«إكواس» وفرنسا تلوحان بتدخل عسكري في النيجر

• عقوبات إفريقية تعزل نيامي
• تظاهرات داعمة للانقلابيين وروسيا أمام سفارتَي باريس وواشنطن

نشر في 31-07-2023
آخر تحديث 30-07-2023 | 19:46
تظاهرة داعمة لروسيا والانقلابيين في نيامي (رويترز)
تظاهرة داعمة لروسيا والانقلابيين في نيامي (رويترز)
مع دعوة المجلس العسكري في النيجر داعميه للنزول إلى الشوارع، هددت فرنسا بتدخّل فوري وحازم على استهداف مصالحها أو مواطنيها في هذا البلد، في وقت لوّحت مجموعة «إكواس» بتدخّل عسكري في حال رفض الانقلابيون إعادة الأمور إلى نصابها.

اتخذت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إكواس» سلسلة من الإجراءات العقابية الجادة ضد قادة الانقلاب العسكري في النيجر ملوحة باحتمال تدخل عسكري إفريقي غير مسبوق لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم، فيما هدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، برد فوري وحازم على أي هجوم على مواطنيه أو مصالحه في ثالث دولة في المنطقة تشهد انقلاباً منذ 2020.

وبعد مرور ساعات على تعليقه المساعدة التنموية ودعم الموازنة للنيجر رداً على الانقلاب العسكري على الرئيس العربي المنتخب، أعلن قصر الإليزيه أنّ ماكرون «لن يتسامح مع أي هجوم ضد فرنسا ومصالحها» في النيجر وسيرد «فوراً وبشدّة»، وذلك تزامناً مع خروج الآلاف في العاصمة نيامي تلبية لدعوة المجلس العسكري لتأييد الزعماء الجدد بقيادة الجنرال عبدالرحمن تياني.

وقال الإليزيه، إنّ «أي شخص يهاجم الرعايا الفرنسيين والجيش والدبلوماسيين والمقرّات الفرنسية، فسيرى ردّ فرنسا الفوري والشديد. لن يتسامح رئيس الجمهورية مع أيّ هجوم على فرنسا ومصالحها». وأضاف أنّ «فرنسا تدعم كل المبادرات الإقليمية» الهادفة إلى «استعادة النظام الدستوري وعودة الرئيس المنتخب محمد بازوم، الذي أطاح به الانقلابيون».

ورغم حظر الجيش للتجمعات، تظاهر الآلاف من داعمي الانقلاب العسكري والجنرال تياني أمام السفارة الفرنسية في نيامي، وحاول البعض اقتحام المبنى وانتزع آخرون اللوحة التي تحمل عبارة «سفارة فرنسا في النيجر»، وداسوا عليها ووضعوا مكانها علمي روسيا والنيجر وسط هتافات «تحيا روسيا» و«لتسقط فرنسا».

وانتشر عدد من الجنود أمام السفارة لتهدئة المتظاهرين قبل أن يتمّ تفريقهم بقنابل الغاز المسيل للدموع. وحيّا جندي من شاحنة صغيرة الحشد الذي كان يهتف «روسيا، روسيا!» و«يحيا الجيش النيجيري» و«تياني، تياني!»، في إشارة إلى رئيس المجلس العسكري، الذي أطاح بازوم وعين نفسه رئيساً مؤقتاً.

وتوجّه عدد قليل من المتظاهرين إلى سفارة الولايات المتحدة، التي أكد وزير خارجيتها أنتوني بلينكن للرئيس المخلوع محمد بازوم دعمه «الثابت» له.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن 500 إلى 600 فرنسي موجودون حالياً في النيجر، ونددت بـ«أي عنف ضد المقرات الدبلوماسية التي يعتبر أمنها من مسؤولية الدولة المضيفة».

عقوبات «إكواس»

في موازاة ذلك، عقد قادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) قمة طارئة أمس في أبوجا لتقييم الوضع وللبت في اتخاذ إجراءات أخرى للضغط على الجيش لاستعادة النظام الدستوري منها فرض عقوبات.

ولم تستبعد المجموعة الاقتصادية «استخدام القوة»، وأمهلت الانقلابيين أسبوعاً لاتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة النظام، ونددت بأقصى العبارات بانتهاك الدستور واحتجاز الرئيس.

وفرض قادة المجموعة عقوبات مالية واسعة وحظر سفر على المسؤولين العسكريين الضالعين في محاولة الانقلاب، ودعوا إلى استعادة النظام الدستوري بالكامل خلال أسبوع والإفراج الفوري عن بازوم بصفته الرئيس الشرعي وإعادته للسلطة.

وجمّد قادة «إكواس» أصول جمهورية النيجر في البنوك المركزية للدول الأعضاء بها، وأوقفوا جميع معاملاتها التجارية والمالية بينها وبين جميع الدول الأعضاء فيها.

ويمكن لقادة «إكواس» المكونة من 15 عضواً، والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا المؤلف من ثمانية أعضاء، تعليق عضوية النيجر في المنظمتين واستبعادها من البنك المركزي الإقليمي والسوق المالية وإغلاق الحدود.

ودعي إلى القمة وشارك فيها رئيس تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو رغم أن بلاده ليست عضواً في الجماعة الاقتصادية، ولكنها جارة للنيجر وهي أيضا قوة عسكرية في منطقة الساحل متحالفة مع فرنسا. ووصل ديبي الى عاصمة النيجر في وقت لاحق للقيام بوساطة.

تدخل وشيك

وعشية اجتماع إكواس، حذر قادة انقلاب النيجر من وجود تهديد «بحصول تدخل عسكري وشيك في نيامي».

وقال بيان تلاه العضو في المجموعة العسكرية أمادو عبدالرحمن عبر التلفزيون الوطني «يتمثل هدف هذا اللقاء بإقرار مخطط عدوان على النيجر من خلال تدخل عسكري وشيك بالتعاون مع الدول الإفريقية غير الأعضاء في الجماعة وبعض الدول الغربية»، مضيفاً: «نذكر إكواس أو أي مغامر آخر مجدداً بتصميمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا».

وأصدر المجلس العسكري بياناً ثانياً ليل السبت- الأحد دعا فيه المواطنين في العاصمة إلى النزول إلى الشوارع من الساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي للاحتجاج على «إكواس» وإظهار الدعم للقادة العسكرييين الجدد.

أفقر الدول

وجاء في بيان صادر عن مكتب الرئيس التشادي، أمس الأول، إن تشاد، الجارة الشرقية للنيجر والتي ليست عضواً في المنظمتين الإقليميتين، تلقت دعوة لحضور قمة إكواس.

والنيجر واحدة من أفقر دول العالم وتتلقى مساعدات تنموية رسمية تقدر قيمتها بنحو ملياري دولار سنوياً، وفقاً للبنك الدولي. كما أنها شريك أمني رئيسي لبعض الدول الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة، اللتين تستخدمانها كقاعدة لجهودهما الرامية لاحتواء أعمال عنف يشنها متشددون في منطقة الساحل بغرب ووسط إفريقيا.

ولقي الانقلاب العسكري في النيجر إدانة واسعة النطاق من جيرانها وشركائها الدوليين الذين رفضوا الاعتراف بالزعماء الجدد وطالبوا بإعادة بازوم إلى السلطة.

ولم يصدر أي تعليق من بازوم منذ فجر الخميس عندما احتجز داخل القصر الرئاسي، لكن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وآخرين يقولون إنهم ما زالوا يعترفون به رئيساً شرعياً.

وقرر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وقف الدعم المالي المقدم للنيجر وهددت الولايات المتحدة بفعل الشيء ذاته. وبعد اجتماع طارئ يوم الجمعة، أصدر الاتحاد الإفريقي بياناً يطالب فيه الجيش بالعودة إلى ثكناته واستعادة النظام الدستوري في غضون 15 يوماً. ولم يكشف الاتحاد عن الإجراءات الأخرى التي يمكن أن يتخذها.

back to top