البرهان يشيد بدعم مصر ويعلن مبادرة انتقالية

• «بلبلة» بشأن اعتقال «الدعم السريع» جندياً مصرياً
• مقتل 39 شخصاً بمعارك في دارفور

نشر في 30-08-2023
آخر تحديث 29-08-2023 | 19:54
السيسي مستقبلاً البرهان في القاهرة أمس (رويترز)
السيسي مستقبلاً البرهان في القاهرة أمس (رويترز)
أطلع رئيس مجلس السيادة السوداني الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على تطورات الأوضاع في بلده، وأشاد بدعم القاهرة في منعطف تاريخي للخرطوم، في حين تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بزعامة «حميدتي» في عدة مناطق بينها الخرطوم ودارفور.

غداة رفضه الضمني لمبادرة طرحها قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان «حميدتي» بهدف وقف الحرب التي اندلعت بينهما منتصف أبريل الماضي وتأسيس دولة جديدة، أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان عن تقديره للمساندة المصرية للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمرّ به، عقب لقاء جمعه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في مدينة العلمين، التي وصلها بأول زيارة خارجية له منذ اندلاع القتال بالخرطوم.

ووجّه البرهان، خلال مؤتمر عقده عقب المباحثات المغلقة مع الرئيس المصري، أمس، التحية للسيسي، والشعب المصري على استضافتهم الكريمة له وللشعب السوداني.

وقال البرهان: «أردنا أن نشرح تطورات الموقف للقيادة المصرية والشعب المصري، وقصدنا أن نضع القيادة المصرية في الصورة الصحيحة».

وأضاف: «نحن حريصون على وضع حدّ للحرب والمأساة واستكمال المسار الديموقراطي، ونحن في القوات المسلحة ملتزمون بأن نسعى إلى إقامة فترة انتقالية حقيقية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولته من خلال انتخابات حرة نزيهة يختار فيها الشعب من يريد أن يحكمه».

وشدد على أن القوات المسلحة قوات قومية وليست لديها أي نزعة للاستيلاء على السلطة أو الاستمرار في الحكم.

وتابع: «هناك بعض الأكاذيب التي تروّج بأن النظام السابق والجماعات الإسلامية والإرهابية، أصبحت تحتضن القوات المسلحة، وهذا الأمر أصبح كفزّاعة تستعمل لتدمير الشعب السوداني».

وأشار البرهان إلى أن السودان يواجه «حرباً مدمرة طالت كل الشعب وقامت بها مجموعات متمردة، ومارست أبشع أنواع جرائم الحرب في الخرطوم والجنينة ونيالا ومختلف المناطق».

وطالب العالم بأن ينظر إلى الحرب في السودان نظرة موضوعية وصحيحة، لاسيما أن هذه الحرب قامت بها مجموعات تريد أن تستحوذ على السلطة.وأفادت قناة «العربية» بأن البرهان قدم مبادرة سياسية تنص على فترة انتقالية تشمل حظر أي مجموعات مسلحة وتمتد من 9 إلى 18 شهراً.

من جهته، صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن السيسي أكد خلال اللقاء اعتزاز القاهرة الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات عميقة ومصالح مشتركة، مؤكداً موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمرّ بها. وأضاف المتحدث أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن السودان، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني وتطلعاته نحو المستقبل. وتناول اللقاء كذلك تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب البرهان بالمسار الذي انعقدت قمته الأولى أخيراً في مصر.

ووسط ترقّب لقيام البرهان بزيارة إلى السعودية التي تلعب إلى جانب الولايات المتحدة دوراً في جهود الوساطة الرامية لإنهاء الأزمة، نقلت قناة العربية عن مصادر أن رئيس مجلس السيادة أكد التمسك بانسحاب المسلحين من المدن كخطوة أولى لوقف النار.

وجاء ذلك في وقت قُتل 39 شخصاً، معظمهم من المدنيين في قصف بنيالا في ولاية جنوب دارفور، فيما تواصلت الاشتباكات المتقطعة بين طرفَي النزاع في العاصمة وأم درمان.

وكان البرهان قد وصل أمس الأول إلى بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، حيث يتردد أنه سيتخذ منها عاصمة مؤقتة، بعد خروجه المثير من مقر القوات المسلحة شبه المحاصر من عناصر «الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم الأسبوع الماضي.

وأفادت مصادر بأن «سقوط قذائف على منازل المدنيين في حي السكة الحديد بنيالا أدى إلى مقتل 39 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وبينهم أسرة قُتل كل أفرادها».

ووصف نشطاء، عبر موقع «إكس»، ما حدث في نيالا بأنه «مجزرة راح ضحيتها 39 طفلاً وامرأة ورجلاً في لحظات قليلة». ونيالا من أكثر المدن التي تتركز فيها المعارك بإقليم دارفور غرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.

والأسبوع الماضي، أعلن الجيش السوداني مقتل قائد فرقة المشاة بنيالا، وذكرت الأمم المتحدة في تقرير أن المعارك فيها خلفت منذ 11 أغسطس الجاري «60 قتيلاً و250 جريحاً و50 ألف نازح»، وأسفرت الحرب منذ اندلاعها عن مقتل نحو 5000 شخص، لكن الحصيلة الفعلية مرشحة لأن تكون أكبر، لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تماماً، وليس في الإمكان التنقل ومعاينة الوضع على الأرض. وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار.الى ذلك، اثيرت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة على موقع إكس «تويتر سابقا»، بعد انتشار فيديو يزعم القبض على جندي مصري في السودان من قبل قوات الدعم السريع.

وقالت مواقع التواصل الاجتماعي إن قوات الدعم السريع تبث مقطع فيديو وتدعي أنها اعتقلت مصريا يعمل كمهندس لصيانة مسيرات الجيش، في الوقت الذي تبحث فيه قرية مصرية عن 7 من أبنائها اختطفتهم قوات الدعم السريع منذ أكثر من شهرين.

back to top