دولة قطر وتنظيمها لبطولة كأس العالم، وتنوعت الأكاذيب والافتراءات من التقليل في حقها بالتنظيم وإساءة لمجهودها خلال سنوات متتالية، وتشكيك في قدراتها في إدارة هذا التجمع الضخم، والانتقاص من موروثها الثقافي المرتبط بالإسلام والعروبة، وهذا هو السبب الرئيس في تلك الحملة.

لا يريد الغرب نجاح العرب في أي مهمة ولو كانت بطولة جماعية، لا يريد الغرب تسلم العرب زمام المبادرة في أي شأن ولو كان من قبيل الهوايات، لا يريد الغرب عودة العرب إلى سكة العمل والتفوق ولو في مجالات رياضية، ليست تلك هي القصة فحسب إنما لا يمكن للغرب إخفاء غله وخوفه من عودة الانتماء بين العرب وتقوية الروابط بين الشعوب، ومن ثم استعادة الولاء مع الدول الإسلامية، وهو ما يظنه الغرب أكبر مهدد لسطوتهم وتحكمهم في الأنظمة السياسية والاقتصادية والتوازنات العسكرية حول العالم.



لن تنتهي الأمور ههنا، يريد الغرب فرض وصايته الدينية والأخلاقية على المنطقة تحت دعاوى الحريات الشخصية (كذبوا) والحقوق الإنسانية وهي كذبات اخترعوها لفرض ما يريدونه من أهوائهم وأجنداتهم ومصالحهم لاختراق البيئة الإسلامية وتحطيم فؤادها من الداخل، وهو ما نراه بجنون في دعمهم دعاوى الإلحاد والشذوذ والنسوية، ثلاثي الشيطان في هدم الفطرة الإنسانية وتعميم النموذج الساقط للبشر، وهذه هي خلاصة مخططات الغرب وتوجهاتهم العامة بمختلف أحزابهم وأنظمتهم ومؤسساتهم تجاه دولنا العربية والإسلامية.

يريد الغرب التوغل في هزيمة العرب نفسياً، يريد الغرب استمرار فرض الهيمنة الفكرية على المجتمعات العربية، يريد الغرب استمرار الشعور بالخسارة والضعف عند الأجيال العربية، يريد الغرب استمرار احتياجنا لهم بالصناعة والتجارة والزراعة، لذلك من الطبيعي أن يهاجم الغرب أي مشروع عربي ناجح ولو لم يكن له علاقة بالأمة والدين والعقيدة، فهم يريدون تحطيم العتبة الأولى حتى لا يبنى سلم العودة ولا يستقيم بناء الاكتفاء، وتظل دولنا ومجتمعاتنا خاضعة لهم، ولكن سنّة الحياة تقول إن دوام الحال من المحال، والتغيير لا بد منه بالعمل والإنجاز وبناء المجتمعات وتقوية الاقتصادات والتمسك بديننا الإسلامي العزيز.

والله الموفق.

back to top