طهران تفكك «خلية أوروبية» في الأهواز وتتهم واشنطن بتشكيل «داعش إيران»

نشر في 07-11-2022
آخر تحديث 07-11-2022 | 21:38
إيرانيون يتظاهرون في برشلونة دعماً لـ «الحراك الشعبي».(DPA)
إيرانيون يتظاهرون في برشلونة دعماً لـ «الحراك الشعبي».(DPA)
مع تواصل الاحتجاجات في إيران لليوم الـ 51، وتصاعد أعمال العنف خصوصاً في المناطق التي تسكنها أقليات عرقية أو طائفية، أعلنت استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، تفكيك «خلية متشددة مدعومة من دولة أوروبية» في محافظة خوزستان (الأهواز) التي تتركز بها الأقلية العربية، في وقت اتهم رئيس مجلس الشورى (البرلمان) محمد باقر قاليباف الاستخبارات الأميركية المركزية «CIA»، و«الموساد» الإسرائيلي بالعمل على صناعة «داعش إيراني» من خلال دعم الاحتجاجات وتحويلها إلى أعمال شغب إجرامية.

وبعد نحو أسبوع من تأكيد مصدر إيراني مطلع لـ «الجريدة» أن قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي حذر خلال اجتماع مع المرشد علي خامنئي من أن «عدم الحزم» قد يترتب عليه مواجهة البلاد لمصير مشابه لما تشهده سورية، نقلت وكالة «تسنيم» عن مصدر مطلع أن الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال أعضاء «خلية التخريب والاغتيالات» قبل تنفيذهم أي عملية.

وأكد أن «الخلية كانت بصدد تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات عربية في خوزستان لتكرار سيناريو القتل على غرار ما حصل في زاهدان وأردبيل».


رئيسي مجتمعا بقاليباف وايجئي في طهران ليل السبت ـ الأحد رئيسي مجتمعا بقاليباف وايجئي في طهران ليل السبت ـ الأحد
رئيسي مجتمعا بقاليباف وايجئي في طهران ليل السبت ـ الأحد
.

ويشير حديث المصدر عن «تكرار سيناريو القتل» إلى ما تشهده عدة أقاليم تتمركز بها أقليات عرقية ومذهبية من صدامات دامية، بين الأهالي وقوات أمنية غالبيتها من القومية الفارسية. وأسفرت المواجهات، بالمناطق التي تنشط بها جماعات انفصالية عن مصرع وجرح العشرات في وقائع وصفت بعضها بـ «المذابح»، وكان أبرزها في محافظات سيستان بلوشستان التي تقطنها الأقلية البلوشية السنية وأذربيجان الغربية ذات الأغلبية الأذرية، وكردستان الكردية التي انطلق منها «الحراك الشعبي» المطالب بتغيير نظام الجمهورية الإسلامية.

في غضون ذلك، لقي 4 من عناصر الأمن الإيرانيين مصرعهم، في حادث لم تتضح أبعاده ودوافعه بمدينة بمبور التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان. وذكرت السلطات أن جندياً قتل 3 شرطيين وزميلاً له داخل المخفر، فيما ذكرت تقارير أن النقطة الأمنية الواقعة على طريق سريع بين بمبور وإيرانشهر تعرضت لهجوم مسلح.

وتواصلت الاحتجاجات في مناطق متفرقة من إيران أمس، للأسبوع الثامن على التوالي، وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على محتجين في مدينتي مريوان وكرج بكردستان، بعدما بدأ الأهالي احتجاجات وإضراباً في الأسواق وأغلقوا عدداً من الشوارع.

من جهة أخرى، أوقف المصرف المركزي الإيراني بيع العملة الصعبة عصر أمس بعدما واجه موقع إلكتروني خصصه المصرف لبيع العملة الصعبة اختلالاً

وواجهت العملة الصعبة في إيران سقوطاً تاريخياً، حيث وصل سعرها إلى 365000 ريال للدولار الواحد.

.

وفي تفاصيل الخبر:

في خضم اتهامات غربية لها بالتورط في الحرب الروسية - الأوكرانية وتواصل الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير للأسبوع الثامن على التوالي، كشفت السلطات الإيرانية عن صاروخ جديد يطلق عليه «صياد B4» وأعلنت تحديث منظومة «باور 373» للدفاع الجوي.

وأزيح الستار عن الصاروخ البعيد المدى والمنظومة الدفاعية التي يبلغ مداها أكثر من 300 كيلومتر بحضور وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا آشتياني، وقائد القوة الجوية للجيش العميد علي رضا فرد ومجموعة من خبراء الصناعية الدفاعية.

وذكرت تقارير رسمية أن «صياد 4B» يحتوي على وقود صلب، وتم تقييمه تشغيلياً بالكامل لأول مرة، لافتة إلى أنه «تم رفع مدى رادار الكشف في نظام باور 373 من 350 إلى 450 كم، وزاد نطاق رادار الاشتباك لهذا النظام من 260 إلى 400 كم».

زعزعة الاستقرار



وغداة إعلان القوة الجوية لـ «الحرس الثوري» إطلاق صاروخ «قائم 100» الحامل للأقمار الصناعية، مشيرة إلى أن عملية إطلاقه تمت بنجاح، وصف متحدث باسم «الخارجية» الأميركية الخطوة الإيرانية بأنها «ليست ذات جدوى وتعمل على زعزعة الاستقرار». وأعرب عن قلق واشنطن من تطوير إيران المتواصل للصواريخ. وقال المتحدث إن «الولايات المتحدة لا تزال قلقة بشأن استمرار إيران في تطوير مركبات الإطلاق الفضائية، والتي تشكّل مصدر قلق كبير من انتشار الأسلحة». وأضاف: «تتضمن هذه الصواريخ الفضائية تقنيات متطابقة تقريباً وقابلة للتبديل مع تلك المستخدمة في الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الأنظمة الطويلة المدى».

وتابع المسؤول إن إطلاق الصواريخ الباليستية «يتحدى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231، الذي يدعو إيران إلى عدم القيام بأي أنشطة تتعلق بالصواريخ المصممة لتكون قادرة على إيصال أسلحة نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية».

وأعربت واشنطن، مراراً، عن قلقها من إمكانية تعزيز هذا النوع من عمليات الإطلاق تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، ليُصبح بمقدور إيران إطلاق رؤوس حربية نووية. لكن السلطات الإيرانية تُشدد على أنها «لا تسعى لتطوير أسلحة نووية». وأمس الأول، نقلت «واشنطن بوست» عن مصادر مطلعة قولها إن الولايات المتحدة أرسلت طائرات حربية باتجاه إيران بعد ورود أنباء عن استعداد إيران لشن هجوم على السعودية. ولم تحدد الصحيفة، متى بالضبط أرسلت الولايات المتحدة هذه الطائرات.

وأضافت الصحيفة الأميركية: «عندما حذّرت تقارير استخباراتية أخيرا من هجمات صاروخية باليستية وطائرات من دون طيار إيرانية وشيكة على أهداف في المملكة، أطلقت القيادة المركزية الأميركية طائرات مقاتلة متمركزة في منطقة الخليج تجاه إيران، كجزء من حالة التأهب القصوى العامة للقوات الأميركية والسعودية».

«داعش» جديد

في غضون ذلك، اتهم رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (CIA)، و»الموساد» الإسرائيلي، والمجموعات التابعة لهما بمحاولة صناعة «داعش إيراني» في ظل تواصل الاضطرابات المصاحبة لـ «الحراك الشعبي» المطالب بالتغيير، والذي اندلع منذ منتصف سبتمبر الماضي.

قاليباف يتهم «CIA» بصناعة «داعش» إيراني

وقال قاليباف، عقب اجتماع لرؤساء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في طهران، ليل السبت ـ الأحد، في إشارة إلى الأميركيين والإسرائيليين، «إنهم لا يبحثون عن تحقيق مطالب المحتجين، بل يريدون عمل تنظيم داعش جديد في الداخل الإيراني».

وأضاف: «عناصر داعش الجديد، مثل داعش في سورية والعراق، يعذّبون ويقتلون الأبرياء دون أي سبب، ومثلهم يفتخرون بنشر الفيديو عن جرائمهم». ولفت إلى أن «أعداء إيران لم يتمكنوا من التسلل للبلاد، لكنهم أعادوا إنتاج داعش من الداخل، ومن المؤسف أن بعض الشخصيات الثقافية والفنية والرياضية والسياسية تدعمهم». وأكد قاليباف والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس القضاء محسن إيجئي ضرورة «التحلي بمزيد من اليقظة حيال تهديدات الأعداء والتصدي لمؤامراتهم، والعناصر البغيضة المتواطئة معهم». وأعرب رؤساء السلطات العليا عن تقديرهم للتظاهرات المؤيدة لنظام الجمهورية الإسلامية و«الوحدة الوطنية» التي خرجت الجمعة الماضية.

خلية وهجوم

ويأتي تحذير رؤساء السلطات الثلاث في وقت أعلنت استخبارات «الحرس الثوري» تفكيك «خلية متشددة» في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران الذي تتمركز به الأقلية العربية. وذكرت مصادر «الحرس» أن الخلية «مدعومة من دولة أوروبية»، دون أن تحددها، مشيرة إلى أنه تم اعتقال أفرادها «قبل تنفيذهم أي عملية».

وأفادت المصادر بأن «المعتقلين اعترفوا بأنهم كانوا بصدد اغتيال شخصيات عربية في خوزستان، وتكرار سيناريو القتل على غرار ما حصل في زاهدان وأردبيل»، في إشارة إلى المواجهات الدامية التي نشبت بين أهالي بمدن في محافظة سيستان وبلوشستان التي تسكنها الأقلية البلوشية السنيّة وقوات الأمن والصدمات التي شهدتها مدن بمحافظة أذربيجان الغربية التي تسكنها العرقية الأذرية.

وتزامن ذلك مع مقتل 4 من عناصر الأمن في هجوم مسلح على مخفر شرطة بمدينة بمبور التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق البلاد.

احتجاجات جديدة

في غضون ذلك، أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق محتجين في مدينة مريوان الكردية بمحافظة كردستان غربي البلاد، بعدما بدأ الأهالي احتجاجات وإضراباً في الأسواق، وأغلقوا عدداً من الشوارع، واتهموا الأمن بقتل شابة من المدينة بالهراوات خلال زيارتها الى طهران. وأظهرت مقاطع مصورة اعتداء محتجين على أفراد أمن بمدينة كرج غربي طهران، وإشعال النيران في لوحة إعلانية تحمل صورة المرشد علي خامنئي في مدينة يزد، وسط البلاد.

back to top