مسرح الطفل
دائما ما نسمع بمقولة أن ما يقدم ليس مسرح طفل بل هو مجرد رقص دون أي قيمة مضافة، فهل هذا الأمر صحيح؟
فيما يتعلق بمسرح الطفل التربوي نعم صحيح لأن العروض التي تقدم في وقتنا الحالي تستهدف فئة عمرية مختلفة، فأغلب العروض الحالية تستهدف المراهقين من عمر 11 سنة فما فوق، ولهذا السبب أصبحنا نشاهد حضور العائلة بأكملها، أما في السابق فأغلب العروض يكون الأطفال برقفة المربيات، لأن ما يقدم مخصص للأطفال، مما يسبب لهم مللاً كبيراً.
أما المسرح العائلي الغنائي فلا تُطرح القضايا بعمق، فالمراهق سيفهم المغزى من العمل بشكل مختلف تماماً عن الناضج، وهنا يعتمد الأمر على وعي ولي الأمر في اختيار العرض المناسب لأبنائه، وهذا التطور جاء نتاج محاولات عديدة قام بها فنانون شباب، طوروا مسرح الطفل، وخلقوا مسرحاً جديداً بعد سنوات طويلة.
فكانت البداية من فرقة «ستيج قروب» بقيادة عبدالمحسن العمر ومحمد الحملي الى إنشاء محمد الحملي فرقته الخاصة «باك ستيج قروب»، وأكمل مشواره، وكذلك ظهرت هند البلوشي بالتعاون مع المخرج يوسف البغلي، وهنا ظهر لنا الفنان عبدالله عباس، واستمروا في نجاحهم بالتعاون مع فنانين شباب يحملون الهاجس نفسه، وظهر لنا المخرج بدر الشعيبي الذي لا أحد يشك في ذكائه الفني وأنه مخرج خطير. واستمروا في تقديم أعمال جميلة إلى أن قرر بدر أن ينشئ فرقته الخاصة، وحققوا نقلة نوعية في عمل الأحدب، كأول شركة كويتية تقدم عملا بالتعاون مع «ديزني» العالمية بعمل «أحدب نوتردام»، وكان عملا عالميا بكل المقاييس، وعملا سياسيا لمن يفهم ما بين السطور! فهل ما يقدم حاليا بدون قيمة مضافة؟
نعم هناك عروض ليس لها قيمة، ولكن هناك عروض مهمة وتطرح قضايا عميقة، وتطبق معايير المسرح الحقيقي، ليس مجرد «شو»، أما مسرح الطفل التقليدي فالوحيد حاليا الذي يقدم هذا النوع تقريبا هو الفنان محمد الحملي لأنه يستهدف الطفل من عمر 3 إلى 9 سنوات.