الإكوادور... ملاذ آمن اجتاحه العنف والاتجار بالمخدرات

نشر في 14-08-2023
آخر تحديث 13-08-2023 | 20:15
الجيش الإكوادوري يؤمن نقل سجناء أمس الأول (أ ف ب)
الجيش الإكوادوري يؤمن نقل سجناء أمس الأول (أ ف ب)

شكلت الإكوادور في الماضي القريب ملاذاً آمناً رغم موقعها بين البيرو وكولومبيا، أكبر منتجي الكوكايين في العالم، لكن منذ 2018، ازداد الاتجار بالمخدرات، إضافة إلى الاغتيالات المنسوبة إلى عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وقُتل المرشح الوسطي فرناندو فيافيسينسيو، الذي كان يحتل المرتبة الثانية بحسب استطلاعات الرأي، بالرصاص في ختام لقاء انتخابي مساء الأربعاء، وأوقف ستة كولومبيين بالقضية، وقتل شخص آخر خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

وأثار اغتيال السياسي صدمة، قبل الدورة الأولى من الانتخابات العامة المتوقعة في 20 أغسطس، وفيافيسينسيو صحافي سابق أجرى تحقيقات حول الاتجار بالمخدرات في الإكوادور، وقبل مقتله أعلن الأسبوع الماضي أنه تلقى وفريق حملته تهديدات بالقتل من عصابة الاتجار بالمخدرات «لوس تشونيروس».

وبلغ معدل جرائم القتل المرتبطة بالمخدرات 26 لكل 100 ألف نسمة منذ بداية العام، في زيادة تبلغ الضعف مقارنة بالعام الماضي، ما يمثل ارتفاعا غير مسبوق.

وضحايا العنف هم رؤساء بلديات وقضاة ومدعون عامون، إضافة إلى مدنيين بالعشرات ليس لهم سجل إجرامي، واتهم الرئيس غييرمو لاسو، الذي حارب العصابات بدون التمكن من التصدي لممارساتها، «الجريمة المنظمة» بإصدار أمر بقتل فيافيسينسيو.

وأكد وزير الداخلية الإكوادوري خوان زاباتا أن أكثر من 13 منظمة إجرامية تنشط في الإكوادور، بينها «لوس تشونيروس» الأقدم والأقوى المتحالفة حالياً مع كارتل سينالوى المكسيكي.

لكن المخابرات العسكرية تتحدث عن وجود نحو 26 عصابة مخدرات، وتعد لوس لوبوس العصابة الرئيسية المنافسة لـ«لوس تشونيروس»، وهي مرتبطة بكارتل «جاليسكو الجيل الجديد» المكسيكي.

وأوضح خبراء أن الحرب على المخدرات في المكسيك وكولومبيا دفعت كارتلات البلدين، إضافة إلى المافيا الألبانية، إلى الاستقرار في الإكوادور، حيث تستفيد من سهولة اختراق الحدود، والاقتصاد «المدولر»، وفساد الدولة، وعدم السيطرة على غسل الأموال.

ولتهريب المخدرات، تعتبر موانئ المحيط الهادئ نقطة استراتيجية لانطلاق الكوكايين إلى أوروبا والولايات المتحدة، ويرى خورخي ريستريبو مدير مركز سيراك الكولومبي للدراسات أن الكارتلات تنشط في الإكوادور «بكلفة إنتاج أقل»، ولكنه لفت إلى «صعوبة في الإكوادور غير موجودة في كولومبيا حالياً»، متابعاً: «تنتهج الإكوادور سياسة لمكافحة الجريمة المنظمة لا تمنع السلطات والمنظمات القضائية من أن تكون مخترقة من الجريمة المنظمة المرتبطة بتهريب المخدرات».

وأكد لويس كوردوفا ألاركون، مدير برنامج البحث حول النظام والنزاع والعنف في جامعة الإكوادور، أن بداية «العنف الإجرامي الشديد» يعود إلى انفجار سيارة مفخخة في يناير 2018، ودمر هذا الهجوم مركزاً للشرطة، وأسفر عن إصابة 23 في بلدة حدودية بكولومبيا، وكان الفاعل منشقاً عن «القوات الثورية» (فارك)، واغتال ثلاثة من أعضاء صحيفة «كيتو إل كوميرسيو» قبل أن يقتل على يد القوات الكولومبية في العام نفسه.

ورأى كوردوفا ألاركون أن «الإكوادور تشهد مزيداً من العنف بسبب طريقة تدخل الدولة في سوق الكوكايين عبر إسقاط القادة وزيادة مضبوطاته»، التي بلغت أكثر من 530 طناً على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وأوضح أن المنظمات الإجرامية تدافع عن مصالحها وبينها تهريب المخدرات والأسلحة والذهب، وقال إن الجريمة المنظمة «باتت تهاجم الدولة». وجراء انفجار السيارة المفخخة، تمت تصفية حسابات في السجون خلفت أكثر من 430 قتيلاً في نحو ثلاث سنوات.

وفيما يذكر بأساليب المخدرات المكسيكية، بدأت الجثث المقطعة تظهر في الشوارع، وتضاعفت الجثث المعلقة من الجسور وعمليات الخطف للابتزاز، تاركة ضحايا في أفضل الحالات مبتوري إصبع أو أذن.

back to top