فواز الخير و«مشروعك في الحياة»
ذات يوم كنتُ أستمع إلى أحد المشايخ، وهو يلقي درساً بعنوان «مشروعك في الحياة» يتحدث فيه عن ماهية المشروع أو الهدف الذي يمكن لكل منا أن يقدمه إذا سألنا رب العالمين يوم القيامة: ما أهم شيء قدمته في حياتك بعد أن أعطيتك كل شيء؟
هذا السؤال الكبير والعظيم في آن واحد جعلني أفكر ملياً وأستغرق كثيراً في التفكير في البحث عن إجابة له ماذا قدّم كل منا؟ من دون أن أجد إجابة مقنعة له، وحينما كنتُ أنتقل بين «البثوث» في برنامج «تيك توك» أثناء وقت الفراغ وربما بهدف إشغال ذلك الوقت وقعتُ على بث شخص اسمه المستعار «فواز الخير» من المملكة العربية السعودية.
وأكثر ما شد انتباهي أنه يقوم بعمل الخير ويقدم المساعدة للمحتاجين، فهو يساعد هذه الأسرة في توفير المواد الغذائية لها، ويساعد تلك العائلة في توفير احتياجات أطفالها، كما يقدم العون لذلك الرجل في سداد الديون عنه من خلال نشر الرابط الخاص بالمساعدات عبر منصة إحسان في السعودية، أو شراء المواد الغذائية لتلك المرأة من بعض المتبرعين عبر «بطاقات العثيم» وغيرها الكثير من المساعدات المختلفة والمتنوعة.
كان هناك عدد كبير من المتابعين لـ«فواز الخير» وكلهم يتسابقون للظهور معه في البث المباشر من خلال «القست» (ميزة من المزايا المدمجة بتطبيق تيك توك) كي يبثوا همومهم وشكواهم له لعله يساهم في حلها ولو بشكل مؤقت.
وحينما انتهى فواز الخير من بثه المباشر قررتُ متابعته في الأيام التالية، ووجدته في كل يوم على المنوال ذاته يفعل الأمر نفسه، يقدم المساعدات للآخرين من المحتاجين ويعاملهم برفق وإحسان ويكلمهم بتواضع جم وبلسان عذب.
وبعد متابعة دقيقة ومتأنية وسماع وقراءة الشكر والثناء الذي يقدمه المتابعون لصاحب ذلك الحساب على ما يقوم به والدعاء الذي يدعون به له ولوالديه أدركتُ المعنى الحقيقي الذي قصده الشيخ في درس «مشروعك في الحياة»، ذلك المشروع الذي يمكنك أن تفخر وتسعد به أمام رب العالمين، بأنك قمت به من أجل مساعدة الآخرين، ليس لشيء إلا من أجل الحصول على مرضاة الله عز وجل، لأنها غاية كل مؤمن ومسعى كل مخلص.
ولهذا لا يسعني في هذا المقام وهذا المقال سوى القول لفواز الخير «ربي يسعدك كما أسعدت الفقراء والمحتاجين، وأسأل الله عز وجل أن يكتب ما تقوم به في ميزان حسناتك يوم القيامة، فهنيئاً لك على مشروعك في هذه الحياة».