أبشروا بالسياحة العلاجية الكويتية

نشر في 28-07-2023
آخر تحديث 27-07-2023 | 18:48
 د. هشام كلندر

الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية يتزايد بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، ولدى الكويت ملف مماثل، فالإنفاق على خدمات الرعاية الصحية يزداد سنوياً، ففي 2016-2017 على سبيل المثال كانت تكاليف الرعاية الصحية 2.8 مليار دينار كويتي، في حين كان هذا الرقم، قبل عشر سنوات، أقل من نصف مليار دينار كويتي، والصرف على القطاع الصحي متوقع أن يتزايد في السنوات القادمة ما لم يتم تبني نموذج متكامل بنظرة شمولية للإصلاح الصحي.

وربما نظام الخدمة المجانية يتركها أكثر عرضة لسوء الاستخدام، مع عدم إغفال أن سوء الإدارة، والهدر، والفساد، والترضيات السياسية خصوصاً في ملف العلاج بالخارج قد يجعل المشكلة تتفاقم، وبناء على ذلك هناك حاجة إلى استخدام الموارد الحالية بكفاءة عالية، مع إيجاد طريقة جديدة لإدارة الخدمات الصحية في الكويت بفعالية وبشكل مستدام.

في علم اقتصادات الصحة أحد المفاهيم المهمة لزيادة العائدات من خلال تنفيذ سياسات التمويل الصحي، بما في ذلك سياسات زيادة الإيرادات (revenue raising policy)، التي تأخذ في الاعتبار البيانات العالمية والسياق المحلي لوضع استراتيجية تراعي الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

أحد الحلول المبتكرة لذلك هو الاستثمار في مجال الصحة، وإحدى الوسائل لذلك هي السياحة العلاجية، فبذلك تضرب أكثر من عصفور بحجر، فأنت توقف وتقنن ملف العلاج بالخارج، وتخلق سوقاً للسياحة العلاجية، وكذلك تبني قدراتك الإدارية، وكوادرك الوطنية، وتوفر فرصاً توظيفية، وتنعش اقتصادك وشركاتك المحلية أيضاً.

مليارات الدنانير صرفت على العلاج بالخارج في آخر 20 سنة، كان من الممكن على سبيل المثال استثمار هذه الأموال فيما يرتقي بالخدمات الصحية ويحقق الاستدامة المالية، على سبيل المثال لماذا لا يستثمر في جزيرة فيلكا عن طريق إنشاء مدينة طبية بالتعاقد مع أحسن المستشفيات العالمية مما يجعل الكويت واجهة للعلاج السياحي وفي الوقت نفسه توفر العلاج للكويتيين وما يترتب عليه من تكاليف السفر والإقامة والمرافقين والجهاز الإداري الذي يتابع ذلك وغيرها.

نأمل في القريب العاجل من الحكومة الالتفات لهذا الملف أسوة بمنطقة الخليج، فالسياحة العلاجية موجودة في رؤية أبو ظبي، والمملكة العربية السعودية، وغيرهما من الدول العربية والعالمية.

في السابق كنا سباقين وما زلنا نتميز عن غيرنا بالعنصر البشري الوطني، وسترون الإبداع متى أتيحت الفرصة لهم، بشرط توفير البيئة الصحية للإنجاز، فهل يا ترى سنعود إلى سابق عهدنا وتتحول الكويت إلى مركز دولي للسياحة العلاجية، ونبشر الجميع بأن الكويت أصبحت وجهة سياحية للعلاج والنقاهة الصحية؟

في الختام إصلاح القطاع الصحي على المستوى الوطني يحتاج إلا نظرة شمولية، وبلا شك فإن إدارة الخدمات الصحية بفعالية وبشكل مستدام وخلق مداخيل مالية مع ضمان توفير خدمات عالية الجودة أحد الأهداف التي يجب العمل عليها والاستثمار فيها.

back to top