بايدن وترامب يتواجهان... وتأثير داخلي وخارجي لـ «النصفية»

الجمهوريون يتعهدون بالتحقيق في الانسحاب من أفغانستان ومساعدات أوكرانيا ولا يستبعدون «العزل»

نشر في 08-11-2022
آخر تحديث 07-11-2022 | 20:48
يتوجه الأميركيون اليوم إلى صناديق الاقتراع في انتحابات نصفية، وصفها الجمهوريون والديموقراطيون بأنها حاسمة، وسيكون لنتائجها تأثيرات داخلية وخارجية.
تصدّر جو بايدن ودونالد ترامب مشهد اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، عشية انتخابات التجديد النصفي التي تجري اليوم وستحدّد إطار بقية ولاية الرئيس الأميركي، كما يمكن أن تمهّد الطريق لعودة سلفه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ويواجه الديموقراطيون صراعاً محموماً للحفاظ على الكونغرس، بعد سباق وصفه بايدن بأنه لحظة «حاسمة» للديموقراطية الأميركية، وفي الوقت الذي هيمنت فيه قضايا مثل التضخّم إلى حدّ كبير على الحملة. من جهتهم، يبدو الجمهوريون في وضع مريح يسمح لهم بانتزاع أغلبية في مجلس النواب، بينما يخشى العديد من الديموقراطيين خسارة مجلس الشيوخ، في هزيمة ستسمح لأعداء بايدن بتولّي المهمّة التشريعية بشكل شبه كامل خلال العامين الأخيرين له في البيت الأبيض. لكن الأمر لا يقتصر فقط على السياسات الداخلية، إذ إن السياسة الخارجية قد تتأثر في حال فاز الجمهوريون الذي يتململ الكثيرون منهم من دعم أوكرانيا، مما قد يعرقل مواصلة إرسال المساعدات الأميركية الى كييف، كما أن بعض القيادات الجمهورية انتقدت رد فعل بايدن على قرار «أوبك بلاس» الأخير بخفض انتاج النفط، وأدى الى توتر مع السعودية، وقال بعض الجمهوريين ان بايدن يحمل الرياض مسؤولية أخطائه في سياسة الطاقة.

وتظهر استطلاعات الرأي أنّ معظم الأميركيين قلقون بشأن الاقتصاد ويشعرون بأنّ البلاد تسير على الطريق الخطأ، مما أدّى إلى تقوية موقع المرشّحين الجمهوريين في مناطق كانت تبدو بعيدة المنال بالنسبة إليهم. وفيما تتاح جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 للمنافسة، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 100 مقعد وعدد من المناصب الحكومية، يضع الديموقراطيون آمالاً بشأن الآفاق التي قد يحقّقونها في هذا السباق. وقال السناتور عن نيوجرسي كوري بوكر لشبكة «آي بي سي» أمس الأول، «الحزب الموجود في البيت الأبيض عادة ما يخسر في الانتخابات النصفية ولكن الحقيقة هي أننا مازلنا نحافظ على مسار قوي، ليس فقط للحفاظ على مجلس الشيوخ ولكن للحصول على مقاعد إضافية». في هذه الأثناء، مُنح المرشّحون الديموقراطيون دفعاً قوياً خلال الحملة الانتخابية من قبل السياسيين الأكثر شعبية في الحزب، بمن فيهم الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون.

كما استفاد الجمهوريون من دعم وتشجيع قائمة أضيق من السياسيين، في ظل تسليط الضوء خلال الحملة الانتخابية في الأسابيع الأخيرة على ترامب الذي كان يغازل فكرة ترشّح محتمل للرئاسة في عام 2024.

وسيتنافس بايدن وترامب عشية الانتخابات، حيث يشارك الرئيس في تجمّع حاشد بالقرب من العاصمة في ولاية ماريلاند، بينما يخوض ترامب حملة انتخابية في إطار سباق مجلس الشيوخ المضطرب في أوهايو.

كان المشهد السياسي يميل بعيداً عن الديموقراطيين منذ الصيف، مع إظهار استطلاعات الرأي أنّ الجمهوريين يتموضعون للحصول على أغلبية من رقمين في مجلس النواب. وقال الحاكم الجمهوري لفرجينيا غلين يونغكين «سيكون ذلك دعوة إيقاظ للرئيس جو بايدن».

ورغم أنّ السباق في مجلس الشيوخ يبدو محتدماً، فإنّ الديموقراطيين يأملون في الحفاظ على هذا المجلس الذي يسيطرون عليه بغالبية ضيّقة بفضل نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تحمل الصوت الكاسر للتعادل.

وفي هذا السياق، تحتدم السباقات في بنسلفانيا ونيفادا وويسكونسن وجورجيا ونيو هامبشير وأوهايو، حيث يمكن لأيّ من هذه الولايات أن يغيّر ميزان القوى.

وخلال الحملة الانتخابية، ركّز الديموقراطيون على حقوق التصويت والحق في الإجهاض والرفاهية وفي حالة بايدن، على التهديد الذي يمثله الدعم المتزايد بين الجمهوريين المؤيدين لترامب لنظرية المؤامرة السياسية.

ويردّ الجمهوريون على ذلك مؤكدين أنّ التصويت للديموقراطيين يعني أنّه لن تكون هناك نهاية للتضخّم المرتفع وتصاعد جرائم العنف، وذلك في إطار سعيهم إلى جعل الانتخابات النصفية استفتاءً على الرئيس. ومع وصول نسبة تأييد الرئيس إلى نحو 42 في المئة، تجنّب بايدن الولايات الأكثر احتداماً. ولكنه شارك في الحملة الانتخابية إلى جانب رئيسه السابق باراك أوباما في بنسلفانيا السبت، في إطار جدول أعمال مليء بالمحطّات الانتخابية، بما في ذلك إلينوي وفلوريدا ونيويورك. ووبّخ الرئيس الأنصار المتطرّفين لـ «الرئيس المهزوم» ترامب، متوجّهاً للحشد بالقول «حقكم في الاختيار موجود على ورقة الاقتراع».

وقال الرئيس الديموقراطي أمام جمهور ملتزم إلى حد كبير بقضيّته، في جامعة سارة لورنس بشمال نيويورك «إذا ذهبتم جميعا للتصويت، فستُحفَظ الديموقراطية. هذه ليست مزحة». وأضاف «حان الآن الوقت بالنسبة إلى جيلكُم للدفاع عنها (الديموقراطية)، والحفاظ عليها، واختيارها»، مذكّرًا بهجوم 6 يناير 2021 الذي شنّه أنصار لترامب على مبنى الكابيتول.



واتهم ترامب الذي يواصل الادعاء بأنّ انتخابات عام 2020 سُرقت منه الديموقراطيين «المتطرّفين والمجانين» بالتسبب في «تراجُع وسقوط أميركا»، وذلك خلال مشاركته في تجمّعات انتخابية في نهاية الأسبوع في الولايات المتأرجحة.

واختار الأحد التحدث في ولاية فلوريدا المؤيدة للجمهوريين (جنوب). وفي ميامي، واصل الرئيس السابق تغذية التوقعات بشأن إعلان وشيك عن ترشّحه للرئاسة في عام 2024. وقال ترامب «ربّما سيتعيَّن عليّ القيام بذلك مرة أخرى»، فيما هتف أنصاره «سنواتٍ أربع أخرى! سنواتٍ أربع أخرى!»، في إشارة إلى مدة الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة.

وقال 48 في المئة من الناخبين المحتملين، في الاستطلاع الأخير التي أجرته شبكة «ان بي سي نيوز» على المستوى الوطني، إنهم يفضّلون كونغرس يسيطر عليه الديموقراطيون، بينما قال 47 في المئة إنهم يفضّلون أن يتولّى الجمهوريون زمام إدارة الكونغرس.

لكن 80 في المئة من الناخبين ذوي الميول الجمهورية قالوا إنهم متأكدون من أنهم سيصوّتون أو قاموا بذلك بالفعل، وفقاً لاستطلاع جديد أجرته «واشنطن بوست» بالتعاون مع «إي بي سي نيوز»، وذلك أعلى بست نقاط من الأرقام المتعلّقة بالحزب الديموقراطي.

وأدلى نحو 40 مليون أميركي بأصواتهم في وقت مبكر حتى بعد ظهر الأحد، وفقاً لـ «يونايتد ستايتس إيليكشنس بروجكت» (United States Elections Project)، متجاوزين بقليل الرقم الذي جرى تحقيقه في عام 2018.

إلى ذلك، أعلنت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال أن مرشحي حزبها لانتخابات التجديد النصفي المقبلة سيقبلون بالنتائج سواء فازوا أم لا، بينما يواجه ترامب تدقيقا في إصراره على إنكار نتائج العملية الانتخابية الأميركية. وأعربت ماكدانيال عن اعتقادها بوجود «زخم جيد» لدى الجمهوريين يمكنهم من استعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب.

وكان ترامب الذي لم يعترف حتى الآن بخسارته أمام بايدن قبل عامين يركز على الترويج لنظريات مؤامرة في الفترة التي تسبق الانتخابات. ويؤيد مئات من المرشحين الجمهوريين لانتخابات الأسبوع المقبل مزاعم ترامب التي لا دليل عليها عن التزوير عام 2020، وهناك عدد منهم أيضا يشكك بالنتائج المرتقبة بعكس تصريحات ماكدانيال المطمئنة.

وفي تصريحات لـ «سي إن إن» لم يستبعد زعيم الأقلية الجمهورية، كيفن مكارثي، محاكمة بايدن أو عزله. وقال إن «الجمهوريين لن يستخدموا محاكمة الرئيس بايدن تشريعيا كأداة سياسية، ولكن المحاكمة مطروحة وفق المستجدات المستقبلية».

وأضاف أن «التحقيق في الانسحاب الأميركي من أفغانستان ومصير الأموال والمساعدات العسكرية لأوكرانيا مطروح على الطاولة»، وأن «الأولوية ستكون لتشريع يعالج الهجرة على الحدود الجنوبية مع المكسيك». وكانت مجلة «رولينغ ستون» الاميركية كشفت أن ترامب يحاول أن يكتشف من الجمهوريين خططهم بشأن بايدن في حالة فوزهم في انتخابات الكونغرس.

ونقلت المجلة عن مصادر مطلعة أن «ترامب كان يسأل أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة عن عدد المرات التي يخطط الجمهوريون لعزل الرئيس (جو بايدن) إذا سيطروا على مجلس النواب». وأضافت أن أسئلة ترامب كانت تخص الأعمال الملموسة ومواعيد العزل المحتملة، مشيرة إلى أن الرئيس السابق حاول أيضا معرفة عدد الجمهوريين الذين يؤيدون فكرة عزل بايدن. وذكرت المجلة أن سبب أسئلة ترامب بهذا الخصوص قد يعود إلى «سجله الخاص المشكوك فيه»، لأنه أصبح الرئيس الوحيد الذي واجه محاولة عزله مرتين.

.

«طباخ بوتين»: تدخلنا وسنتدخل في انتخابات أميركا

قبل ساعات من الانتخابات النصفية الأميركية، قال رجل الأعمال الروسي، يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة «فاغنر» العسكرية التي يعتقد أن الكرملين يحركها، إنه تدخل في الانتخابات الأميركية، وسيواصل التدخل في المستقبل، وهو الاعتراف الأول من نوعه من شخصية وضعتها واشنطن رسمياً في دائرة المتورطين في جهود التأثير في السياسة الأميركية. وفي تعليقات نشرتها الخدمة الإعلامية الخاصة بشركته «كونكورد» لخدمات الضيافة المتعاقدة مع الكرملين، على موقع فكونتاكتي، المكافئ الروسي لفيسبوك، قال بريغوجين رداً على سؤال من موقع إعلام روسي: «تدخلنا في الانتخابات الأميركية ومازلنا نتدخل وسنواصل التدخل. نعرف كيف نفعل هذا على طريقتنا بحرص ودقة وسلاسة». وأضاف: «خلال عملياتنا متناهية الدقة، سنستأصل الكليتين والكبد دفعة واحدة». ولم يوضح تعليقه الغامض.

ويتهم بريغوجين، بشكل رسمي برعاية «مزارع المتصيدين» التي تضم شبكات من الأشخاص الذين ينشرون تعليقات تحريضية وغير صحيحة لإثارة الجدل عبر الإنترنت. وفي يوليو، عرضت وزارة الخارجية الأميركية جائزة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل الإبلاغ عن معلومات حول صلته بالتدخل في الانتخابات الأميركية.

ويوم الجمعة افتتحت «فاغنر»، التي يقاتل مرتزقتها في سورية وإفريقيا وأوكرانيا، مركزا لتكنولوجيا الدفاع في سان بطرسبرغ، وهي خطوة إضافية لبريغوجين، لتأكيد أوراق اعتماده العسكرية.

back to top