كفاح مزاجي للفساد

نشر في 25-06-2023
آخر تحديث 24-06-2023 | 19:57
 مظفّر عبدالله

أول العمود: النائب حمد العليان يقترح تحويل المكتبات العامة إلى مراكز ثقافية في المناطق بإشراف المجلس الوطني للثقافة... اقتراح مستحق وبداية مشجعة.

***

هناك أسئلة مهمة تبحث عن إجابات في أذهان الكويتيين حول الفساد ومكافحته، تبدأ بكيفية تعريفه للعامة وعرض أشكاله والبيئات التي تشجع عليه وتنميه.

في المقابل هناك حاجة مُلحة للكف عن الشعور بالانتصار على الفاسدين من خلال عرض أسماء (اللصوص) في الصحف- وهو على أهميته إذا اقترن بحكم قضائي– إلا أنه يقف فقط عند الرغبة في الفضح والتعريض بالأشخاص، ولا يبحث في المجاهدة والبحث عن تطور دهاليز الحِيل التي يصنعها هؤلاء اللصوص في عالم الفساد للاستحواذ على ثروات الوطن.

تعريف المال العام، ومعنى الأمانة في الوظيفة العامة ضرورية جداً في مجتمعنا لأن هناك خلافاً في تعريف المال العام، فبيننا من يعتبره (مال مشاع، أو مغنم جاء من السماء وأودع في باطن الأرض، وهكذا)، في حين الأمانة الوظيفية تخضع لمفاهيم مشوهة مثل (الواسطة، الظلم الإداري، المحاباة في التنصيب).

هناك مشكلتان تواجههما الحكومات الكويتية تجاه الفساد:

الأولى: في المزاجية، فتتكاسل في فترات وتتغاضى عن استباحة الأموال العامة، كما حدث إبان الغزو العراقي وما تلاه، وتنشط في فترات للمحاسبة كما يحصل الآن (نموذج ضيافة وزارة الداخلية).

والثانية: في عدم تحديد الفهم الصحيح لكيفية إدارة الثروة، وهو ما يتسبب في خلق فرص لممارسة الفساد- الهدر أحد صوره- كما يحدث في الصرف في التعليم والصحة مقابل المردود غير المشجع (ضعف مخرجات التعليم، تزايد الأمراض التقليدية كالقلب والضغط والسكري).

من المؤسف خلق العديد من أجهزة الرقابة المالية والإدارية في الكويت، والتي يصل عددها إلى 11 جهازاً من دون خلق مفهوم وأجواء مناهضة للفساد تعمل عليه الحكومة بحزم، ويبدأ أولى خطواته بمناهج التعليم من خلال توصيفه أخلاقياً وسلوكياً حتى ينتقل من مرحلة (العيب) إلى مصاف (الجريمة) كاملة الأركان.

أرشيف وتراث مكافحة الفساد يجب أن يتحول من مجرد إحصائية بأسماء اللصوص إلى تقليد مجتمعي مرفوض.

back to top