حسين يفكر: ماذا قدمت السعودية للكويت في 1990؟

نشر في 11-08-2023
آخر تحديث 10-08-2023 | 18:33
 حسين محمد

في 2 أغسطس عام 1990 استيقظ الشعب الكويتي على صدمة لا تزال حاضرة في أذهانهم إلى يومنا الحالي، من بلدٍ كانت الكويت تقف بجواره بكل قوتها وحضورها السياسي، وعلى نحو 8 أعوام قدمت الكويت الدعم للعراق مادياً وإنسانياً وعسكرياً أثناء أزمته مع إيران، لكنها قوبلت بالخيانة ونكران الجميل.

غزا العراق أراضيها وسيطر عليها بطريقة غير شرعية، لم يكن هذا الحدث مؤلما للحكومة الكويتية وشعبها فقط، بل شمل ذلك المنطقة العربية المحيطة بأكملها، وفي ظل هذه العتمة تألق بريق الأمل والتفاؤل بفضل السعودية، ووجدت الكويت وأهلها الدعم القوي والدفء في قلب الشعب السعودي وقيادته.

في ذاك الوقت العصيب تحركت السعودية بسرعة، وبدأت بإرسال القوات العسكرية إلى الحدود مع الكويت بعد أن رفض النظام العراقي الانسحاب منها، وفتحت أبوابها وحدودها أمام الشعب الكويتي، واحتضنت حكومته، واستقبلت الكويتيين بحفاوة كبيرة، وقدمت لهم الدعم والمساعدة اللازمة، وتم توزيعهم على بعض المنشآت السكنية التي أُعدت مسبقا للعائلات السعودية، وقدمت لهم الدعم ماديا ومعنوياً منذ دخولهم الحدود حتى وصولهم إلى مقار السكن.

كما وفرت السعودية الإمدادات الغذائية والماء والرعاية الصحية للكويتيين الذين نزحوا إلى المملكة، وأصدر الملك فهد قرار مجانية الوقود للسيارات الكويتية، مما ترك أثرا كبيراً في نفوس الكويتيين، وخفف عنهم مصابهم، وكان بلسما شافيا يداوي جراحهم.

ولا تزال مقولة الملك الراحل عالقة في ذاكرة كل كويتي عاصر تلك المحنة، ومنحته الأمل في العودة إلى بلاده سالماً، حين قال، طيب الله ثراه: «إما بقاء الكويت والسعودية معاً أو ذهابهما معاً».

لم تكتف السعودية بذلك، فأعرب الملك فهد بن عبدالعزيز عن تضامنه الكامل مع دولة الكويت، ودعا دول الخليج العربي والدول الصديقة للتحالف مع السعودية لدعم الكويت وإعادة الشرعية إليها، حتى تمكنت السعودية من تشكيل تحالف يضم أكثر من 30 دولة، من ضمنها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وانخرطت السعودية بكل قوتها في الحملة العسكرية ضد العراق، وساهمت بشكل كبير في تنسيق الجهود العسكرية وتوفير الدعم المالي واللوجستي والعسكري في عملية «درع الصحراء».

وبفضل الدعم السعودي القوي تمكّنت الكويت من تحرير أراضيها من قبضة الاحتلال العراقي عام 1991، وكانت هذه الحرب تجربة حقيقية في الأخوة والتضامن بين الشعبين الكويتي والسعودي، ولا يزال دور السعودية في تحرير الكويت إرثًا عظيمًا، يستشهد به الكويتيون تخليداً واعترافاً بجميلهم.

back to top