ولي العهد: الاستثمار في العنصر البشري رأسمال الوطن

قال سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، إننا إذ ندرك أن الاهتمام ببناء الإنسان هو الكيان لكل أساس وبنيان، فإن وطننا العزيز قيادة وحكومة يهتم بالاستثمار في العنصر البشري باعتباره رأسماله، وتهتم الكويت في رؤيتها بإصلاح نظام التعليم لإعداد شباب يتمتعون بقدرات تنافسية وإنتاجية لقوة العمل الوطنية.

جاء ذلك خلال استقبال سموه، بقصر بيان صباح اليوم، وزير التعليم د. حمد العدواني، حيث قدّم لسموه أبناءه وبناته الطلاب والطالبات أوائل المتفوقين دراسياً لخريجي الثانوية العامة للعام الدراسي 2022/ 2023.

وألقى سموه، كلمة أبوية لأبنائه وبناته الفائقين، تضمّنت توجيهاته السامية بأن يبروا بآبائهم ويحسنوا إليهم تكريماً لما قدّموه لهم من تلبية احتياجاتهم وتذليل العقبات من أجل تحصيلهم العلمي الذي أثمر هذا التفوق.

سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد متوسطاً الفائقين من ذوي الاحتياجات الخاصة

وقال سموه، في نص كلمته: يسعدني اليوم استقبالكم لأنقل لكم تهاني قائدنا ووالدنا صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد، وأهنئ هذه الكوكبة من المتفوقين في الثانوية العامة للعام الدراسي 2022/ 2023 وأسرهم الكريمة، مؤكدين أن التفوق ثمرة طيبة لغرس طيب سُقي بالمثابرة والجد والاجتهاد.

التطورات المتلاحقة

وتابع سموه: وإذ نسجل بالفخر إشادتنا بتفوقكم، فإن وصيتنا لكم أن تجعلوه هدفاً دائماً في مرحلتكم المقبلة، واعلموا أن الوصول إلى القمة إذا كان صعب المنال، فإن المحافظة عليها بالإرادة والعزيمة ليس بالمحال... كما أوصيكم بمواكبة التطورات المتلاحقة في عصر متسارع الوتيرة... عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فاختاروا التخصصات التي يحتاج إليها وطنكم لتساهموا في نهضته وتقدّمه.

وأردف سموه: نشكر جميع قادة وزارة التربية وكل أجهزتها ومنتسبيها على جهودهم وما بذلوه طوال عام دراسي كامل، لاسيما فترة الاختبارات، طامحين في مواكبة كل تطور في مجال التعليم والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والدراسات المتخصصة، وواضعين في الاعتبار أن التعليم من أهم ركائز الدول المتقدمة.

وزاد سموه: كما نشكر أسر المتفوقين الذين ساندوهم ودعموهم من أجل تحقيق أهدافهم... ونكرر تهانينا لهم بتفوق بناتهم وأبنائهم.

وفي ختام كلمته، قال: ندعو الله في علاه أن يديم التميز على الكويت وأبنائها المخلصين لتبقى مرموقة المكانة بين البلدان والشعوب في ظل القيادة الحكيمة والحكمة المعهودة لقائدنا ووالدنا صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وسدّد خطاه.

فخر واعتزاز

من جهته، ألقى وزير التربية د. حمد العدواني كلمة قال فيها: أقف اليوم أمام سموكم وأنا أحمل مشاعر الفخر والاعتزاز بتقديم كوكبة متميزة من أبنائكم وبناتكم الفائقين والفائقات من خريجي الثانوية العامة للعام الدراسي 2022/ 2023 وهم يحظون بشرف التكريم من سموكم الكريم على نجاحهم وتفوقهم.

وأضاف العدواني: وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم لمقام سمو أمير البلاد وإلى مقام سموكم الكريم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لرعايتكم الكريمة ودعمكم اللا محدود لأبنائكم وبناتكم الطلاب والطالبات، وتوجيهاتكم الرشيدة بتوفير جميع الفرص التعليمية لهم وتيسير فتح آفاق الإبداع والريادة أمامهم في جميع مؤسسات التعليم العالي، سواء كانت الجامعات الحكومية أو الابتعاث الخارجي والداخلي، وكذلك الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ليكونوا نجوماً في سماء الإبداع والتميز ومنارات علم وإشعاع ينير حاضر ومستقبل وطننا الغالي، ويعزز مكانة الكويت الغالية بشتى المحافل العالمية.

توجيهات سديدة

وأكد أن كلماتكم الخالدة بخطابكم السامي، والتي استمعنا لها بتاريخ العاشر من أبريل لعام 2023، والتي أكدتم فيها سموكم أن «تحقيق نهضة الوطن بمفهومها الشامل ومسؤوليتنا جميعا قيادة وحكومة ومجلس أمة وشعباً، فكلنا شركاء في بناء الوطن وإكمال مسيرة تقدمه وازدهاره»، هي منهاج وتوجيهات سديدة نسعى بكل عزيمة وإصرار من موقع شرف المسؤولية والثقة الغالية التي كلفتمونا بها أن ننفذ ونترجم توجيهات سموكم الحكيمة من خلال المضيّ قُدما بتطوير التعليم عن طريق تنفيذ استراتيجيات حقيقية ومحددة الأهداف.

واستطرد: بدأنا العمل بها فعلياً بمراحلها الأولية بطرق تتماشى تماماً مع تحقيق رؤية الدولة منها تطبيق نظام بوابة القبول المركزي، من خلال توحيد نظام التقديم والالتحاق الإلكتروني بمختلف مؤسسات التعليم العالي للحصول على المقاعد الدراسية.

وأشار إلى افتتاح جامعة عبدالله السالم الحكومية ذات التخصصات المتسقة مع أهداف الدولة التنموية لتأخذ مسارها التعليمي الصحيح، وتكون باكورة منهاج تعليمي عال ومرموق مع الشقيقة الكبرى جامعة الكويت، لكي تسهما في الارتقاء بمستوى الكويت في مؤشرات التعليم العالي العالمية، لافتاً إلى فتح آفاق جديدة أمام أبنائنا الطلبة من خلال تطوير خطط الابتعاث الداخلي والخارجي في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل.

اختبار وطني للقبول

وبيّن أن العمل جارٍ على تنفيذ اختبار وطني محدد للقبول، والذي يعد من المشاريع الاستراتيجية المهمة للدولة، ويهدف لإيجاد معيار للتفاضل بين خريجي المرحلة الثانوية بمختلف فئاته، وتهدف كل هذه المشاريع لتطوير وإعداد رأس المال البشري المتزن والمنتج والمختص للارتقاء بمخرجات تعليم ذات جودة تسهم فعلياً في بناء الوطن.

وأكد العدواني أن الوزارة تسعى جاهدة لتنفيذ كل المشاريع التطويرية واستكمال العمل بخططها الاستراتيجية، من دون إغفال لأهم العناصر في رحلة العمل والتطوير، وهم أبناؤها الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، تماشياً مع توجيهات القيادة السياسية من خلال إطلاق حملات إعلامية تثقيفية تهدف لتوجيههم وتوعيتهم خلال مسيرتهم العلمية، وتعكس مدى تعاون واهتمام الوزارة بمنتسبيها، حيث قامت الوزارة بإطلاق حملة «استعد» لتهيئة أبنائنا وبناتنا الطلبة للاستعداد للاختبارات النهائية وتهيئتهم نفسياً وصحياً وتربوياً لاجتياز الاختبارات بنجاح.

القضاء على الظواهر السلبية

وتابع: وقد لمسنا نجاح هذه الحملة من خلال ردود الأفعال الطلبة وإحصاءات النجاح والتفوق مع نسبة القضاء العالمية على كل الظواهر السلبية التي كانت تعوق سلاسة سير ونجاح عملية الاختبارات في السنوات الماضية بالتعاون مع كل المؤسسات الحكومية ذات الصلة، كما أطلقت الوزارة حملتها الوطنية «وجّهني»، التي تستهدف الطلبة الكويتيين من خريجي الثانوية العامة الراغبين في الالتحاق ببرامج البعثات الخارجية، والتي تأتي في إطار حرص الوزارة على توعية وإرشاد الطلبة وأولياء أمورهم لشروط ومتطلبات وآلية التقديم للبعثات الخارجية، وكذلك توجيه الطلبة للالتحاق بالجامعات المميزة والتخصصات التي يحتاجها سوق العمل.

وأردف: حرصاً على أبنائنا الدارسين في الخارج، قامت الوزارة بإطلاق حملة «مكاتبنا الثقافية» في الدول الخارجية لمتابعة أبنائنا المبتعثين من خلال فتح قنوات للتواصل المباشر معهم والرد على استفساراتهم من قبل رؤساء المكاتب الثقافية وتسليط الضوء على نماذج مشرّفة من أبنائنا المبتعثين المتميزين كسفراء للوطن في الخارج، ويأتي ذلك ضمن توجيهات سموكم الكريمة في الارتقاء بمنظومة الخدمات التي تقدمها الوزارة للاهتمام بأبنائنا الطلبة.

وفي ختام كلمته، قال العدواني: نعاهدكم على مواصلة مسيرة العمل والتطوير وتجاوز كل التحديات والعقبات من أجل تحقيق الاستثمار الأمثل من أبنائنا الطلبة المتفوقين والمتميزين والمبدعين، وحثّهم على المثابرة والاجتهاد خلال تحصيلهم العلمي وتزويدهم بسلاح العلم والمعرفة بمراحلهم الدراسية في التعليم العام والتعليم العالي، وامتناناً وتقديراً لهذا التكريم الأبوي الذي سيكون حافزاً لهم ولأقرانهم على التفوق والتميز للمشاركة في رفع راية وطننا الغالي الكويت، داعياً الله أن يحفظ الكويت وشعبها في ظل القيادة الرشيدة لسمو الأمير وسموكم.

حضر حفل التكريم رئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ أحمد العبدالله، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ووكيل الديوان الأميري ومدير مكتب صاحب السمو أمير البلاد السفير أحمد الفهد، ومدير مكتب سمو ولي العهد الفريق المتقاعد جمال الذياب، ووكيل الشؤون الخارجية بمكتب سمو ولي العهد مازن العيسى.

سموه يهنئ منغوليا

الهاملي: التكريم السامي تجسيد للاهتمام بالجيل الجديد والسعي لبناء المستقبل

وأضافت الهاملي: منذ أن خطونا خطواتنا الأولى في مسيرتنا التعليمية أحاطتنا الدولة ممثلة بوزارة التربية برعايتها واهتمامها، وهيأت لنا سبل التعليم والتفوق، ولم تدخر جهداً - بتعليمات سامية - في تأمين كل ما نحتاجه للتعليم من مبانٍ مدرسية مجهزة بأحدث التجهيزات من مختبرات ومعامل علمية وكتب وهيئة تعليمية، لننطلق في رحلتنا العلمية بكل سهولة ويسر.

وتابعت: وها نحن نقف اليوم بين يدي سموكم وقد نجحنا وتفوقنا، ليكون ذلك تتويجاً لمسيرة علم ودراسة محاطة بكل رعاية واهتمام رسمي.

وزادت: ما تكريم سموكم للمتفوقين إلا دليل وبرهان على الاهتمام الرسمي بتوجيهات من صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد بالجيل الجديد، والعمل على بناء مستقبل الكويت بإعداد أبنائها وشبابها الإعداد العلمي الصحيح.

وأوضحت أنه وإذ نخطو من مرحلة تعليمية أساسية إلى مرحلة تعليمية عليا - نعاهد سموكم على أن نبذل كل جهدنا لتلقي العلم ونيل الشهادات العليا لنعود إلى وطننا ونرد له جزءاً من دينه في أعناقنا ولنسهم في بنائه وتطوره نحو مستقبل مزدهر منشود، والله على ما نقول شهيد.

وأردفت: لا يسعنا إلّا أن نتقدم إلى سموكم بأعظم معاني الشكر والامتنان على هذه اللفتة الكريمة بتكريم المتفوقين من خريجي الثانوية العامة، وهي عادة جُبل عليها قادة هذا البلد المعطاء من القديم.