روسيا: دمج «الناتو» و«أوكوس» واستعجال لصدام نووي

• بوتين يتهم واشنطن وحلفاءها بصب الزيت على النار في أوكرانيا وصياغة نظام يخدم مصالحها في آسيا

نشر في 16-08-2023
آخر تحديث 15-08-2023 | 18:48
بوتين متحدثاً في مؤتمر الأمن بموسكو أمس     (رويترز)
بوتين متحدثاً في مؤتمر الأمن بموسكو أمس (رويترز)
في وقت تواصل كييف هجومها المضاد، الذي بدأته يونيو الماضي، اتهمت روسيا الولايات المتحدة وحلفاءها بالسعي لدمج حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع تكتل «أوكوس»، محذرة الغرب من استعجال الحرب النووية معها.

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، من مساعي الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين المتواصلة إلى تحديث قدراتهم الهجومية والتخطيط لدمج قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» مع تكتل «أوكوس»، الذي شكلته كل من أستراليا وأميركا وبريطانيا في سبتمبر 2021، ويركز جزء منه على بناء أسطول غواصات نووية بنهاية ثلاثينيات القرن الحالي وتطوير صواريخ فرط صوتية.

وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر موسكو الحادي عشر للأمن الدولي، حضره جمع من المسؤولين العسكريين الدوليين وشارك فيه كل من وزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو، قال بوتين: «الوضع في أوكرانيا مثال على سياسة صب الزيت على النار التي يمارسها الغرب الذي يسعى جاهداً لتأجيج الصراع في أوكرانيا وجر دول أخرى إليه».

وأضاف بوتين: «دول الناتو تواصل بناء وتحديث قدراتها الهجومية، وواشنطن تسعى جاهدة إلى إعادة صياغة نظام التفاعل بين الدول الذي تطور في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بما يخدم مصالحها بما في ذلك اندماج كامل لقوات الناتو مع هياكل تكتل «أوكوس»، وتتهم الصين أيضاً بتأجيج التوتر في منطقة آسيا والمحيطين، وتتسبب بسباق تسلح نووي يقوض النظام الدولي.

تسليح أوكرانيا

من ناحيته، شدد وزير الخارجية الروسي على أن «إمداد الولايات المتحدة والناتو لأوكرانيا بالسلاح يزيد بشكل كبير من خطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية».

وقال: «اليوم، تقوم الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي، ومن أجل إنقاذ مشروعهم الجيوسياسي لاستنزاف روسيا وتقسيم العالم الروسي، بضخ أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الحديثة، وإشعال الصراع أكثر فأكثر، إلا أن مسارهم المغامر وغير المسؤول يزيد بشكل كبير من خطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية».

وتابع: «نقدر الاهتمام الصادق للصين والبرازيل وجمهورية جنوب إفريقيا ومصر والهند وبلدان أخرى في الجنوب العالمي بالمساعدة في إيجاد طرق عادلة وواقعية للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، كما صرح بذلك الرئيس بوتين مراراً».

وحسب لافروف، فمن المهم بشكل أساسي أن تستند المقترحات ذات الصلة إلى فهم واضح للأسباب الحقيقية وطبيعة ما يحدث باعتباره نتيجة لتقويض الغرب لمبدأ عدم تجزئة الأمن.

ولفت لافروف إلى حقيقة أن كييف ورعاتها الغربيين يلجأون لكل الوسائل بهدف استدراج دول أخرى إلى دعم ما يسمى بـ»صيغة السلام» للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وجوهره هو المطالبة على شكل إنذار أخير بإعادة أوكرانيا إلى حدود عام 1991.

وحضّ لافروف «جميع من يتم استدراجهم إلى هذه اللعبة» على أن يتذكروا أن «نظام كييف أعلن صراحة عن مهمة القضاء على كل شيء روسي في الأراضي التي لا تخضع الآن لسيطرته، وهذا هو معنى مطلب إعادة أوكرانيا إلى حدود 1991 بالنسية لهؤلاء الناس».

موارد مستنفدة

بدوره، أعلن وزير الدفاع الروسي إن الموارد العسكرية الأوكرانية «شبه مستنفدة»، في وقت تشن كييف هجوماً مضاداً منذ يونيو لاستعادة أراض سيطرت عليها روسيا.

وقال شويغو في المؤتمر نفسه، إن «النتائج الأولية للأعمال العدائية تظهر أن الموارد العسكرية الأوكرانية شبه مستنفدة»، مؤكداً أن كييف لا تحقق «نتيجة» بالرغم من «الدعم الكامل» الذي يقدمه لها الغرب.

وأكد أن الحملة العسكرية في أوكرانيا، التي بدأت قبل نحو عام ونصف العام، كانت «اختباراً جدياً» للجيش الروسي، لكن روسيا نجحت في زيادة إنتاجها من المركبات المدرعة بشكل «كبير».

وفيما يتعلق بالأسلحة الغربية التي تم تسليمها إلى كييف، أكد شويغو أنها «ليست فريدة أو لا تقهر» بالنسبة للقوات الروسية.

وقال وزير الدفاع الروسي: «نحن مستعدون لمشاركة تقييماتنا لنقاط ضعف التجهيزات الغربية».

ووجه شويغو الشكر إلى الجنود الروس الذين قال إنهم يخوضون معركة ضد «النازية الجديدة»، مستعيداً خطاب الكرملين الذي يقول إن الهجوم في أوكرانيا يهدف إلى الإطاحة بنظام نازي جديد.

ويستضيف المؤتمر الدولي الحادي عشر للأمن في موسكو الذي ينظمه الجيش الروسي وعُقد أمس، أكثر من 800 ضيف من 76 دولة، ليس من بينها أي من الدول الغربية.

ميدانياً، أحبطت القوات الروسية محاولة أوكرانية للتوغل في منطقة بريانسك الحدودية، وأعلن حاكمها ألكسندر بوغوماز أن القوات العسكرية وحرس الحدود «أحبطا محاولة مجموعة من المخربين الأوكرانيين اختراق الأراضي الروسية» قرب قرية كوركوفيتشي.

في غرب أوكرانيا، استهدفت ضربات ليليّة مدينتَي لفيف ولوتسك. وقال رئيس بلديّة لفيف أندريي سادوفيي: «أُسقِط العديد من الصواريخ. لكن كانت هناك أيضاً ضربات أصابت مباني سكنية».

وفي لوتسك، قال يوري بوغولياكو حاكم منطقة فوليني: «وقعت ضربة» على مكاتب شركة عاملة في القطاع الصناعي، مشيراً إلى إصابة شخصين بجروح.

بولندا تقيم أكبر عرض منذ الحرب الباردة



أقامت بولندا أكبر عرض عسكري منذ الحرب الباردة، أمس، في العاصمة (وارسو)، وأظهرت قواها أمام دول حلف «الناتو»، فيما تأمل الحكومة أن يكون رسالة موجهة إلى موسكو وإلى الناخبين قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر.

وضم عرض يوم القوات المسلحة، الموافق للذكرى رقم 103 لنصر بولندا على الاتحاد السوفياتي في معركة وارسو، ألفي جندي، و200 من المعدات العسكرية، و92 طائرة، ودبابات أميركية وكورية، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع، فضلاً عن راجمات الصواريخ هيمارس، وأنظمة باتريوت للدفاع الجوي، ومركبات مشاة، وناقلات جند بولندية.

back to top