السنغال مستعدة لإرسال جيشها إلى النيجر

• «المجلس العسكري» يرفض إعادة بازوم للسلطة ويرحب بالتحالف مع مالي... وواشنطن تجلي موظفين

نشر في 04-08-2023
آخر تحديث 03-08-2023 | 19:04
تظاهرة داعمة للانقلاب خارج السفارة الفرنسية في نيامي أمس (رويترز)
تظاهرة داعمة للانقلاب خارج السفارة الفرنسية في نيامي أمس (رويترز)
أصبحت السنغال أول دولة تعلن استعدادها لإرسال جيشها إلى النيجر في حال قررت مجموعة «إيكواس» التدخل عسكرياً لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى السلطة.

غداة رفض قائد المجلس العسكري، الذي استولى على السلطة في نيامي، الجنرال عبدالرحمن تياني، كل العقوبات والخضوع لأي تهديد، أعلنت وزيرة الخارجية السنغالية أيساتا تال سال، أمس، أن السنغال ستشارك في تدخل عسكري محتمل بالنيجر، إذا قررت منظمة «إيكواس» ذلك، في أعقاب الانقلاب في نيامي.

وفي حديثها للصحافيين، أكدت وزيرة الخارجية السنغالية الالتزامات الدولية لبلادها تجاه الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، خصوصا أن «هذا الانقلاب كان الفاصل. لكل هذه الاسباب سنرسل جنودا سنغاليين» الى النيجر.

وقال الجنرال تياني، في خطاب متلفز عشية ذكرى استقلال المستعمرة الفرنسية السابقة، إن «المجلس الوطني لحماية الوطن يرفض كل هذه العقوبات ويرفض الخضوع لأي تهديد أياً كان مصدره، ونرفض كل تدخل في الشؤون الداخلية للنيجر».

وشدد تياني، الذي نصب نفسه زعيماً للنيجر، على أن المجلس العسكري لن يرضخ للضغوط لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى السلطة، وهو ما يزيد من حدة المواجهة مع المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا (إيكواس) المؤلفة من 15 دولة، والتي هددت بالتدخل لإنهاء الانقلاب.

ولاحقا، أعرب المجلس العسكري عن سعادته بشأن احتمال التعاون الوثيق مع مالي، التي يسيطر عليها الجيش بعد انقلاب في مايو 2021، مشيرا إلى أن هناك تعاوناً جيداً بالفعل، خاصة في المجال الأمني.

وكانت مالي وبوركينا فاسو أعلنتا، في بيان مشترك قبل أيام، أن أي هجوم أو تدخل عسكري أجنبي في النيجر سيعتبر بمنزلة إعلان حرب عليهما، ويسيطر على السلطة في البلدين ضباط عسكريون لا يخفون صلاتهم الوثيقة بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

وأعلنت روسيا معارضتها أي تدخل أجنبي في النيجر، وهو موقف التقت فيه مع كل من إيطاليا والجزائر وليبيا.

نعم لروسيا

ورغم حظر التظاهر، تجمع أنصار المجلس العسكري في ساحة الاستقلال بنيامي أمس بدعوة من حركة إم 62 (M62)، وهي ائتلاف يضم منظمات المجتمع المدني «السيادية» للتعبير عن دعمهم للانقلاب.

ورفع المتظاهرون الذين قدروا بالآلاف أعلام البلاد ويافطات كتب عليها «لا لفرنسا نعم لروسيا».

أزمة كهرباء وشاحنات

وأظهرت وثيقة حكومية أمس الأول أن نيجيريا قطعت إمدادات الكهرباء عن النيجر، بينما تقطعت السبل بسائقي الشاحنات في نيامي بسبب إغلاق الحدود، وهي علامات مبكرة على تداعيات العقوبات الشاملة التي فرضتها «إيكواس»، ووصفها تياني بأنها «غير قانونية وغير عادلة وغير إنسانية».

وقال الجنرال كريستوفر موسى، رئيس أركان الجيش النيجيري، ورئيس قادة دفاع إيكواس، «مهمة استعادة الحكم الديموقراطي في النيجر محفوفة بالعقبات والتعقيدات المحتملة».

وأضاف موسى، خلال اجتماع رؤساء أركان جيوش «إيكواس» في أبوجا، «قراراتنا ستنقل رسالة قوية عن التزامنا بالديموقراطية، وعدم تهاوننا تجاه التغييرات غير الدستورية للحكومات وإخلاصنا في تحقيق الاستقرار الإقليمي».

واشنطن

وأمس الأول أعلنت الخارجية الأميركية خفض عدد موظفيها غير الطارئين في سفارتها بنيامي حرصا على سلامتهم، مؤكدة رفضها محاولة قلب النظام الدستوري فيها، كما أعلنت بريطانيا أنها ستخفض عدد الموظفين في سفارتها «نظرا للوضع الأمني».

من ناحيته، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن أمس إلى الإفراج الفوري عن رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم، وحماية الديموقراطية في هذا البلد، الذي يعد آخر نقطة ارتكاز للقوات الفرنسية في منطقة غرب افريقيا، مضيفا: «نقف إلى جانب شعب النيجر تكريما لشراكتنا التي بدأت قبل عقود، والقائمة على القيم الديموقراطية ودعم الحوكمة التي يقودها مدنيون».

وشدد بايدن على أن شعب النيجر لديه الحق في اختيار قادته، وأعرب عن هذه الرغبة في الانتخابات الحرة والمنصفة، التي فاز بازوم بها عام 2021، وتم على اثرها أول انتقال سلمي للسلطة.

وطالبت فرنسا، التي أنهت أمس عملية إجلاء 1079 شخصا، قوات الأمن النيجرية باتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في نيامي، خصوصا تلك التابعة لها، مجددة إدانتها بأشد العبارات أعمال عنف ارتكبتها «مجموعات منظمة ومجهزة» ضد سفارتها الأحد الماضي.

بكين

وقالت وزارة الخارجية الصينية، أمس، إنها تعتقد أن النيجر والدول في المنطقة تمتلك الحكمة والقدرة لإيجاد حل سياسي للوضع الراهن، مضيفة: «الرئيس بازوم صديق للصين، ونأمل ضمان سلامته الشخصية، وأن تتعامل الأطراف ذات الصلة في النيجر مع الخلافات بشكل سلمي عن طريق الحوار، انطلاقا من المصالح الأساسية للدولة والشعب»، وذلك دون تحديد الدول الإقليمية التي تشير إليها.

back to top