خاص

سفير الصين لـ «الجريدة•»: شركاتنا مستعدة لتنفيذ «رؤية 2035»

• «نطمئن الكويتيين إلى أن بكين تتحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه مشاريعها معكم»
• 40 مليون دينار تكبدتها شركاتنا في مدينة المطلاع حفاظاً على سمعتنا
• بناء مدينة الحرير في الكويت بحاجة إلى تطبيق مواصفات وآلية جديدة
• بالتفاوض بين إيران والسعودية والكويت يمكن إيجاد حل منصف لحقل الدرة

نشر في 17-08-2023
آخر تحديث 16-08-2023 | 20:07
السفير الصيني والزميل يوسف العبدالله
السفير الصيني والزميل يوسف العبدالله

أكد السفير الصيني لدى البلاد، تشانغ جيان وي أن العلاقات مع الكويت متميزة خصوصاً أن العلاقات الدبلوماسية تعود لعام 1971 ومضى أكثر من خمسين عاماً وهناك مثل صيني مشهور «أي شخص بلغ عمره الخمسين هو شخص ناضج».

وقال السفير الصيني، خلال استقباله رئيس الوفد الإعلامي لـ«الجريدة» الزميل يوسف العبدالله على هامش الزيارة الأخيرة إلى بكين، إنه على مستوى العلاقات مع الكويت فهي ناضجة الآن بعد مرور خمسين عاماً، ولذلك العلاقات الصينية مع دول الخليج متميزة واستراتيجية والصين هي شريك استراتيجي في المنطقة، لا سيما أنها الآن أول شريك تجاري لدول الخليج.

بناء مدينة الحرير في الكويت بحاجة لتطبيق مواصفات وآلية جديدة

وأشار إلى القمة الصينية - الخليجية التي عقدت للمرة الأولى في الرياض ديسمبر الماضي وانتهت باتفاق واسع النطاق، معرباً عن اعتقاده بأن التعاون بين الصين ودول الخليج سيتسع وسيحقق إنجازات أكبر.

وذكر أنه في بداية العام الحالي أدت بلاده دوراً إيجابياً لتحسين العلاقات الإيرانية - السعودية وهذا التصرف يتفق مع التوجه العالمي لتحقيق التنمية واستقرار المنطقة ويتناسب مع رغبات الأطراف المعنية، كما أن إيران والكويت من الدول المهمة بمنطقة الخليج وإذا تحسنت العلاقات بينهما فسيساعد ذلك على استقرار وأمن المنطقة، وهذا يجلب المصالح لدول المنطقة.

وتابع: نحن مسرورون جداً بهذا التوجه الذي أظهر تحسن العلاقات في دول المنطقة، وهذا أظنه يساعد على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، خصوصاً أن العالم يمر بمرحلة مهمة ولاسيما في الدول العربية والتي تشهد اضطرابات ونزاعات، مؤكداً أن الشعوب العالمية تحب السلام وترغب بتحقيق السلام وانفراج الوضع في المنطقة سيساعد دول المنطقة لتحقيق التنمية والسلام.

الوساطة مع إيران

وعن دور الوسيط الذي لعبته بلاده مع السعودية وايران وفيما اذا كانت هناك جهود صينية حول حقل الدرة مع الكويت وإيران، قال جيان وي: «نعتقد أن إيران والسعودية والكويت يمكنها إيجاد حل منصف وعادل تجاه حقل الدرة من خلال التفاوض والتشاور والحوار، فهم لديهم الخبرة والحكمة والنظرة البعيدة حول هذا الموضوع، وأظن إذا كانت هناك رغبات ودية لتحقيق الاستقرار، فيمكن التوصل لإيجاد حل مناسب».

نهاية السبعينيات

وعن مشاركة الشركات الصينية في مشاريع التنمية والاعمار في الكويت، أفاد بأن الشركات الصينية في الكويت عديدة ومنها ما دخل الكويت منذ نهاية السبعينيات وأدت دوراً إيجابياً ومهماً لتنمية الكويت، خصوصاً عند الشركات الصينية في قطاع المباني وبناء الطرق والجسور والمبنى الجديد لبنك الكويت المركزي الذي قامت شركات صينية ببنائه، كما شاركت الشركات الصينية في بناء جامعة الشدادية والبنية التحتية لمدينة المطلاع السكنية، والشركات الصينية لديها القدرة والثقة وتهتم جداً بالجودة والموعد وأنجزت أغلب المشاريع في موعدها.

وقال السفير جيان وي: بعض الشركات الصينية واجهت الصعوبات والخسارة مثلما حصل في مدينة المطلاع بسبب سوء الفهم للتعاقد وكمية استخراج الصخور الضخمة في المشروع وما حدث تحديداً أن فحص التربة بالمشروع كان في إحدى الضواحي ذات الرمل الناعم في حين هناك ضواحٍ كانت مليئة بالصخور التي تفاجأت بها الشركة الصينية مما كبدها خسائر مالية فادحة بلغت أكثر من 40 مليون دينار كويتي، ولوكانت شركة منفذة أخرى لتخلت عن المشروع إلا أن الصين عبر شركتها الحكومية المنفذة رفضت إيقاف المشروع للحفاظ على سمعتها وعلاقاتها الكبيرة مع الكويت، وقامت باستكمال تنفيذ المشروع رغم الخسارة، وكان حجم الخسارة بمعدل 27 ضعفَ ما كان متوقعاً، الأمر الذي كان خارج قدرتهم وذلك لإيصال رسالة للشعب والحكومة الكويتية «اطمئنوا»، الصين تتحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه مشاريعها، ففي الكويت الآن هناك نحو 50 إلى 70 شركة صينية لديها القدرة والثقة لتحقيق شراكة مهمة مع الكويت لتحقيق رؤية 2035.

إيران والسعودية والكويت يمكنها إيجاد حل منصف وعادل لحقل الدرة

وعن وجود مشاريع قائمة للبدء في تنفيذها حول رؤية الكويت 2035، قال: نعم والجانب الصيني على استعداد لتقديم التعاون مع الكويت في كل المجالات وهذا يحتاج لتشاور وخاصة نرجو من الجانب الكويتي أن يوفر البيئة المعقولة والمنصفة للشركات الصينية ولاسيما أن الكويت الآن تستقبل الفرص الكبرى لتنميتها والصين على أتم الاستعداد لتعزيز التعاون في جميع المجالات مع الكويت.

المطور العقاري الصيني

وعن وجود رغبة مماثلة لتقديم تعاون المطور العقاري الصيني أسوة بالمطور العقاري الكوري بمدينة جنوب سعد العبدالله، أوضح أن «هذا يتوقف على نية الجانب الكويتي وظروف التعاون حسب الشروط ونحن على أتم الاستعداد للتعاون مع الكويت حول ذلك إلا أن المسألة تحتاج إلى تغيير بعض الأمور، فعلى سبيل المثال لو كان هناك تنسيق لبناء الصين مدينة الحرير في الكويت فيجب تطبيق مواصفات مختلفة تماماً عن المواصفات الأوروبية التي تعمل بها الكويت كما هو في مواد البناء ففي بلادنا لدينا جودة مختلفة للمواد ورؤية مختلفة في مواصفات البناء وبأسعار تنافسية وبجودة عالية، لا سيما أن الحكومة الكويتية الجديدة لسمو الشيخ أحمد نواف الأحمد حريصة جداً على تنفيذ المشاريع خلال مدد قصيرة، وهو ما يتيح ويسمح بآلية ومواصفات جديدة على سبيل المثال لا الحصر: الألواح الخرسانية الجاهزة، لا البناء بالآلية القديمة، مما سيوفر الكثير من الوقت لتنفيذ المشاريع في الكويت كما هو حاصل الآن في الكثير من المشاريع المنفذة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

«الجريدة•»... مميزة

ثمن السفير الصيني لدى البلاد، تشانغ جيان وي خلال حديثه جهود رئيس التحرير الزميل خالد هلال المطيري في إدارة جريدة «الجريدة»، مشيراً إلى أن تغطيتها لفعاليات الوفد الإعلامي في بكين وتنشجيانغ كانت مميزة.

الخبرة بتشغيل المطارات

أكد السفير الصيني أن بلاده لديها الخبرة الكبيرة في تشغيل المطارات العالمية، مؤكداً أنها على استعداد للتعاون في هذا الجانب، متسائلاً «لماذا حققت الصين نمواً سريعاً خلال 40 عاماً الماضية؟» مؤكداً أنهم استفادوا من خبرات الدول الأخرى لا سيما أن بكين تهتم جداً بالابتكار.

back to top