تغليف المعدة أم تغليف العلاج أسلم؟

نشر في 04-08-2023
آخر تحديث 03-08-2023 | 19:41
 د. روضة كريز

حمض الهيدروكلوريك الذي تفرزه المعدة يعد من أقوى المواد الكيميائية الحارقة، ويفرز هذا الحمض طوال اليوم بنسب معينة بإذن الله، ليحافظ على سلامة المعدة ويتمم عملية هضم الطعام، وابتداء التغذية الكاملة واللازمة للنمو، وذلك عن طريق تحليل الطعام وتكسيره كيميائياً بمساعدة الإنزيمات الهاضمة في المعدة والأمعاء، بمعادلات كيميائية معقدة ومنظمة.

كما أنه يعمل بذلك على إمداد الجسم بالمواد الغذائية ويحافظ على سلامته هو والأمعاء من الجراثيم والميكروبات المسببة للأمراض، في حين تفرز المعدة حمض الهيدروكلوريك بشكل سريع ونسبة أكبر عند رؤية الطعام، خصوصاً المشهي، كما يفرز بكميات أكبر قبل البدء بالأكل أو أثنائه، وهذه النسبة تعتمد على نوع الوجبة، وما تحتويه من دهون وبروتينات أو نشويات، ليتم عدد كبير من التفاعلات وتتحرر المواد الغذائية من الوجبة.

إن الفيتامينات والسكريات والبروتينات والدهون وغيرها من الأغذية كلها لازمة بجرعات متفاوتة لتمام المنفعة والاستفادة منها للحيوية الدائمة وتقوية العضلات ونشاط القلب وإمداده بالدم الكامل ليتم ضخه ونقله إلى جميع أنحاء الجسم بسلام، هذا بالإضافة إلى تحليل العلاجات والأدوية وإذابتها في الوسط الهضمي ومنه إلى الدم، ليتم توصيلها العلاجي والاستفادة منها، أيضا بتفاعلات كيميائية أخرى.

ومع انتشار الأمراض واختلاف أسبابها والتلوث الغذائي والجوي، عرف في علم الصناعات الدوائية طريقة لحماية العلاجات (الحبوب= المضغوطات) من حمض المعدة أن يبطل مفعولها، وفي الوقت نفسه يحمي المعدة من التأثير السلبي للمواد الدوائية، وذلك باختراع مواد تغلف الحبة العلاجية بمواد حافظة وتفي بالغرضين في الوقت نفسه.

وقد عملت آلية تغليف الحبوب على سهولة استعمال الأدوية المضغوطة وحسّنت طعمها للأفضل، ومنعت طعم ورائحة المادة الفعالة من التأثير العكسي على المريض، كما أن الغلاف يعمل على حماية المعدة من الألم والتخرشات والقرح، ويمنع مضاعفات المواد الفعالة للحبوب قدر الإمكان، ويسهل بلعها، كما أنها تؤمّن وصول المادة الفعالة إلى المفعول المراد منها بأقل تفاعل عكسي أو مضاعفات مع حمض المعدة نفسها، أو علاجات أو أغذية أخرى.

كثيرة هي المواد المغلفة للحبة العلاجية، وتختلف هذه حسب المادة الفعالة ووزنها وحسب التركيز المطلوب لذلك دون إفساد المادة الفعالة في العلاج، وحسب الغرض المراد منها، ومن الغلافات مواد سكرية أو مواد فعالة أخرى تعمل على حماية الدواء من الظروف المناخية والحرارة أثناء النقل أو من شدة الضوء حسب خصائصهً، وذلك لضمان وصوله إلى الأماكن النائية، وتتحمل حرارة الأماكن التي لا تستعمل التبريد في حفظ الدواء، غير أن الصناعات الدوائية دائما في تطور لتسهيل عملية وصول العلاجات اللازمة إلى أصحابها بأسرع وأسلم طريقة، وإن بعدت المسافات ونأت الأماكن، والعمل على تطبيق معايير السلامة واستيفاء المصنعين والموردين والمستوردين وتطبيقهم لمعايير الصحة والاستدامة.

back to top